CET 00:00:00 - 17/09/2009

المصري افندي

بقلم: ماجد سمير
في فيلم "ممنوع في ليلة الدخلة" الذي قام ببطولته فنان الشعب عادل إمام ظهرت بشكل كوميدي وممتع ما يسمى "بوليس الآخرة"، ولم يتصور كاتب السيناريو والمخرج يومًا أن تظهر في أرض الكنانة وعلى أرض مدينة أسوان التي أنجبت يومًا المفكر والأديب الراحل العم عباس العقاد والمطرب الجميل صاحب البشرة السمراء الصوت الذهبي محمد منير حملة تكون مسئولة عن القبض على المجاهرين بالإفطار في نهار رمضان، التي شهدتها مدن أسوان وطلخا بالدقهلية والغردقة التي قام بها رجال الشرطة الأشاوس، لا معنى لها إلا اننا نسير بخطى سريعة نحو الدولة الدينية، والغريب أن أسوان محافظة سياحية من الدرجة الأولى فما موقف السياح الأجانب من هذا القرار؟ ونفس الوضع ينطبق على مدينة الغردقة عاصمة محافظة البحر الأحمر التي قرر السيد محافظ أرضها أو الوالي على أمورها غلق المقاهي في نهار رمضان، أما محافظة الدقهلية فقرار القبض على المفطرين كان من شأن موظفي المحليات، كان المفطرين مجرد بروز أو إشغالات الطريق ونسى السادة الأفاضل مسئولي المحليات أحد أهم أدوارهم القضاء على الزبالة من الشوارع، ويبدو من وجهة نظرهم أن الزبالة في الشوارع لا تُفطر الصائم.
ورغم الموقف غضب منظمات حقوق الإنسان في مصر على اعتبار أنه لا يوجد أي نص في قانون العقوبات المصري يعاقب على المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان، واعتبرت إحدى المنظمات أن هذا الاتجاه يشير إلى تحول مصر إلى "طالبان" أخرى، إلا أن الوضع لم يزيد عن مجموعة من البيانات التي تشجب وتعترض فقط.
والحملة غير قانونية ولا يوصف ما تفعله الداخلية إلا أنه مزايدة من الحكومة على الدولة الدينية، كذا على التشدد الديني الذي أصاب بعض رجال الشرطة.
ورغم أن الحملة لم تكن الأولى من نوعها وكانت هناك محاولات لتطبيقها منذ عامين بمحافظة القاهرة، لكن تم التراجع عنها بعد إلقاء القبض على عدد من المواطنين لأنها غير قانونية.
وصمت قيادات وزارة الداخلية على ممارسات ضباطها بأسوان "تواطؤًا وموافقة ضمنية على ذلك التصرف غير القانوني" والخوف من استمرار الغزو الطالباني على المجتمع المصري، ومن تابع تعليقات القراء على الخبر في مواقع الإنترنت المختلفة يجد أن معظمها يعتبر الحملة نصرة دينية وبداية متأخرة جدًا للدفاع عن القيم الدينية.

ولم تذكر الأخبار من قريب أو بعيد موقف الأقباط من الحملة المذكورة وماذا سيحدث لو تم القبض على قبطي يأكل أو يشرب أو يدخن؟، هل سيُعاقب مثل المسلم أم لا؟، والوضع جد شديد الخطورة لأن تطبيق العقاب على المسلمين والمسيحيين معًا معناه تطبيق عقوبة على المسيحي تحت بند إثارته إخوانه المسلمين، أما لو تم عدم التطبيق على المسيحي فمعناه وضع قانون يصلح للمسلمين وآخر للمسحيين.

الشرطة في جمهورية أسوان الدينية مثل من أن تكون مسئوليتها حماية الأمن ومراعاة حقوق كل المواطنيين في ظل القانون وحمايتهم، ولم تكن الشرطة مسئولة عن تطبيق الحلال والحرام، فأهلا بالشرطة المسئولة عن دخول المواطنين إلى الجنة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق