CET 09:51:18 - 15/09/2009

مساحة رأي

بقلم: د. ماجد إسرائيل
الفئات التي يختار منها البطريرك:
توالى على كرسي البابوية (117 بابا)، وقد تم اختيار البطريرك من فئات متعددة منها العلمانيين، والرهبان، ومطارنة الإيبارشيات، والأساقفة العامين وهذا ما سوف نوضحه فيما يلي.

4- الأساقفة العامين:
- تعريف الأسقف العام:
الأسقف العام هو أسقف بلا إيبارشية ولا كرسي ولا حدود جغرافية لخدمته، لكنه يعمل فى إيبارشية البابا ويعاون في اختصاصاته، كما أن ليس له كهنة يعتبرونه رئيسًا لهم، والأسقف العام هو أسقف بلا أسقفية كوزير الدولة بلا وزارة، ويعتبر" أنيانوس" أول بطريرك (68-83م) بعد القديس "مرقس" (56-68م) هو أول أسقف عام رسمه أثناء حياته، وبقى معه معاونًا له حتى استشهاده (68م).
- ونريد هنا أن نوضح الفرق بين الأسقف والقسيس.
- إن الأساقفة لهم حق إقامة القسيس:
وفي هذا يقول القديس بولس لتلميذه تيموثاوس: "لا تضع يدك على أحد بالعجلة، ولا تشترك في خطايا الآخرين" (ا تي 5:22)، ويقول أيضًا لتلميذه تيطس "تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة، وتقيم في كل مدينة قسوسًا (شيوخًا) كما أوصيتك".
وتذكر قوانين الكنيسة أن القس يُقام من أسقف واحد، أما الأسقف فيضع عليه اليد ما لا يقل عن أسقفين أو ثلاثة.
- إن الأسقف يمكن أن يحاكم القسوس:
وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف في وجوب العدل في أمثال هذه المحاكمات: "لا تُقبل شكاية على كاهن (شيخ) إلا على شاهدين أو ثلاثة..." (1 تي 5:19)
- إن للأسقف الحق في مكافأة القسوس:
وعن ذلك يقول القديس بولس لتلميذه تيموثاوس في نفس الرسالة: "أما القسوس (الشيوخ) المدبرون حسنًا، فليحسبوا أهلاً لكرامة أفضل، ولا سيما الذين يتبعون في الكلمة والتعليم" (1 تي 5:17).

على أية حال، كان اختيار البطريرك من بين مطارنة وأساقفة لإيبارشيات قد وجد من يؤيده ومن يعارضه –على نحو ما رأينا–، أيضًا فإن اختياره من بين الأساقفة العموميين قد دار حوله جدل شديد بل هناك من أنكر قانونيته.

- المدرسة المؤيدة لاختيار الأساقفة العامين تستند إلى الحجج الآتية:
1- البابا بطرس الجاولي البطريرك رقم (109) (1809-1852م) الذي ترهّب بدير الأنبا أنطونيوس استدعاه البابا مرقس الثامن البطريرك رقم (108) (1796-1809م) ورسمه قسًا ثم قمصًا باسم مرقوريوس ثم مطرانًا عامًا على إثيوبيا باسم ثيؤفيلوس، لكنه ظل ستة أشهر مقيمًا مع البطريرك بالقاهرة حتى تنيح سنة (1809م) فرسم بالإجماع بطريركًا بعد ثلاث أيام في 24 ديسمبر 1809م باسم البابا بطرس السابع وجلس على كرسي مار مرقس 42 سنة.
2- البابا كيرلس الرابع البطريرك رقم (110) (1854-1861م) الذي كان اسمه داود الأنطوني رُشح للبطريركية ثلاث مرات، وقد زكاه في الجولة الأولى (9) أساقفة، وفي الثانية (13) أسقفًا، ثم رسم مطرانًا عامًا في 17 أبريل 1853م وبعد سنة وشهرين رُسم بطريركًا.
وللأمانة العلمية في ذلك الوقت كانت الكنيسة القبطية تمر بظروف فتنة في عهد الباشا "عباس حلمي الأول (1265-1271هـ) (1848-1845م)"، وتدخلت جهات أجنبية تمثلت في فى قنصل"انجلترا" في مصر وبطريرك "الأرمن" الأرثوذكس لسرعة رسامة البطريرك "كيرلس الرابع" الذي عُرف في التاريخ بـ "أبو الإصلاح".
3- ولما كان من غير الجائز أن توضع اليد على المرشح للكرسي البطريركي من الأساقفة العموميين مرتين للدرج الكهنوتية الواحدة، ولما كانت درجة الأسقفية هي نفسها درجة البطريركية حسبما سبق الإشارة -طبقًا للقانون الكنسي-، فإن نفس ما يتبع معه كما حدث مع كل الباباوات "يوأنس التاسع عشر" البطريرك(12) و"مكاريوس الثالث" البطريرك (113) و"يوساب الثاني" البطريرك (115) الذين كانوا مطارنة إيبارشيات قبل اختيارهم بطاركة، ووضع اليد في هذه الحالة ليس معناه نوال الروح القدس مرة أخرى بعد أن سبق وناله كل منهم في طقس رسامته الأولى أسقفًا وهو لم يفارقه طوال مدة أسقفيته، بل أنه يأخذ منه نعمة جديدة للرعاية مثلما يأخذ الأسقف حين يُرقى إلى رتبة المطران والقس حين يُرقى إلى القمصية.
4- أن هذا المبدأ مأخوذ به في الكنيسة الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية الشقيقة، وقد طُبق عند رسامة البطريرك إسحاق الأنطاكي.

- المدرسة المعارضة لاختيار الأساقفة العاميين تستند إلى الحجج الآتية:
1- تشير الوثائق التاريخية المحفوظة بالمتحف القبطي بـ (القاهرة ) -يوجد في منطقة مصر القديمة– أن البابا كيرلس الرابع البطريرك (110) المعروف بـ (أبو الإصلاح) (1854-1861م) لم يكن قد رُسم مطرانًا عامًا قبل رسامته بطريركًا بل كان راهبًا باسم القس داود الأنطوني في الفترة الواقعة بين وفاة البطريرك، ورسامة خلف له طبقًا لما تقضي به قوانين الكنيسة.
2- ما ورد في طقس رسامة البطاركة من صلوات توضح أن هذه الدرجة لا يُرسم فيها إلا القسوس العابدين الوقورين وليس من بينها طقس رسامة الأسقف أو المطران بطريركًا.
3- إن ما يحتج به البعض من أن هذا المبدأ مأخوذ به في الكنيسة السريانية وما ورد بتاريخها عن اختيار المطران العام" إسحاق" الإنطاكي بطريركًا لا يُعتد به في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، لا سيما ما نتج عن هذه الرسامة من أحداث خطيرة ترتب عليها وبسببها اغتيال مطرانين هناك، وكان حافزًا لأن يعلن البابا القبطي الأرثوذكسي "خائيل الأول" البطريرك رقم (46) (743-767م) رفضه القاطع لهذه الرسامة بعد تشاور مع المطارنة والأساقفة المصريين وظل غير راض عنه حتى وفاة هذا البطريرك الأنطاكي المغتصب للكرسي البطريركي بغير استحقاق بعد ثلاثة أيام من اغتصابه له.
4- وما يقال عن عدم جواز وضع اليد مرتين على الشخص الواحد للرتبة الواحدة يستوجب القطع على واضعي اليد عليه، مما يعني معه قفل هذا الباب الذي يهدد سلام الكنيسة ويسبب لها الانقسام وبسببه يحل الخصام.

- ملاحق:
تذكية القمص داود المنتخب الذي صار البابا "كيرلس الرابع" البطريرك رقم (110) (1854-1861م)، على خلافة "مارمرقس الرسول" بمدينة الإسكندرية والنوبة والحبشة والخمس مدن الغربية.
المصدر: المتحف القبطي، مخطوطة رقم (50) و(184)، تضمن سيرة الأنبا "باخوم" المعروف بـ (أبي الشركة) وتذكية البابا كيرلس الرابع، بتاريخ 28 بشنس1570ش/1852م.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق