اضراب ام دعوه للصلاه ؟

بقلم: نادر فوزى
شغل الاضراب القبطى اذهان الكثيرين قبل البدء فيه  وتوالت ردود الافعال سواء المؤيده او الرافضه ... بل وصل الامر لوصف بعض قيادات الاخوان المسلمين هذا الاضراب بأنه جريمه خيانه عظمى .. وياللسخريه الاخوان يعلموننا الوطنبه الان ... ووقف الجميع فى انتظار هذا الحدث الجليل .. فلاول مره يعلن الاقباط عن غضبهم بتلك الوسيله واعلن البعض ارتداء ملابس الحداد السوداء وتوقعت وغيرى ان الاضراب سيشل الحياه فى مصر ... ولكن بعد كل هذا اختزل الاضراب فى دعوه للصلاه بداخل الكنيسه حضر الدعوه اكثر من خمسه الاف شخص وهو عدد كبير جدا جدا مقارنه بأعداد اقباط المهجر عندما يخرجون فى مظاهره او خلافه . ولم يظهر من مظاهر الاضراب سوى ارتداء الكهنه والشمامسه مفتاح النيل الفرعونى باللون الاسود وبعض اللافتات الرافضه للاضطهاد فى مصر .

بدايه اريد ان اوضح ان ذهاب اكثر من خمسه الاف شخص الى الكنيسه وقبول الدعوه هو فى حد ذاته انتصار كبير .. يحدث هذا فى قلب القاهره وامام اعين قوات امن الدوله ومعارضه بعض من قيادات الكنيسه كما صرحت الجرائد المصريه ... تعليق لافتات تدين الممارسات العنصريه ضد الاقباط  وان كان داخل الكنيسه خطوه موفقه جدا طال انتظارها وهو تحريك للمياه الراكده فى مصر وبدايه لتحرك قبطى على استحياء كما انه رساله للحكومه ان ان الاقباط فاض الكيل بهم  ...
ولكن الغير واضح هو اطلاق لفظ اضراب على تلك الامسيه داخل الكنيسه ... فالامسيه كانت للصلاه والاحتفال برأس السنه القبطيه وهو فى حد ذاته تقويم الشهداء .. ان كلمه اضراب فى المفهوم العام هو التوقف عن ممارسه العمل اليومى او حتى الحياه اليوميه وهذا التوقف يسمى اضراب وقد يكون اضراب سلبى اى انك تتباطئ فى العمل او تتوقف عنه نهائيا ... وقد يخرج هذا الاضراب للشارع ليشل الحياه اليوميه تماما ... كل هذا لم يحدث فى تلك الامسيه .. وقد يكون اطلق عليها اضراب من باب اضفاء التشويق وجذب الانظار لذلك الحدث ولكن فى نفس الوقت جعل اغلب الناس الذين توقعوا اضراب قبطى بمفهومه الصحيح يصابون بخيبه امل ...

نحن نؤيد ونشجع تلك الامسيه سواء كانت اضراب ام دعوه للصلاه ويكفى خروج الاف الاقباط من منازلهم للمشاركه فيه ونحىى ابونا متياس نصر على شجاعته فى عمل تلك الامسيه وكنت اتمنى ان ارى كل كهنه مصر ينضمون للقمص متياس ويقومون بعمل تلك الامسيه فى كنائسهم المختلفه ولكن بدايه طريق الالف ميل خطوه واحده ... ولكن كل املى ان لا يطلق على اى حدث مهما كان سوى تسميته الصحيحه حتى لا يكون هناك لبس فى الموضوع ونسمى الاشياء بمسمياتها الحقيقيه ..
تهنئه لكل فرد خرج من بيته وذهب للكنيسه للاحتفال مع ابونا متياس بعيد الشهداء .. مع تمنياتى بدوام التجمع القبطى داخل مصر لتحريك المياه الراكده فيها ...