بقلم: أماني موسى
أيام قليلة وتحسم التخمينات والتكهنات حول رئاسة منظمة اليونسكو وينتهي النقاش الدائر بين مؤيد ومعارض لشخص الوزير المصري ومدى صلاحيته وتأهله لتولي مثل هذا المنصب الهام والحيوي.
وكان هذا هو موضوع نميمة عم سعيد مسعد أبو السعد مع زمايله في المكتب رفقاء العطالة.
إذ جلس عم سعيد يتأمل الوضع ويتخيل أو يتوهم أن وزير ثقافتنا المصري قد تولىَ منصب رئيس منظمة اليونسكو وفرد ضلوعه وهو شاعر بالفخر والتباهي وأن مصر بلده سيحتل أحد أبنائها مركز مرموق بعد سنين كثيرة لطالما احتلت فيها البلد المراكز الأخيرة بكل أو معظم المجالات.
ولكنه سرعان ما اعتدل عن جلسته المسترخية ليجد نفسي بين حصار من الأسئلة والمشكلة أن مالهاش إجابة لا بمساعدة الجمهور ولا حتى بشراء لعيب محترف.
ولكنه فكر أنه يسأل زمايله يمكن حد منهم يفيده ويكون عنده إجابة، فمثلاً ما هي الأعمال التي قام بها لتؤهله لهذا المنصب؟ وهل هو بين نظائره يمثل القمة ولذا يستحق المنصب؟ فأجابه سيد أفندي أنتكة: شوف يا سعيد يا أخويا الواضح أن الناس دي ليها أعمال كتير سفلية وعلوية غير كدة أنا معرفش.
فضحكت الست هنية وقالت: يا أخويا بلا وجع جيب ودماغ، ثقافة مين هو إحنا لاقيين ناكل علشان نتثقف، فقاطعهم عم فرحان الساعي: إحنا ولا مؤاخذة شعب مثقف أخر ثقافة وبنشوف أفلام ثقافية كتير.
ولكن عم سعيد استاء من سخريتهم وطلب منهم أن يجيبوه على أسئلته هذه خاصة أنه قرأ مانشيت كبير على أحد الجرائد مع الرجل اللي على الرصيف بأن الوزير صرح بأنه متأكد من فوزه بالمنصب وكذا أنه الأكثر استحقاقًا له، في حين أنه لم يحدث في عهده طفرة ثقافية مثلاً ولم تسافر بعثات علمية لأوربا للتعرف على المزيد من علوم وثقافات الشعوب الأخرى والاندماج معهم، بل تجد الشعب المصري يعيش حالة من الضحالة الفكرية والمعرفية على كافة المستويات، فأين دور وزارة الثقافة وللا يكونوش ناويين ينشروا الجهل على مستوى العالم؟ فضحك سيد أفندي بصوت عالي وقال: أمال عشان الروس تتساوى وميبقاش حد أحسن من حد.
وصمتت هنية للحظة ثم قالت: مش دة يا جماعة اللي قال هيحرق أي كتاب إسرائيلي؟ يبقى يا رب يكسب دة راجل جدع بصحيح.
فأجابها عم سعيد بنعم وأكمل: خسارة على الحال اللي وصلنا له، لو الكلام دة صدر من واحد عادي في الشارع يبقى ماشي لكن لما يطلع من مسئول يبقى مشكلة كبيرة. وعشان كدة لو ترأسنا اليونسكو لازم يحولوا اسم المنظمة من "اليونسكو" لـ "نوكسكو" أو "نجرسكو".
وأخذ سعيد يتمتم بكلمات كثيرة مبهمة كلها توضح استيائه من الأوضاع حوله.
وتبقى الإجابات حائرة ولا مجيب سوى الأيام القليلة القادمة.
عادي في بلادي: ثقافة الشعب المصري تفترض علينا تحويل اسم وزارة "الثقافة" إلى وزارة "الصفاقة" التي أصبحت حال شعب. |