CET 00:00:00 - 22/09/2009

مساحة رأي

بقلم: د. ماجد إسرائيل
- اختيار البطريرك:
هو خليفة السيد المسيح ورسله، والمسئول عن شريعته، وقد أوضحت قوانين الرسل وقوانين المجامع المقبولة –في الكنيسة– وآراء العلماء، وأن يكون اختياره وفحصه بيد الأعيان (الأراخنة) والأحبار (الأساقفة)، وأن يرضاه أكثر أهل طائفته (بالانتخاب).
وأن يتم اختيار أصله وأهله ونسكه وبتوليته وصحة عقيدته وعقله (حكمته وعمله) وامتلائه بالفضائل وابتعاده عن الرذائل، وتُجرى قرعة هيكلية ويأخذ ورقة طفل طاهر، أو قديس ماهر حاضر.
والبابا البطريرك هو أسقف مدينة الإسكندرية، وكبير الأساقفة، والأسقف الأكبر أو الأول المتقدم، ويعتبر بابا الإسكندرية الأول بين أساقفة متساوين من الوجهة الإدارية، والرئيس المتقدم على إخوته الأساقفة لكنه من الوجهة الكهنوتية لا يزيد عن كونه أسقفًا، وكان يقيم بالإسكندرية حيث بشّر القديس مرقس الرسول فدعي المنصب "بابا الإسكندرية" وبطريرك الكرازة المرقسية.
وحتى القرن الحادي عشر الميلادي ظل البطريرك يقيم في الإسكندرية، إلى أن جاء البابا "خرستوذولوس" البطريرك رقم (66) (1046-1077م)، وظل اللقب عالقًا بالمنصب، وإن كان في بعض العصور يعين نائب للبطريرك في الإسكندرية عرف بلقب "وكيل الكرازة المرقسية" لينوب عن البطريرك في مدينة الإسكندرية فقط، وقد ظل هذا اللقب حتى عهد البابا "ديمتريوس الثاني" البطريرك (111) (1862 -1870م)، وقد اختفى هذا اللقب لسنوات طوال حتى أُعيد في السنوات الأخيرة، وسمي بـ (النائب البابوي)، وكان يعين من الأساقفة العامين تارة وتارة أخرى من أساقفة الإيبارشيات المقربين للبطريرك الذي يسند ليهم هذا المنصب، بالإضافة إلى منصبة كأسقف لإيبارشيته الخاصة.

من الذي يختار البطريرك؟
-    اختيار البطريرك وتعيينه نائبًا كان حقًا أصيلاًً للشعب، وليس للمطارنة والأساقفة الذين لم يكن لهم إلا اعتماد هذا الاختيار بوضع اليد.
-    بعد اختياره مباشرة يتم أصدر قرار من رئيس الدولة (مرسومًا) ملكيًا أو قرارًا جمهوريًا لإقرار الاختيار، وينشر هذا الخبر بالجرائد الرسمية للدولة –الوقائع المصرية، الأهرام، الأخبار، الجمهورية-، وقد رسخ ذلك القديس "مار مرقس" عندما اختار أسقفًا هو "حنانيا" (إنيانوس) ورسم معه 12قسًا، وأوصاهم أنه عند وفاته عليهم أن يختاروا واحد من بينهم لوضع اليد عليه ومباركته وأقامته بطريركًا، ثم يختارون رجلاًً آخر (عالمًا) ليحل محله في رتبته القسيسية بدلاً منه ليبقى العد (12) بصفة دائمة.
-    وظل القسوس يرسمون بطاركة حتى انعقد مجمع نقية المسكوني سنة (325م)، الذي رفض اختيار البطريرك من بين القسوس، إنما من الأساقفة.
-    ورغم تغير الفئة النوعية التي يُختار من بينها البطريرك، إلا إن القسوس ظلوا يشتركون مع الأساقفة في وضع اليد على من يتم ترشيحه بطريركًا؛ ثم انحصر بعد ذلك على الأساقفة ومنعوا القسوس، وأصبح لهم حق الاختيار مثل باقي أفراد الشعب، واختصر وضع اليد على أسقفين أو ثلاثة، كما جاء بقول الكتاب المقدس "إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون وسطهم" (متى 18:19:20).
-    في القرن الثالث الميلادي، تمكن البابا "ياروكلاس" البطريرك رقم (13) (230-246م) من رسامة 20 أسقفًا لبلاد مصر وأفريقيا وصارعيهم ولُقّب لأول مرة بـ (البابا) قبل أن يُطلق على غيره.
-    بداية من البابا "أندرونيقوس" البطريرك رقم (37) (616-623م) شارك شعب وأراخنة (الأغنياء) وكهنة القاهرة في اختيار البطريرك، بعد إن كان قاصرًا على أهالي الإسكندرية.
-    صار اختيار البطاركة بالتناوب ما بين الإسكندرانيين والقاهريين حتى البابا "خريستوذولس" البطريرك (66) (1046-1077م)؛ ثم انفرد القاهريون بالاختيار دون سواهم بعد نياحة البابا "أثناسيوس الثالث" البطريرك (76) (1250-1261م).
-    تم اختيار البابا "غبريال الثالث" البطريرك (77) (1268-1271م)، والبابا "يوأنس السابع" البطريرك رقم (78) (1271-1293م) بمعرفة أراخنة (أغنياء) القاهرة.
-     قداسة البابا "كيرلس السادس" البطريرك (116) (1959-1971م) و" قداسة البابا شنودة الثالث" -أطال الله عمره سنين عدة- البطريرك رقم (117)، تم اختيارهم طبقًا للائحة عام (1957م).

ملاحق: (مقال5، مقال6)
تزكية القمص داود المنتخب الذي صار البابا "كيرلس الرابع" البطريرك رقم (110) (1854-1861م)، على خلافة "مارمرقس الرسول" بمدينة الإسكندرية والنوبة والحبشة والخمس مدن الغربية.
المصدر: المتحف القبطي، مخطوطة رقم (50) و(184)، تضمن سيرة الأنبا "باخوم" المعروف بـ (أبي الشركة) وتزكية البابا كيرلس الرابع، بتاريخ 28بشنس1570ش/1852م.

اضغط على الصورة للتكبير

 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق