الإنفتاح الأمريكي مشروط بتخلي تلك الحركات عن تبني العنف والتمسك بقيم ومبادئ الديمقراطية
كلمات أوباما من جامعة القاهرة حملت طمأنة لجماعة الإخوان المسلمين بأن الولايات المتحدة سترحب بكل الحكومات التي تنتخب ديمقراطيًّا وبطريقة سلمية
كتب: هاني سمير – خاص الأقباط متحدون
قال كرستوفر جوتش في تقرير له بعنوان "انفتاح مشروط على الإخوان المسلمين" نُشر بموقع تقرير واشنطن في عدده الأخير أن خطاب أوباما بالقاهرة حمل انفتاحًا أمريكيًّا على جماعة الإخوان المسلمين المحظورة رسميًّا من قبل النظام السياسي المصري، والتي حصدت 20 في المائة من مقاعد البرلمان المصري في الانتخابات التشريعية لعام 2005، والتي خاض مرشحوها الانتخابات التشريعية كمستقلين للحظر الأمني للحركة. وقد كان عدد من أعضاء الجماعة من الشخصيات التي حضرت خطاب أوباما بجامعة القاهرة في الرابع من يونيو الماضي.
مضيفًا أن كلمات أوباما من جامعة القاهرة حملت طمأنة لجماعة الإخوان المسلمين بأن "الولايات المتحدة سترحب بكل الحكومات التي تنتخب ديمقراطيًّا وبطريقة سلمية"، وهو انفتاح يتناقض مع سياسة إدارة بوش الإبن التي قلصت دعم برامج الديمقراطية بعد فوز جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية المصرية، فقد تناقص تمويل المجتمع المدني من 50 مليون دولار إلى 20 مليون دولار في ميزانيتها السابقة.
وقال التقرير أنه ومع ذلك فمن المستبعد أن يضع الرئيس الأمريكي كل ثقله وراء الديمقراطية في مصر ما دامت الانقسامات الراهنة في الفكر السياسي مستمرة إلى يومنا هذا داخل جماعة الإخوان المسلمين، وعلى الرغم من إعطاء الكتلة البرلمانية الإخوانية أولوية للمصالح المصرية على أهداف حركات المقاومة الدولية، واعتبار نفسها لاعبًا شرعيًّا في الحياة السياسية المصرية، إلا أن مكتب المرشد الأعلى للجماعة يعد تعبيرًا صارخًا عن الجماعات والمنظمات الراديكالية في منطقة الشرق الأوسط التي تكرس جهودها لتعطيل عملية السلام في المنطقة وتتبني نهج المواجهة الأبدية.
وأضاف أن المرشد الأعلى للجماعة "مهدي عاكف" يوضح أن "هناك أجندتين في المنطقة، الأولى تعمل على حماية المقاومة وتعزيز انتصارها على العدو الصهيوني، والأخرى معنية فقط باسترضاء الأمريكيين والصهاينة"، ويرى "عمرو حمزاوي" من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي
Carnegie Endowment for International Peace
أن هذا الفصل من "منطق المواجهة الأبدية"، ويضحي بالأمن القومي المصري وسيادته من أجل دعم الحركات والمنظمات الراديكالية النشطة بمنطقة الشرق الأوسط خارج حدود مصر مثل حزب الله اللبناني.
ونعود لتقرير واشنطن الذي قال أن هدف أوباما من كلماته بالقاهرة دفع العناصر الراديكاليين وغير البرلمانية من جماعة الإخوان المسلمين إلى الاعتدال وإلى تحمل المسئولية التي تتحملها الكتلة الإخوانية البرلمانية من خلال الانفتاح الأمريكي على الجماعة. ولكنَّ المحللين يرون أن سياسات "أوباما" للانفتاح على جماعة الإخوان المسلمين تحمل في طياتها مخاطرة لأن الجماعة لم توضح موقفها حيال عديد من القضايا الحاسمة. فيتساءل عدد من الخبراء السياسيين ما إذا كانت الحركة ستحترم المعاهدات السابقة مثل اتفاقية كامب ديفيد الموقعة في عام 1979، وهل ستتسامح مع المعارضة السياسية والأقليات، واحترام المرأة، وإعلاء سيادة القانون؟
كانت كلمات أوباما التي جاءت في خطابه الذي ألقاه من جامعة القاهرة مجرد خطوة أولى. وإذا كانت الجماعة تريد دعمًا أمريكيًّا أبعد من الدعم الخطابي بتقويض العلاقات الأمريكية مع نظام "مبارك" الذي ترى فيه الجماعة أنه "استبدادي"، فإن عليها الإعلان عن تأييدها لهدف أوباما للاستقرار الدولي، والتعبير عن المثل الديمقراطية التي يدعو إليها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما".
مضيفًا أن خطاب أوباما إلى العالم الإسلامي من جامعة القاهرة أشار إلى رغبته في مد يده إلى الحركات الإسلامية المنتخبة ديمقراطيًّا بمنطقة الشرق الأوسط، ولكن الانفتاح الأمريكي مشروط بتخلي تلك الحركات عن تبني العنف والتمسك بقيم ومبادئ الديمقراطية. وتلك السياسة تمنح الولايات المتحدة شرعية رفض الحركات المتبنية للعنف والراغبة في تدمير إسرائيل الحليف الإستراتيجي للولايات المتحدة، وكذلك التقليل من فرص تمكين هذه الفئات من تشكيل تهديد لمنطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|