اقلاديوس ابراهيم – لندن
مازالت التوترات ملتهبة نتيجة اعمال الشغب والعنف التي وقعت في مدينة برمنجهام، أحد أكبر المدن المكتظة بالسكان المسلمين وأحد أكبر معاقل التطرف الاسلامي في بريطانيا، خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي حيث نظم ما لا يقل عن 200 من ناشطي رابطة الدفاع البريطانية English Defence League المناهضون للتطرف الاسلامي في بريطانيا تظاهرة رفعوا فيها لافتات كتبوا عليها "المتطرفون المسلمون اخرجوا.. لتكن بريطانيا آمنة" و "لا لمساجد اخرى" ... الخ.
ولم تكن هذه هي المرة الاولى، ولن تكون الاخيرة، التي تقع فيها تلك الاحداث، فقد سبقها اعمال شغب وعنف يوم 8 أغسطس نتيجة تصادم فريق من ناشطي "رابطة الدفاع البريطانية" مع مجموعة من الشباب المسلمين المنحدرين من أصول آسيوية الذين انضم اليهم جماعة "الاتحاد المعارض للفاشية United Against Fascism" الذين يعتبرون ان "رابطة الدفاع البريطانية" هي جماعة عنصرية، بينما ينفي منظموا التظاهرة من رابطة الدفاع البريطانية صفة الفاشية والعنصرية عن انفسهم، ويقولون انهم ليسوا ضد المسلمين بل ضد التطرف والارهاب الاسلامي والشريعة الاسلامية، ويطلبون من البريطانيين الاستيقاظ من غفلتهم قبل فوات الأوان، فشعارهم:
"”Pople of England, Wake up. Before it’s too late
وقد سبق لهذه الرابطة ايضا التظاهر في مدينة برمنجهام في الرابع من يوليو 2009 لمساندة السكان المحليين الذين لا حول لهم ولا قوة أمام هذا التطرف والارهاب الفظيع، باعتبارها المدينة الأكثر ايواءً للمتطرفين المسلمين لا في انجلترا فقط بل في قارة اوروبا كلها، ففي هذه المدينة دوناً عن مدن انجلترا توجد أحياء مغلقة على المسلمين المتطرفين ولا يسمح لغير المسلمين الدخول اليها، وتعرف هذه الاحياء بـ no-go areas for non-Muslims .
وحسب ما نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية فان هناك مخاوف من وقوع اعمال عنف نتيجة عزم المتظاهرون المعادون للاسلام الاحتجاج أمام واحد من أكبر المساجد في لندن يوم الجمعة المقبل، في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، في الوقت الذي تعتزم فيه أعداد كبيرة من "جماعة المعارضين للفاشية" النزول الى حيث يقع المسجد المركزي الجديد بمنطقة هارو للتضامن مع المسلمين في مقاومة ناشطي رابطة الدفاع البريطانية.
وفي الوقت نفسه تنوي جماعة يمينية اخرى تطلق على نفسها " أوقفوا أسلمة أوروبا Stop Islamification of Europe" التخطيط لتنظيم مظاهرة سلمية حيث ترى ان التخوف من الاسلام وصل الى ذروة الحساسية، لكنه لم يتقرر بعد ما اذا كانت المجموعتين تنويان الانضمام لبعضهما في مواجهة المتطرفين المسلمين وجماعة مناهضي الفاشية.
ويرى المعارضون لناشطي رابطة الدفاع البريطانية انهم بمعاداتهم للاسلام يسلكون طريق "الصراع العرقي". ويقوم رجال الشرطة بأخذ كافة الاحتياطات اللازمة تحسباً للتحرش بالمصلين المسلمين اثناء خروجهم من المسجد بعد صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان الذي يتجمع فيه المسلمون بالمئات داخل المسجد المركزي بالمنطقة مما قد يؤدي الى رد فعل عنيف من جانب المسلمين وحلفائهم من جماعة المناهضين للفاشية.
وصرح غلام رباني، الامين العام للمسجد، أنه قد حث المصلين على تجاهل الاستفزاز، وأنه لا يعرف لماذا يتهمون المسلمين بأنهم يخططون لإقامة محكمة شرعية في المنطقة في الوقت الذي لم يكن لدينا مثل هذه الخطة. واننا لدينا علاقات جيدة على مدى 25 عاما مع المجتمع المحيط بنا من المسيحيين والهندوس واليهود.
وفي حادث آخر اعتدت عصابة مكونة من 20 شاباً على مسلمين بشكل وحشي بعد خروجهم من صلاة الجمعة في مسجد يقع جنوب العاصمة لندن، فأصابوا ثلاثة منهم بجروح ، وواحداً منهم اصابته خطيرة وتم نقله الى المستشفى في حالة غيبوبة بحسب ما نشرته صحيفة "ايفننج ستاندارد" مساء الجمعة الماضي نقلاً عن وكالة "يو بي آي".
وقالت صحيفة 'ستاندارد' المسائية إن قائد شرطة منطقة توتنج التي وقع بها الحادث وصف الهجوم على المسلمين بأنه مقزز وكان دافعه الوحيد إيذاء الضحايا، مشيراً إلى أن أفراد العصابة جميعهم من السود، وقد اعتقلت الشرطة البريطانية أربعة منهم تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاماً. |