CET 00:00:00 - 14/09/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
أثار موضوع تأجيل الدراسة حفيظة "عبد الحفيظ" الموظف بأرشيف الشهر العقاري، ونظرًا لما يتمتع به "عبده" كما تحب زوجته صفية أن تناديه أثناء فترات الرضا القليلة التي يحظى بها معها من عشق غير عادي للنظام والطاعة العمياء لكل الأوامر فأن قرار تأجيل الدراسة واحتمالات إلغائها تحتاج لخطة بديلة يجب البدء الفوري في وضعها بدقة متناهية ويشرف على تنفيذها بنفسه.
والزوجة طوال اليوم مشغولة ومشدودة الأعصاب بشكل متصل بلا توقف إلا في سويعات النوم القليلة التي "بتريح فيها جتتها" كما تقول دائمًا لذا أطلق عليها "عبده" بينه وبين ونفسه صفية "الملوية"، وإن لم يجرؤ مرة واحدة أن يعلن على الملأ اللقب المعبر تمامًا عن شخصيتها خوفًا من صوتها الحياني ولسانها المسنون دائمًا، وإن كانت الأم لا تتدخل في موضوع دراسة العيال ومدارسهم بعد الحادث الأليم الذي أصاب ذراع الابن الأكبر في أول يوم له بالمدرسة، فبعد عودة الولد من المدرسة بدأت "صفية" مراجعة الدروس معه وأخذت تشرح له كيف يكتب رقم واحد وأثنين في مادة الحساب وعندما فشل في كتابة رقم "أثنين" قامت "صفية" بقضم ذراعه بأسنانها بغيظ شديد، وقفز "عبد الحفيظ "من مكانه وأخرج ذراع ابنه من فم الأم بأعجوبة.

وأصدر فرمان لا نقاش فيه بعدم مسئوليتها عن تعليم الأولاد، واتفق مع مدرس كشكول يأتي كل يوم لمساعدة الولد، وعند قيام الولد بالمشاكسة يهدده الأب بإعطاء مسئولية الدراسة لأمه ويذكره بالعضة إياها فيرضخ الولد فورًا ويحسس على مكان العضة القديم.
وسمع "عبده" الشائعات التي تشير إلى احتمالات إلغاء ذهاب الطلبة للمدارس وتدريس المناهج عن طريق البرامج التعليمية في التليفزيون فعاد فورًا للمنزل وأعاد ترتيب حجرة الصالون فوضع فيها جهاز التليفزيون وأشترى "تختة".

وسبورة كما أعد مكان آخر بالصالة وضع فيه العلم وفي اليوم التالي أستيقظ مبكرًا وقرر عمل بروفة لتحويل البيت لمدرسة وأيقظ الأولاد ولبسوا الزي المدرسي وحضرت صفية لهم السندوتشات ووقفوا جميعًا في الصالة لبدء طابور الصياح وحيوا العلم وذهب الأولاد إلى حجرة الصالون التي تحولت لفصل دارسي وبدا الأب في شرح بعض المواد الدراسية.
وفي الفسحة مرت الأم باعت للأولاد البسكويت والشيكولاتة بكانتين البيت وضربت على الإيراد الذي دفعه عبد الحفيظ وفجأة طلب الولد الكبير من والده بناء سور ولما سأله الأب عن السبب أجاب أن هناك عيال بتنط من السور وهو يريد أن يقلدهم.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق