* الحب متجسدًا يحوّط بقداسة البابا
* البابا للحضور عن ما أثارته الصحافة: لا تهتموا بهذه الأمور.
* الحضور للبابا: ليمد الله في عمر قداستكم حتى تسلم الكنيسة للمسيح على السحاب.
* البابا يغادر إلى بوسطن لرئاسة سيمينار كهنة أمريكا وكندا واستراليا.
كتب : هاني رمسيس - من كليفلاند – ولاية أوهايو الأمريكية - خاص الأقباط متحدون
أينما حلّ قداسة البابا شنودة الثالث حلّ الحب متجسدًا.... في صورة أيدٍ تتسابق لتصافحه وأرجلٍ تتسارع لتلحق به، وأعينٍ شاخصة نحوه وشفاه تترنم بحبه.
طغى هذا المشهد من الحب على لقاء قداسة البابا مؤخرًا، حيث التقى قداسته بأقباط "كليفلاند" بولاية "أوهايو" الأمريكية، كان هذا في مساء الأحد 13 سبتمبر، بإحدى قاعات فندق "انتيركونتينينتال" الذي يقيم فيه قداسته، والملحق بمستشفى "كليفلاند كلينيك" حيث متابعة حالته الصحية.
استمر اللقاء أكثر من ساعتين، بدا فيه قداسة البابا في حيوية ونشاط، حاضر الذهن، ولم يخلُ اللقاء من روح الدعابة والفكاهة التي اشتهر بها قداسته. وكان يرافقه كل من الأنبا يوأنس والأنبا أرميا "سكرتيرا قداسته"، والأنبا سوريال "أسقف أستراليا"، وكذلك الأب ميخائيل إدوارد والأب مرقس غالى "كاهنا كنيسة مار مرقس القبطية بكليفلاند".
بدأ اللقاء بترنيم الحضور "كنيستى القبطية" بعدها ألقى قداسة البابا كلمة قصيرة باللغة الإنجليزية عن عيد الشهداء (النيروز) وعن القديس مرقس الرسول وكيف بشّر وعلّم بالمسيحية بدءًا من الإسكندرية، وما واجهه من أجل ذلك، ثم بداية اضطهاد المسيحيين حتى بدء تقويم الشهداء.
ثم أجاب قداسة البابا على أسئلة الحضور، وعن سؤال عن إعتبار البابا بطرس خاتم الشهداء برغم استمرار الإستشهاد حتى الآن، قال: إنهم في ذلك الوقت كانوا يقتلون حتى الأساقفة والبطرك حتى لا يجد المسيحيون من يخدمهم، والبابا بطرس كان أحد هؤلاء.
وعن حرق الأجساد قال: إن من يفعلون ذلك يحترمون الروح فقط، لكن نحن نحترم الروح والجسد، حتى أننا نكرم ونتبارك بأجساد القديسين، وأضاف (دي حتى شتيمة في الصعيد كلمة "يحرقك").
وعن عما إذا كان يشعر المنتقلون بنا، قال لا يشعرون بكل شيء، فقد لا يسمح الله لهم بمعرفة ما يحزنهم وهم في الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة.
وأنكر البابا مزاعم نهاية العالم في 2012 حيث قال أن نهاية العالم لا يعرفها أحد، كما أن هناك كثير من الأشياء لا بد وأن تحدث قبل ذلك.
وعما أثارته الصحافة في الفترة الأخيرة عن الكنيسة أجاب باختصار قائلاً: من الأفضل عدم الإهتمام بما يكتبون.
وعن الإعتراف رفض البابا الإعتراف عن طريق التليفون وأكد أن الإعتراف هو إعتراف أولاً أمام الله والإعتراف للشخص الذي أُخطئ في حقه ثم الإعتراف على يد أب الإعتراف، وفي نفس الموضوع ردًا على سيدة سألت: هل ممكن أعترف حتى لو ما فيش حاجة أعترف بيها؟ أجاب ضاحكًا: ممكن تقولي لأب إعترافك مفيش ملايكة بتظهر لي زي زمان، وما بعملش معجزات زى زمان.. ثم استطرد قائلاً: الإعتراف ليس فقط على الأخطاء ولكن على الأشياء الجيدة التي لم يعملها الإنسان، مثل التقصير في الصلاة وقراءة الكتاب وعمل الخير نحو الآخرين.
وعن تجربة الإنسان بمرض نفسى تؤثر على علاقته بالله، قال البابا: الله لا يجرب بالشرور، والله لا يحاسب الإنسان إلا على الأعمال الإرادية ولا يحاسبه على الأعمال التي دون إرادته.
وعن الوحدة بين الكنائس الأرثوذكسية، قال أن هناك إجتماعات لاهوتية من أجل الوحدة منذ أكثر من عشرين عامًا.
وعن تقليد الكنيسة بأن يكون الأسقف بعل امرأة واحدة، قال: حينما قيلت هذه الآية لم تكن هناك رهبنة أو بتولية، لذلك أُشترط أن يكون الأسقف –إن كان متزوج– أن يكون له زوجة واحدة مثل بطرس الرسول، لكن الزواج ليس شرطًا في حد ذاته للأسقفية، فبولس الرسول ويوحنا الحبيب، لم يكن أيُ منهما متزوجًا.
وفى أثناء الإجتماع وعد قداسة البابا أن يجتمع بشباب الكنيسة في إجتماع خصّه لهم، كذلك أحاط به الأطفال الذين حرصوا على التقاط الصور للبابا ومصافحته.
وفى بداية الإجتماع كان قد رحب قدس أبونا ميخائيل بقداسة البابا، واصفًا كنيسة كليفلاند بأنها المقر الثاني له بعد الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، داعيًا له بمديد العمر حتى يُسلّم الكنيسة للمسيح له المجد على السحاب.
كان قداسة البابا شنودة الثالث قد وصل الولايات المتحدة يوم الجمعة 4 سبتمبر، في رحلة علاجية ورعوية، حيث من المقرر أن يغادر قداسته كليفلاند إلى بوسطن بولاية ماساتشوستس يوم الإثنين 14 سبتمبر، ليرأس سيمينار الآباء كهنة أميريكا وكندا وأستراليا، والذي يُعقد سنويًا، وإن كان تم إلغاؤه العام الماضي حيث كان البابا مصابًا بكسر في عظمة الفخد، ليعود ثانية إلى كليفلاند يوم الأربعاء 16 سبتمبر.
والبابا شنودة هو البطريرك 117 في عداد بطاركة الإسكندرية، وهو رأس ورئيس أقدم مؤسسة مصرية على الإطلاق، فاعلة وحية منذ ما يقرب من ألفي عام.
حفظكم الله يا قداسة البابا.
|