CET 00:00:00 - 02/03/2009

المصري افندي

فى هذا التوقيت من كل عام تثار المخاوف السنوية على الساحة السياسية و الدبلوماسية فى مصر ، حيث ينتاب المسئولين و الحكوميين نوبة عنترية هستيرية للدفاع عن السيادة الوطنية ، مع صدور تقرير وزارة الخارجية الامريكية حول اوضاع حقوق الانسان ، حيث رصد التقرير هذا العام تدنى اوضاع حقوق الانسان و الإعتداء على الحريات الدينية فى المجتمع و على اثر ذلك تم تصنيف مصر ضمن أسوء 11 دولة بالعالم انتهاكاً لحقوق الانسان ، و لكن ربما يكون هذا التقرير مختلف عن نظرائه السابقين حيث يحظى تقرير هذا العام باهتمام حكومى غير مسبوق بدا من خلال انتقاد وزارة الخارجية المصرية التقرير الامريكى السنوى ، مؤكدة على لسان متحدثها الرسمى السفير حسام ذكى إن مصر لا تقبل قيام أى دولة بتنصيب نفسها وصياً على الشعب المصرى أو حكماً على حالة حقوق الإنسان فيها و غيرها من العنتريات الفارغة التى لا تمنع تعذيباً او توقف تمييزاً فى المجتمع ، و ذلك بالرغم من تصريحات بعض المسئولين فى الادارة الامريكية الجديدة بأن الولايات المتحدة مستعدة لمواجهة أية انتقادات فى سجل حقوق الانسان لديها ، و هو ما أظهر صبيانية التعامل الحكومى فى مصر مع قضية عالمية مثل حقوق الانسان ، فمازلنا نعتمد على شعارات تثير المشاعر و تحقن النفوس دون اتخاذ اجراءات حاسمة لمحو الممارسات التمييزية و إحلال مبادىء المواطنة بدلاً منها .

و المؤكد فى الأمر ان حالة الإسترخاء الحكومى المعتادة فى التعامل مع مثل تلك القضايا قد يلقى بظلالاً رمادية على طبيعة العلاقات المصرية – الامريكية فى المستقبل ،لاسيما فى ظل حرص الادارة الامريكية الجديدة على إعادة الإعتبار لاحترام مبادىء حقوق الانسان عالمياً - بعد فترتى ولاية بوش التى أهانت تلك القيم - ، و ربما لا يعنى هذا أن مصر و اوضاعها الداخلية على رأس اولويات الادارة الامريكية الجديدة لان الامر يخضع لتوازنات المصالح الاستراتيجية بين البلدين و انما بالتاكيد سوف يجد ملف حقوق الانسان و الاقليات مكاناً مناسباً فى قائمة اهتمامات الولايات المتحدة في المستقبل .
 فيولا فهمي

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق