بقلم: محمد جيلاني
لقد جاءني العديد من ردود الأفعال بعد مقالتي الأولى تتهم المواطن بالغيب وعدم المشاركة في الشأن العام، ونحن نؤكد إن مشكلات مصر الحالية وعوائق التنمية لا تتسبب عن نقص في الموارد الاقتصادية والبشرية قدر ما تعود تلك العوائق في الأساس إلى ما جرى عبر العصور من تغييب متعمد للمواطن المصري عن المشاركة الفاعلة في الشأن الوطني بما يمثل استلابًا للروح الوطنية والانتماء الوطني.
والسبب في ذلك قيام الحزب الحاكم بإبعاد الأحزاب عن الشعب بتضييق الخناق السياسي عليها، فإصرار الحزب الحاكم قيام الانتخابات بالنظام الفردي فيضعف ويقضي على الأحزاب حتى لا تصل برامجها إلى الشعب ونجح الحزب الحاكم بالفعل وتم القضاء على جميع الأحزاب وأصبح الجميع يساوي صفر بما في ذلك الصفر الكبير.
وفي هذا المناخ وجد الإخوان فرصتهم لاختراق منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية كمقدمة للنفاذ إلى البرلمان أخذوا يعدون العدة لحصد المزيد من المقاعد في برلمان2005, وواتتهم الفرصة كاملة وعلى طبق من ذهب, بإصرار الحزب الحاكم على عدم الأخذ بنظام الانتخاب النسبي. فحصل الإخوان على ٨٨ مقعد وإذا كان لكل ضارة نفعة..
فقد يكون التواجد الإخواني (الكمي) في برلمان2005 الذي قد لا يعبر عن قوة حقيقية لجماعة الإخوان في الشارع المصري بقدر ما يعود إلى ضعف البني الحزبية.
قد يكون هذا الوجود العددي الأواني فرصة سانحة لتعرف الجماهير (بالصوت والصورة) على أدائهم البرلماني وأفكارهم بما قد يكشف ضحالة وخواء طرح جماعتهم الذي يلوذ بشعارات عامة وغامضة عن أن الإسلام هو الحل دون أن يكون لهؤلاء برنامج سياسي تفصيلي يعالج مشكلات الوطن والمواطن من منظورهم المزعوم, وهو دور ينبغي أن ينهض به برلمانيون مستنيرون قادرون على إدارة حوار ديمقراطي ومنازلة فكرية مع من حسبوا أنفسهم محتكرين للحكمة.
واليوم ومن هنا أدعو جميع شباب مصر وجميع المثقفين في الانضمام للأحزاب السياسية الجادة والانخراط في الشأن الوطني وبعد: فلعل الوقت لم يفت بعد, من أجل اصطفاف قوىَ الإصلاح والديمقراطية.. انتصارًا لإرساء معالم الدولة المدنية العصرية المؤسسة علي دستور عصري جديد لمصر لا محيص على المضي في صياغته في إطار عقد اجتماعي جديد للأمة المصرية كلها والأخذ بنظام التمثيل النسبي غير المشروط الذي يتيح لكافة فئات وطوائف الأمة والقوى السياسية على اختلافها تمثيل مصالحها داخل برلمان حقيقي يكون هو البيت لكل الشعب. ولكن علينا أن نبدأ بأنفسنا.
تحيا مصر
حفظ الله مصر |