بقلم: سوزان قسطندي
نهنئ الطيبين (فقط) من إخوتنا المسلمين شركاء الوطن بعيد الفطر المبارك..
وأما حكومتنا الغير رشيدة فنعتذر عن تهنئتها، فلا هم طيبين ولا المصريين بخير ولا الأقباط سعداء !!
كيف نكرِّم صوم رمضان ونبارك عيد الفطر وحكومتنا تأمر بالصيام بالقوة الجبرية- إذ تعكف على إهدار حقوق مواطنيها الأحرار وحريتهم الشخصية خلال حملات القبض على من أسمتهم ((المجاهرين بالإفطار)) وإهانتم وحبسهم وتغريمهم ظلماً وعدواناً ؟!
إن كان الصيام الجبرى كريم، فقد إنقلبت موازين الطبيعة !! ربما بعد ذلك سندعو العنف أنه فضيلة والسرقة أنها برّ والقتل أنه صلاح وإبليس أنه ملاك نور !!
وإن كانت جبرية الصوم تستند لمواد القانون- كما يدّعون، فربما أن التجويع حتى الموت يستند لمواد الدستور أيضاً ؟!
هل الرحمة بالمريض والجائع والفقير المفطر هى بتجريسه أوبحبسه أو بتغريمه ؟!! إن كان كذلك فإن ((كرم رمضان)) ما هو إلا ((مكر مرضان)) !! وما ((بركة عيد الفطر)) إلا ((كفّارة)) بعودة هؤلاء الجوعى بعد قضائهم عقوبة السجن جراء جريمة الإفطار النكراء المخلِّة بالواجب الوطنى !! وعندها نقول لهؤلاء البؤساء معدومى الصحة الجسمية والنفسية والمجتمعية (( كل رمضان وأنتم بالمرض والندامة)) !!
وإن كان الصوم بات واجباً وطنياً يجبر عليه القانون، فربما قد علمنا الآن سر النكسة والوكسة والهزائم الحربية التى لاحقتنا وشلّت حركتنا أمام الأعادى- الذين يقدّسون اللياقة البدنية والصحة النفسية والحرية المجتمعية ويحمونها بقوة القانون (يا للمفارقات) !!
كيف نهنئ الحكومة المصرية على الخيبة القوية ؟!
حكومة تتفنن فى تخويف مواطنيها وتحطيم ثقتهم بأنفسهم وبها !! يا للهول !!
وهل المصريون بخير تحت ظلال الخيبة ؟!
وهل للخائف عزّة نفس ؟! وهل يستطيع الذليل أن ينتج ويبدع فى مجتمعه ؟! إن كان لا يستطيع أن يدفع بالمهانة عن نفسه فكيف يستطيع أن يدافع عن وطنه ؟! إن كان لا يشعر بحريته وقيمته وكرامته وأمنه الشخصى، فكيف يقدِّر كرامة وطنه وعزّة بلاده وكيف يحرر أراضيه ويؤمِّن حدودها ؟! إن كان الخوف يلاحق الناس لمجرد رؤيتهم يأكلون، فماذا عساهم يفعلون فى ميادين المعارك الحربية ؟!
نرى حكومات العالم المتحضر تتفنن فى تشجيع مواطنيها ومنحهم ثقتها ومساعدتهم على إكتشاف مواهبهم وتنمية قدراتهم ليكونوا أعضاء فاعلين مثمرين فى جسم الوطن، نراها تعطى مواطنيها كامل حقوقهم وحرياتهم واختياراتهم قبل أن تطالبهم بواجباتهم نحوها، فنجدهم ينتمون إلى الوطن بقوة لأنه ينتمى إليهم بقوة.. وأما شباب وطننا المصرى العريق فبلا إنتماء وراغب فى الهجرة (يا للمفارقات) !!
كيف نكذب ونقول كل عام والمصريين بخير ؟! أين هذا الخير ؟! اللهم إلا إن كان الجوع خير والخوف خير والمهانة خير والرغبة فى الهجرة خير والموت خير!!
وربما أن حكومتنا لها رؤية معينة لتفادى الأزمة الإقتصادية العالمية وذلك بتجويع جميع الشعب وإجباره على الصوم !! والأمر كذلك فإنها رؤية عبقرية خاصة لا تليق إلا بالمصريين- تذكِّرنا برؤيتها لتفادى إنفلونزا الخنارير وذلك بإعدام جميع الخنازير !!
وأما الأقباط فيلاحقهم الجوع أكثر من نصف العام- وذلك لكثرة الصيامات الكنسية، إلا أن الكنيسة لا تستعبد الصائمين ولا تهين المفطرين أوتلاحقهم !! ورغم أن الشريعة الإسلامية حاكمة بلادنا التعسة تترك للأقباط الإحتكام لتشريعاتهم المسيحية، إلا أن حكومتنا المحتكِمة بها أبت إلا أن تلاحق مواطنيها الأقباط أيضاً ليحنوا أعناقهم تحت سيفها- حيث شملت الجريمة المسماة (( الإجهار بإفطار رمضان)) مسيحيين أيضا !!ً
حزنى عليكى يا بلدى ويا شعب بلدى..
كل عام وأنتم جوعى ومرضى وفقراء ومحبوسين وخائفين وحزانى ومهزومين..
حتى يأتى يوم العيد الحقيقى. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|