CET 00:00:00 - 13/09/2009

مساحة رأي

بقلم: هاني الجزيري
أيها الإخوة الأحباء
في هذا اليوم المبارك يوم عيد رأس السنة المصرية (عيد النيروز) والذي أتخذه الأقباط بداية لتقويم الشهداء والذي عُرف فيما بعد بالتقويم القبطي نرفع صلواتنا من أجل مصرنا الحبيبة ومن أجل الشعب المصري كله, ومن أجل السلام الداخلي والعالمي, وانحني إعجابًا واحترامًا لمجموعة من المصريين عرفوا أنفسهم أقباط من أجل مصر, تلك المجموعة التي أعلنت في بيانها التأسيسي:
نحن مجموعة من المصريين آلمنا كثيرًا ما يحدث بين أبناء الوطن من منازعات وحوادث تفرق بيننا في ظواهر هي جديدة على مجتمعنا المصري المتسامح بطبيعته. وبناء عليه -ولأن مصر غنية بأبنائها المخلصين- قررنا أن نتبنى أصوات هؤلاء المواطنين المظلومين والتعبير عنها بكل الطرق السلمية المشروعة حتى نصل إلى هدفنا الأسمى، وهو دولة المواطنة للجميع، للمواطن فيها نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات، فكل من يجد في داخله الحياد والعدل ويؤمن بأن مصر دوله مدنية وأن الحرية الدينية مكفولة بقوة القانون لكل المواطنين فليشاركنا في عملنا ضد الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
ثم دعت في بيانها التالي إلى الإضراب القبطي الأول لتسجيل اعتراضها على الأحداث المتلاحقة المؤسفة التي حدثت في جنوب البلاد وتضمن بيانها مطلبين لا ثالث لهما:

الأول: إقرار قانون موحد لبناء دور العبادة.
والثاني: إنهاء العمل بجلسات الصلح العرفية وتقديم الجناة إلى محاكمة عادلة كي لا يعود الجاني إلى جريمته.
ووجدت نفسي متوحدًا مع هذه الأهداف والمطالب, ولذلك إنني أطلب من السلطة التي تحكم هذا البلد العزيز أن تستمع إلى مطالبي وتستجيب لها لأن مطلبي مطلب عدل أن تضع في اعتبارها وجودي السياسي عند إقرار أي قانون, إن كياننا السياسي يتكون اليوم وأن التاريخ سيسجل هذا اليوم وسيسجل أنه بداية انخراط الأقباط سياسيًا في الدولة, إننا هنا ومن قلب القاهرة العظيمة من قلب مصر ندعو السلطات المصرية وبكل الحب وبكل مودة إلى الاستجابة لمطالبنا الشرعية ليس عطفًا أو سماحة أو منحة ولكن لأن هذا حق لنا وواجب عليهم.

إننا هنا ومن القاهرة قلب مصر من داخل مصر نقول للسلطات المصرية بكل الحب وبكل مودة: أننا لن نتنازل عن مطالبنا حتى تتحقق, ومطالبنا ليست طائفية ولن تكون لنا مطالب طائفية كما يدعي البعض ولكن مطالبنا من أجل تنظيم المجتمع المصري، فنحن نطالب بقانون موحد لدور العبادة لكل المصريين فلم نطلب قانون لبناء الكنائس منفردًا ولكن لكل دور العبادة, ومطلبنا الثاني هو إلغاء جلسات الصلح وتقديم الجناة إلى محاكمات عادلة.
أننا هنا ومن أحد الأحياء الشعبية في قلب القاهرة نطلب مطالبنا، لا نستقوى بالخارج كما يحب أن يردد البعض ولكننا نستقوى بعدالة مطالبنا, نستقوى بمثقفي مصر المستنيرين، نستقوى بحقنا على رئيسنا رئيس الدولة، نستقوى بعقلاء الحزب الحاكم الحزب الوطني، نستقوى بأحزاب المعارضة الموجودة التي عليها أن تتبنى مطالبنا, نستقوى بالحركات المماثلة أن تضم صوتها إلى صوتنا, أننا كلنا شعب واحد هذه حكومتنا شئنا أم أبينا علينا أن ننتزع منها مطالبنا وهذا أمر عادى يحدث في كل بلاد العالم , نستقوى بمؤسسات المجتمع المدنى ومراكز حقوق الإنسان التي في فتره وجيزة أثبتت وجودها وتركت أثرًا عظيمًا في المجتمع المصري, نستقوى بكل الأقلام الشريفة المستنيرة التي كتبت  بالحق وللحق, نستقوى لأننا فعلاً أقوياء,  ولكننا لا ندرك مدى قوتنا, فالتيار المستنير الموجود الآن في الثقافة المصرية بدأ ينتشر ويضم الكثيرين، نستقوى لأننا نحب مصر ولا نطلب غيرها وطنًا.

أيها الإخوة:
معظم الجرائد تناولت موضوع الإضراب بموضوعية وحيادية والبعض منها كتب أن هذا الإضراب وراءه تمويل خارجي ووراءه أقباط المهجر, ونحن يشرفنا تعاون أقباط المهجر وانضمامهم وهم في قلوبنا وعيوننا باستثناء فرد واحد خرج عن حدود اللياقة، ولكن كي يأخذ كل ذي حق حقه ولأنني مؤمن أن العمل يبدأ من هنا, من القاهرة وأن على المصريين في الداخل أن يتولوا تدبير شئونهم وأن يواجهوا مشاكلهم وأن يبحثوا عن حلول واقعيه تناسب المعطيات الموجودة ونطورها حتى نصل إلى المثالية المرجوّة.
النظريات شيء والواقع الملموس شيء آخر، ولذلك من الآن فصاعدًا نتمنى بل ونؤكد أنه سيظل صوت أقباط الداخل عاليًا ومدويًا ومطالبًا كما نتمنى أن ينصهر أقباط الداخل مع إخوانهم المسلمين المستنيرين سندنا في هذا البلد وما أكثرهم لتدعيم تيار الاعتدال والمحبة لنجهز على تلك الأحداث المخجلة ولننظر إلى مستقبل بلادنا, وذلك بالانخراط في الحياة السياسية بالاشتراك في الأحزاب, في جميع الأحزاب بلا استثناء والتواجد في المنتديات الثقافية والسياسية والتفاعل مع كل مشكلات مجتمعنا المصري والاشتراك في مؤسسات المجتمع المدني. 

أيها الإخوة:
شباب هذا البلد هو مستقبلها وهو الفئة التي يجب أن تكون مستهدفة لو أردنا تطوير بلادنا، ولكن بعضًا منهم يخشى العمل الميداني بل يخشى الاقتراب من السياسة, فكثيرًا من الشباب المسيحي في رسائلهم على الفيس بوك قالوا أن أو ولاد المسيح (مايعملوش إضراب).
وبصراحة أنا تعجبت كثيرًا لهذا المفهوم، وتساءلت هل الإضراب عيب أو خطية؟؟
ولكني أقول لهم تلاميذ المسيح لهم شهادات ميلاد وبطاقة رقم قومي وإتعلموا في مدارس حكومية, تلاميذ المسيح بيدخلوا الجيش وبيدفعوا ضرائب ويطبق عليهم القانون المصري تلاميذ المسيح من حقهم يعملوا إضراب بأخلاق تلاميذ المسيح, بأخلاق المصريين جميعًا مسلمين ومسيحيين.

أيها الأحباء:
إن الإضراب نجح بكل المقاييس, فالفكرة في الأصل كانت لتسجيل موقف ولتأكيد قدرة هذه المجموعة على إحداث حراك في الشارع السياسي وتناوله إعلاميًا, وتوجيه رسالة إلى متخذي القرار بأهمية استيعاب مطالب فئة معينة من الشعب عانت كثيرًا من  التهميش والتأجيل.
أخيرًا: أيها الإخوة أنني أعلنها صريحة أننا لسنا لنا خصومة مع أحد، فديننا يقول أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم, ولكن من هم أعداءنا نحن ليس لنا أعداء ولكن لنا مطالب وحقوق
ليست المطالبة بالحق كفرًا وبهتانًا. إنما هي من الحق حقيقة وبيانًا
إن عظمة مصر من عظمة أبناءها المخلصين

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق