CET 00:00:00 - 16/09/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
حكاوي التنوير في مصر قديمة وكثيرة بدأت منذ قيام قاسم أمين منذ ما يزيد عن قرن وعدة عقود بمحاولة تحرير المرأة من عبودية الرجل والمجتمع لها والتعامل معها على أنها أنثى فقط، وبعد مرور سنوات طولية على محاولة الجد قاسم أمين الجادة في مواربة "الشيش" الكامن داخل عقولنا على أمل دخول بصيص من النور، حاولت الحكومة إكمال مسيرته الخاصة بالتنوير ببدئها منذ سنوات قليلة إضافة قيمة "الزبالة" على فاتورة التنوير في المنازل والمحلات والمكاتب، وكذا مواصلة النضال بظهور فكرة اللمبات الموفرة للطاقة كأحدث طرق التنوير العبقرية التي يتحدث عنها العالم بأسره وتسعى الشعوب المتقدمة والمتأخرة على حد سواء في تقليد مساعينا غير العادية للتنوير بتسليم كل مواطن ستة لمبات ودواية واحدة على أساس أن اللمبات الستة ستتم إنارتها جميعًا مع بعض على التوالي تحت مسمى "حبل النور" أشهر أنواع التنوير المتعارف عليها في كل المناطق الشعبية.

ولأننا الشعب الوحيد في العالم الذي يتعامل مع التنوير طبقًا لقراءة العداد وبفاتورة يورد إيرادها لخزينة الدولة أولاً بأول، مع التأكيد على رفع العداد في حالة عدم التسديد خلال الفترة القانونية ستقوم الحكومة قريبًا بتركيب عداد جديد يلصق على "القفا" لأن القفا المسكين هو أقرب عضو مسطح وقريب للمخ في جسم الإنسان وأيضًا يمكن تركيب أي العداد الديجتال عليه لكي يحب بمنتهى الدقة كل محاولات التفكير الذي يقوم بها الإنسان طوال اليوم وفي حالة فهم "الأخ الملصوق على قفاه" (الجهاز طبعًا) سيبدأ العداد الديجتال في احتساب الأرقام التي تضاف بدورها إلى فاتورة الكهرباء بجانب بند الزبالة وتحصل شهريًٍا.
والأمر الذي سيساعد العداد الجديد على العمل بسهولة خضوع العقل الجمعي المصري طيلة عقود طويلة لفكرة الخيانة والعمالة وكذا غلق باب الاجتهاد واعتبار أن الفكر مرض، فالعامة يقولون عن أي شخص مصاب بأرق مثلاً أو غيره أنه "عنده فكر"، وباتت أي محاولة للاستنارة "وفتح الشيش" الذي "واربه" قاسم أمين والإمام محمد عبده وطه حسين وعبد القادر حمزة وعلي عبد الرازق وغيرهم من كبار المستنيرين في تاريخنا المظلم، من درب المستحيلات بدليل قصر كل طرق الاستنارة في بلدنا على نشطا وزارة الكهرباء.

والخطة الحكومية الخبيثة ستنجح حتمًا في القضاء على كل محاولات الشعب للفهم، فبمجرد إدراك المواطنون أن الفهم يعني إضافة أعباء مالية جديدة على كاهلهم يعود الناس فورًا إلى التتنيح وتكبير الدماغ، وإن كانت العودة إلى عدم الفهم لن تمكن الحكومة من تغطية نفقات العداد الملصوق على قفا المواطنين ولكن الحل سيكون سهلاً جدًا مجرد حملة إعلانية تؤكد أن الجهاز من الممكن أن يستخدم في حلاقة ذقن الرجال وتقشير البطاطس للسيدات وكذا حشو المحشي بكل أنواعه فضلاً عن القضاء على الناموس والصراصير والتطعيم ضد فيروس أنفلونزا الخنازير.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

الكاتب

ماجد سمير

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

عداد "القفا" متعدد الأغراض

الهروب الكبير

"بن" غير ليه

الخوف

الزول السوداني

جديد الموقع