CET 00:00:00 - 13/09/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

• تاريخ المسيحية في أفريقيا أطول من تاريخها في أوروبا.
• في وقت قريب سيكون هناك ما يقرب من نصف مليار مسيحي في أفريقيا.
• يضع المؤلف أمامنا تحدى في أهمية البحث في تراث آبائنا.
كتب: عماد توماس – خاص الأقباط متحدون

توماس أدونصدر حديثا كتاب "كيف شكلت أفريقيا العقل المسيحي" للدكتور "توماس أدون" وهو يعمل أستاذًا بكلية اللاهوت بجامعة "دور ماديسون" بـ "نيو جرسي" بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو يدعونا فيه أن نكتشف الحقائق وأن ندرس بتأني الدور الحيوي الذي قام به المسيحيون الأفارقة الأوائل في تطوير الجامعات الحديثة، وتطوير علم تفسير الكتاب المقدس، وتشكيل العقيدة المسيحية في مراحلها الأولى، ووضع نماذج لكيفية اتخاذ القرارات في المجامع المسكونية، ووضع البذور الأولى لحركة الرهبنة، وتطوير الأفلاطونية الحديثة.
* محتويات الكتاب:
يحتوي الكتاب على جزأين.
الأول بعنوان: الجذور الأفريقية للمسيحية الغربية.
والثاني: إحياء الفكر الأفريقي القويم، وملحق للتحديات التي تواجه البحث في المسيحية الأفريقية الأولى وترتيب زمني للأحداث المتعلقة بالمسيحية الأولى في أفريقيا خلال الألفية الأولى.
في الجزء الأول يتحدث المؤلف عن سبع طرق شكلت بها أفريقيا الفكر المسيحي، منها أن تفسير الأسفار المقدسة نضج في أفريقيا أولاً، والمصادر الأفريقية شكلت العقيدة المسيحية الأولى، والصحراء الأفريقية هي الموطن الأصلي لولادة الرهبانية العالمية، والأفلاطونية المعدلة المسيحية ظهرت في أفريقيا.
ويتحدث في الجزء الثاني عن دماء الشهداء الأفارقة التي أصبحت بذار لأساس المسيحية الغربية، وكيف شكّل تاريخ الاستشهاد الأفريقي وجهات النظر المسيحية للتاريخ العالمي، ويسعى المؤلف إلى المصالحة بين المسيحية والإسلام من خلال وجهة نظر تاريخية.
* المسيحية الأفريقية الأولى:
يقصد المؤلف في حديثه عن "المسيحية الأفريقية الأولى" إلى كافة أشكال المسيحية على النحو الذي كانت عليه في الألفية الأولى في الأربعة ملايين من الكيلو مترات المربعة التي تغطي مصر، السودان، أثيوبيا، إرتيريا، ليبيا، تونس، الجزائر والمغرب، وأيضًا في جنوب القارة. فقد أظهرت جغرافية القارة حقيقة أن المسيحية الأفريقية ظهرت أولاً شمالي الصحراء في الألفية الأولى، وشهدت ألفيتها الثانية نموًا في الجنوب، وحظي كل من الشمال والجنوب بركة الميراث الناجم عن قرون من المسيحية الكلاسيكية.
لعبت أفريقيا دورا حاسما في تشكيل الثقافة المسيحية منذ نشأتها وسبقت أفريقيا أوروبا في اكتشاف وفهم أبعاد الفكر المسيحي، ويحاول المؤلف في هذا الكتاب أن يعيد اكتشاف الأصول المسيحية الأفريقية في الغرب ويثبت أن نمو وتطور المسيحية، لم تأتي من أوروبا إلى أفريقيا بل في الاتجاه الآخر من أفريقيا إلى أوروبا.
ويرى "توماس أدون": أن تاريخ المسيحية في أفريقيا أطول من تاريخها في أوروبا، والطرق العميقة التي صاغ بها المعلمون الأفارقة المسيحية العالمية لي تُدرس أو تُقبل بشكل كاف، سواء في نصف الكرة الشمالي أو في نصفها الجنوبي.
* تحدي للشباب الأفريقي:
يضع المؤلف تحديًا أمام الشباب الأفريقي، هو أن يعيدوا اكتشاف ثراء النصوص المسيحية الأفريقية القديمة، ويتطلب هذا جيل من المفكرين الأفارقة بإعادة تقييم الادعاءات الظالمة التي تتجاهل أو تحط من قدر التاريخ الفكري الأفريقي.
يشير المؤلف إلى أن في وقت قريب سيكون هناك ما يقرب من نصف مليار مسيحي في أفريقيا الذين يقدر عددهم الآن نحو 400 مليون نسمة بنسبة 46% من عدد السكان الأفارقة.
وينتشر السكان المسيحيون في أفريقيا بسرعة. والكثير من الأفكار والممارسات المسيحية انتقلت إلى أوروبا عن طريق التقاليد النيلية والنوميدية. والثقافتان النيلية والنوميدية تشكلان نقطة ارتكاز لتاريخ المسيحية غير الأوربي, ورُمز إليه بنهرين قويين نهر النيل، ونهر مدجردا الذي اعتبرهما المؤلف مهد بداية الفكر المسيحي.
كتاب "كيف شكلت أفريقيا العقل المسيحي"* قصة يجب أن تُحكىَ:
يشدّد المؤلف على أن قصة المسيحيين الأفارقة الأوائل يجب أن تُحكىَ للأطفال الأفارقة في القرى والمدن، والقصة تستحق أن تُروى بطريقة مبسطة، ويؤكد على أن  لهذه القصة أبعادا بطولية لمسيحيين أفارقة واجهوا خيارات الحياة والموت وقرونا من العبودية المهينة والمعاملات اللا إنسانية فهي قصة حقيقية وليست أسطورة. فلابد أن تُحكىَ القصة حسب حقيقتها وواقعيتها، حتى يمكن لأي شخص أن يفهم جوهرها بسهولة. ويدعو المؤلف كافة المسيحيين على مستوى العالم أن يقرءوا للكُتاب الأفارقة الأولين الذين كان تراثهم مصدر فرح لأفريقيا كلها وللمسيحيين على مستوى العالم.
ويضيف المؤلف: أن هذه القصة ستكون مفيدة ليس للمسيحيين فقط، لكن ستكون مفيدة للإخوة المسلمين من ذوي العقول المتفتحة الذين يتتبعون خطوات تاريخهم القديم.
يستحق هذا الكتاب أن يُدرس وتعقد حلقات دراسية لمناقشة ما جاء به من دراسة مبتكرة وجديدة، وسيتطلب –حسب قول أودن- جيلاً متأنيًا يجمع بين الدراسة المكثفة للغات والمخاطرة لاكتشاف الحقيقة.
يبقى أن نذكر أن الكتاب ترجمه نكلس نسيم سلامة وقدمه المطران "منير حنا" مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي. ويقع في 221 صفحة من القطع الكبير، وصدر عن دار النشر الأسقفية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق