بقلم: القس رفعت فكري وفي هذا المقال نستكمل بقية الأمور التي يحتاجها الخطاب الديني العربي اليوم حتي يتماشى ويتفاعل مع حضارة القرن الحادي والعشرين. سادساً :- يجب ألا يكون الخطاب الديني متحجراً على أصل تأويلي بعينه ويرفض وضع هذا الأصل موضع المساءلة ويحرم مناقشته , بل يجب على كل من يقوم بتفسير النصوص الدينية أن يتحرر من تعصبه ويعترف بأن هناك تأويلات أخرى ومن ثم يجب عدم إلغاء الآخر المختلف في التأويل أو فصله أو شلحه أو تجريمه بما ينزله منزلة المخطئ أو الكافر الذي يستحق الاستئصال المعنوي والمادي , فالأصوليون وحدهم هم الذين يتوهمون إنهم وحدهم الفرقة الصحيحة المستقيمة الرأي التي تحتكر الحقيقة والرأي الصواب وكل مختلف عنهم أو مخالف لهم يعتبر ضمن الهراطقة ولهو في هوة الفرق الضالة والمضللة التي لا مصير لها سوى النار. أما الناضجون وغير المتعصبين فهم الذين يقولون للمغايرين لهم لنتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه !!. سابعاً :- يجب أن يتحرر الخطاب الديني من الانحياز للميراث التقليدي الاتباعي وخصوصاً المتشدد, فلا يجوز إهمال الميراث العقلاني الفلسفي, ولا يجوز إقصاء الميراثات المغايرة لها في المنحى والمخالفة لها في الاتجاه, بل يجب أن يكون الخطاب الديني منفتحاً مفكراً لا منغلقاً مكفراً !! ثامناً :- بات من المهم أن يتصالح الخطاب الديني مع المستقبل, وكيف له أن يتصالح مع المستقبل وهو لايزال في مخاصمة حتى مع الحاضر؟!! إن الخطاب الديني لايزال غارقاً في الماضي السحيق البعيد حيث ركوب الدواب وبول البعير وجناح الذبابة, وحيث القصص والحكايات والروايات التي عفا عليها الزمن منذ زمن !! تاسعاً :- إننا في حاجة ماسة إلى خطاب ديني يتلامس مع الواقع المعاش ويناقش قضايا الناس اليومية والحياتية, ومن هنا لابد أن يؤكد الخطاب الديني على أن الحياة – وليس الموت - في سبيل الله هي الجهاد الحقيقي . إن الجهاد الحقيقي هو إصلاح أنفسنا من دواخلنا بإيجاد ديمقراطية حقيقية واحترام لحقوق الإنسان في عالمنا العربي . الجهاد الحقيقي هو تطوير التعليم ومحاربة الجهل والأمية, وهو الصدق مع الله والنفس, إن الجهاد الحقيقي ليس في تقتيل الأطفال وترويع الآمنين وتفجير البشر وترميل النساء, ولكن الجهاد الحقيقي هو مواجهة العدو بجيوشه المستعمرة وجنوده وقواته المسلحة ومعسكراته المدججة بالسلاح ليس بغرس ثقافة الموت ولكن بحب الحياة وبالعلم وبالتقدم وبالاستنارة, إننا نحتاج في عالمنا العربي إلى خطاب ديني يدعو إلى الجهاد السياسي الذي دعا إليه العالم المصري الجليل الدكتور أحمد زويل, فالجهاد السياسي هو الجهاد الحق الذي يعمل لأجل إيقاف الظلم والظلمة وهذا ما يرضي الله بالفعل, فالله هو العادل المحب للعدل, والجهاد السياسي يعمل على خير العباد والبلاد وبالجهاد السياسي يمكننا رد كل مسلوب وكل مغتصب . |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ٣ تعليق |