CET 00:00:00 - 10/09/2009

مساحة رأي

بقلم: أشرف عبد القادر
ألتقي بعمدة قريتي كلما زرت مصر،وهو رجل مثقف ومطلع على ما يدور في مصر، وتشعب الحديث بنا إلى أن وصل إلى من سيحكم مصر في المرحلة القادمة؟،فقلت له:من خلال اختباري لرجل الشارع العادي وجدت أن الشارع المصري يرحب بجمال مبارك، فسائق التاكسى عندما سألته قال بعفوية”ييجي جمال،ما هو أحسن من غيره،على الأقل أهو شبعان بدل ما ييجي واحد تاني ينهب البلد”،وقال آخرون”ييجي جمال، أهو أحسن من بتوع الدقون” يقصدون الإخوان المسلمين،وعندما سألتهم: “ومالهم بتوع الدقون؟” أجابوا”دول ها يخربوا البلد، وها يحرموا علينا كل حاجه، وها يخلونا نربي دقونا كلنا ... لا يا عم ... جمال احسن منهم ألف مرة” فصحك العمدة من هذه الحكايات،وعقبت قائلاً: لكن جمال مبارك نقطة ضعفه الوحيدة هو أنه لا يسيطر على الجيش. فقال العمد بالنسببة لهذه النقطة فلا تقلق، فالجيش المصري الآن متحضر ،فهو لن يتدخل في انتخاب الرئيس القادم،لأنه يعرف دوره جيداً وهو حماية أمن مصر من المخاطر الخارجية،وسيترك الشعب المصري يختار رئيسه بنفسه.

أذكر عندما كنت في مؤتمر الأقليات الذي عقد في زيورخ،وكان من ضمن الحضور د. سعد الدين إبراهيم،عالم الاجتماع المصري،وسأله أحد الحضور: ما رأيك لو حكم جمال مبارك مصر؟
فضحك وأجاب: ليحكم جمال مبارك مصر إذا اختاره الشعب، نحن نريد تأسيس المجتمع المدني،تفعيل دور النقابات،وفصل السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية،وإرساء حقوق المواطنة،والمساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات، فإذا حقق لنا ذلك جمال مبارك أو غيره فأهلاً به، نحن لسنا ضد أحد” هذا رأي عالم موضوعي وعقلاني.

المهم الآن هو مستقبل مصر، فرجل الشارع الغير مثقف،أدرك بفطرته خطورة الإخوان عندما قال”جمال أحسن من بتوع الدقون.... دول ها يخربوا البلد”، فإذا كنت يا جمال الرئيس القادم سنة 2010،كما هو متوقع فنحن نطلب منك الآتي:

1-أن يكون نائبك اللواء عمر سليمان،عين مصر على أعدائها في الداخل والخارج.

2-تأسيس المجتمع المدني.

3-تغيير المادة الثانية من الدستور.

4- إلغاء خانة الديانة من بطاقة الهوية.

5- الفصل بين السلطات الثلاثة [القضائية ،والتشريعية،والتنفيذية] هذا الفصل،هو جوهر دولة القانون الديمقراطية.لقد آن الأوان لتكون مصر دولة ديمقراطية حقيقية كأمريكا. الحزب الشيوعي ممنوع في أمريكا فلماذا لاتمنع جماعة الإخوان المسلمين”المحظورة” في مصر،مادامت مصرة على عداء الديمقراطية،وعداء المرأة ،وعداء إخوتنا في الله والوطن “الأقباط”؟ .

6- إرساء مبدأ المواطنة فعلاً لا قولاً، لينال أشقاؤنا في الله والوطن “الأقباط” حقوقهم الدينية والمدنيةتطبيقأً لمبدأ مساواة المسلم بغير المسلم.

7-مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات،لتتساوي المرأ ة المصرية بالمرأة التونسية والمغربية والأوربية،فنحن أول دولة في العالم نصّبت إمرأة في سدة الحكم “كليوبترا “ بينما يرفض الإخوان الاعتراف بها كمجرد قاض. ونحن نعرف أن أبو حنيفة والطبري اعترفا لها بالحق في القضاء!

أتمني على الله أن يكون جمال مبارك هو الرئيس المقبل، خاصة بعدما قرأت في رزوليوسف العدد 4236 الصادر بتاريخ 15 أغسطس صفحة 45،46،47 تقريراً عن مرشد الجماعة الجديد د. محمد بديع،الذي يؤمن بقوة بأفكار سيد قطب التكفيرية، والذي يدعو الجماعة إلى العودة لمرحلة سرية الدعوة حتى تأتي مرحلة التمكين،خاصة وأنه سبق ودخل السجن أكثر من مرة متهماً في قضية “القطبيين” الذين يؤمنون بالفكر التكفيري المتشدد.
شعب مصر يريد رئيساً مدنياً لدولة مدنية قائمة على أسس الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة، لا دولة ثيقراطية يحكمها هتلر متأسلم جديد، ليحول مصر إلى دولة دينية بمشروع طالباني أو إيراني ،أو سوداني... وهو في الحقيقة مشروع واحد سادي،وجهادي، وعنادي واستبدادي.

ليعلم محمد بديع أن جيش مصر وشرطتها قادران ما بين عشية وضحاهاعلى القضاء على الفتنة النائمة التي يريد إيقاظها عندما أعطى الأمر بـ”إيقاظ الخلايا النائمة”استعداداً للإنتفاضة يوم يتخلى الرئيس مبارك عن الحكم.وليعلم أن كل دول الشرق الأوسط عدا إسرائيل وإيران سيكونون ضد انتفاضته ،وكذلك كل دول العالم عدا كوريا الشمالية. وهيهات أن يحكم أحداً مصر ضد إرادة شعبها وجيشها ودول الإقليم والعالم. فحذار يا بديع حذارى/ فالحق أبلج والسيوف عواري.

أهمس في أذن جمال مبارك أن لو صار الأمر له أن يجعل الجنرال عمر سليمان ذراعه الأيمن،لأنه يعرف كل كبيرة وصغيرة عن السياسة الدولية والإقليمية. وحماك الله يا مصر من كل شر ومن كل متآمر شرير.

ASHRAF3@WANADOO.FR

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق