بقلم: د.وجيه رؤوف
دائما ما اتذكر الأغنيه الجميله التى انشدتها كوكب الشرق ام كلثوم والتى يقول مطلعها :
بالسلام أحنا بدينا بالسلام ...... يا سلام
ردت الدنيا علينا بالسلام ...
ياسلام يا سلام
وسبب أعجابى بهذه الأغنيه هى المعانى الجميله التى ينطوى عليها البدء بالسلام فتعاليم السلام الجميله الهادئه تعم بالخير على الوطن والمواطنين
ولكن للأسف لاحظت فى الفتره الأخيره فتور فى بعض البشر فحينما يمر بك الناس لاتلاحظ البشاشه التى كانوا يتميزون بها قديما ولا الحيويه التى كانت تكسوا محياهم وحينما تاتى عينك فى اعينهم يبادرونك بتحيه مشجعه مع ابتسامه جميله ,
فقد قلت تلك المظاهر التى كانت تميز المصرى الجميل الشهم المضياف ,
وقد حاولت تحليل هذه الظاهره التى بدت منتشره فانت تواجه بأناس تعرفهم ويكونوا فى الطريق قادمين فى اتجاهك ولكنهم لايبادرون بالسلام بل تكون وجوههم غير معبره وعابثه ولكنك حين تبادرهم بالسلام يلتفتون اليك ويردو السلام ,
زادت تلك الظاهره كثيرا وحيث اننى من طابعى الشخصى ان ابادر دائما بالسلام وببشاشه حاولت ان ادرس هذه الظاهره عن قرب وان ابطىء فى خطواطى قليلا لأرى رد فعل العامه ,
وفعلا صدق حدثى فالكثيرين لا يبادروا بألقاء السلام الا اذا بادرتهم به ,
ومع نفسى حاولت مرارا أن أحلل الظاهره وارجعت ذلك الى الظروف الأقتصاديه وصعوبه تكلفه العيش ,
ولكن هذا لم يكن فى السابق فقد كانت ظروف المصريين فى أصعب حالاتهم وتحت نير الأستعمار ولكن تعاملاتهم مع بعض تتسم بالمحبه والألفه ,
وقد اتعبت نفسى فى محاوله لتفسير هذه الظاهره الا أن وقعت فى يدى مجموعه كليبات لبعض شيوخ الفتنه والتى تحث الناس على أظهار الغلظه لغير المسلمين وأن لايبادروا أهل الكتاب بالتحيه بل والأفضل أن يضيقوا عليهم الطريق اذا أمكن ,
طبعا استغربت جدا حيث ان هذه التعاليم كان لها ظروفها الخاصه فى وقتها كأن تكون هناك حروب مثلا بين المسلمين وكفار قريش أو يهود خيبر ,
ولكن فى مصرنا الحبيبه لم يحدث ابدا ان ناصب مسيحيى مصر مسلميها العداء بل ولم تحدث حروبا بينهم فلم كل هذا الهدير الغاضب ,
وبالأضافه الى ذلك شاهدت فيديو كليب لسماحه الشيخ السيسى ينتقض فيه ان تليفزيون مصر قد استضاف احد رجال الدين المسيحى على الشاشه المصريه ووصف مذيع القناه الأستاذ محمود سعد بالكافر لأستضافته لرجل دين مشرك على قناه تابعه لدوله أسلاميه ,
طبعا المشكله ليست فى هذا الداعيه بل فيمن سمح له بأن يصعد الى المنبر و يفح فحيحه فى آذان السامعين وينشر الفتنه فى اسبورتنج بالأسكندريه ,
والأدهش من ذلك هو كيف يترك هذا الرجل دون حساب على نشره للفتنه بين ابناء الوطن الواحد فى تقسيمه لأبناء الوطن الى مسلمين ومشركين وليس هناك آخرين ,
طبعا هنا ظهر لى تماما أسباب تغير الوجوه وتغير المعامله بسبب هذا الزن على الودان طيله النهار والليل بعدم وجوب موده أهل الكتاب ,
ولكن فى وسط هذا الضباب والظلام الذى ينشره دعاه الفتنه أقول :
أهل الكتاب فى مصر مثلهم مثل النوبيين ومثلهم مثل المسلمين الوطنيين هم اصحاب هذا الوطن ومن يريد ان يفصل بين ابناء الوطن الواحد هو الغريب عن مصر واذا كانت علاقه محبه المسيحين والمسلمين فى مصر لاتعجبه !! اذا فليجمع حاجياته ويرحل الى بلاد البترودولار التى تموله ,
ولكى ازيد أقول :
برغم كل دعواكم التحريضيه التى تبثونها ليل نهار لنا نحن الأقباط المسيحيين أخوه واصدقاء مسلمين مازلنا نتقابل للأن ليس مصافحه باليد فقط بل نقابل بعض بالأحضان والقبلات !!
ولن تستطيعوا مهما اوتيتم من تمويل ان تحطموا تلك العلاقه الحميميه التى أسسها سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وسينوت باشا ورواها دم الشهداء من المسلمين والمسيحيين الذى أختلط فى حرب السادس من أكتوبر فداءا لمصر وعزتها ,
موتوا بغيظكم
أمضاء
نحن الذين نبدأ بالسلام |