الراسل: EHAB
إني أتعجب من إقحام الدين في كل شيء، وعلى سبيل المثال فمنذ أن أفتى المفتي بجواز إفطار لاعبي منتخب مصر في مباراة مصر ورواندا إلا وفوجئت بسيل من التعليقات أحد مواقع الإنترنت التي تدعو للمنتخب بالهزيمة في حالة إذا قاموا بالإفطار!!
ولا أعلم هل هذا زيادة في تدين أم نقص شديد في الوطنية بل وقد صرح اللاعب الذي أحرز هدف المنتخب الوحيد قائلاً بأنه مكافأة من الله لكل لاعب في المنتخب فهل نلغى الرياضة والمجهود والعرق والتعب؟ وكأن الله سيكون غاضب على المنتخب الذي لم يفز.
ومن بداية شهر رمضان بدأ عرض مسلسل لم يلتفت إليه الكثيرون إلا وهو مسلسل (قلبي دليلي) الذي يتناول السيرة الذاتية لقيثارة الشرق ليلى مراد وفوجئت بمناقشات غريبة لم تكن في كيفية صعود الراحلة الكبيرة إلى مصاف كبار نجوم الغناء المصري وكيف بذلت من التعب والمجهود والمثابرة حتى نالت المكانة التي تستحقها ويستحقها صوتها الرائع الآخاذ.
حتى إنها المطربة الوحيدة التي صنع المخرجون أفلامًا باسمها حتى الآن لم يلتفتوا إلى وطنيتها وإنها رفضت الرحيل من مصر مع بعض أفراد الطائفة اليهودية التي رحلت من مصر لم يلتفت أي شخص لكل هذا بل التفتوا إلى شيء واحد هل أسلمت ليلى باعتبارها يهودية الديانة أو لم تفعل فأريد أن اعرف ماذا حدث لنا لماذا نقحم الدين في كل شيء حتى أنفاسنا لماذا لم تفعل الشعوب الأخرى التي يؤسفني أن أقول أنهم شعوب متحضرة وراقية أكثر منا مثل هذا الذي نفعله؟
مع أن بعضنا يصفهم بالكفر ويصف نفسه بالتدين والتي أعتقد أن هذه الصفة ينطبق عليها المثل القائل (دة قصر ديل يا .......) أو نقول أن لدينا حضارة 7000 سنة ولكن لا نعمل بها بل وصفنا الفراعنة بأنهم كفرة ووصفنا تراثهم وأثارهم بأنها أوثانًا.
فمتى نفيق من غيبوبتنا هذه ونعلم أن الدين ما هو إلا علاقة خالصة بين الإنسان وربه ولا أقول العبد لأن الله خلقنا أحرارًا ولسنا عبيدًا. أنا أرفض هذه الكلمة فهل ننتهز هذه الفرصة التي منحها الله لنا بأن نسلك مسلك القيم الإنسانية الرفيعة مثل الخير, الأخلاق, الجمال وأن نغرس في أنفسنا قيم قبول الآخر واحترام حرية اختلاف الآخر عنا سواء في الدين أو اللون أو الجنس فمتى نقول مع فولتير رغم أني قد أختلف معك في كل كلمة تقولها.... ولكني على استعداد أن أدفع حياتي ثمنًا لحريتك في التعبير عن رأيك؟
على موضوع: هارد لك" يا مصر |