CET 00:00:00 - 23/09/2009

مساحة رأي

بقلم: سامح سليمان
أنسان مصرى واخر من بلاد الفرنجه،كلاهما لديه نفس الأعاقات. أحدهما يعمل استاذ جامعى والأخر ملقى على كرسى متحرك،امام احدى المطاعم الشعبيه!!
الغربى يستثمر مواهبه وقدارته ويحقق ذاته،ويجد كثير من الأيدى والمؤسسات تأخد بيدة وتدفعه للامام،والمصرى يحقق فيه الاخرون ذواتهم،بأعطاؤة بعض الطعام(ربما كان ما تبقى منهم او زاد عن حاجتهم وخافوا يسيبوة فى الثلاجه اكتر من كدة لئلا يحمض وينكب فى الزباله،فالمصلحه تقول انه ينكب فى بطن حد غلبان علشان يكسبوا ثواب!!)حتى يستمتعوا بلذة القدرة على العطاء والأحساس بالقيمه التى ربما فقدوها لعدة اسباب،ويشعروا بأحساس القادر الواهب المانع،وأخرون يساعدونه من اجل ان تغفر لهم خطاياهم الكثيرة المتنوعه(ويدخلون الجنه على قفاة).هذا بخلاف من يجلس أمامه لساعات يمصمص شفتاة ويشكر الله لأنه ليس فى مثل حالته.
وربما ايضا يشكر الله لأنه ابتلى هذا الانسان بهذة العاهات والأمراض حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر ولا يشكر ربه على حاله.
ولا يجب ان ننسى الكثير من التافهين السخفاء أصحاب المواهب فى الأستظراف وألقاء النكات السمجه،فلابد ان يجلس احدهم بجانبه بعض الوقت ليمارس عليه موهبته،التى لم تجد من يكتشفها،من اجل أن يخفف عنه وبرضوة يكسب ثواب.
(كمان يضيع وقت،بدل القعدة على القهوة، أصل ولا مؤاخذة عاطل)!
فى الغرب يفعلون الصواب لأقتناعهم بأنه صواب،يقدمون يد المساعدة للأخر لأيمانهم بالأنسان وبقيمته،ومحبتهم لمجتمعهم وسعيهم نحو تقدمه،وأيضا بسبب دافع الخير والرغبه فى مساعدة الأخر دون الاهتمام بمعرفه دينه أو جنسيته،والذى تم غرسه فى نفوسهم
منذ الطفوله عن طريق مؤسسات المجتمع المختلفه بدايه من مؤسسه الأسرة،وصولا الى المؤسسه التعليميه والأعلاميه.

(وليس طمع فى نعيم او خوف من حجيم).
بينما نحن لا نفعل شئ الا من اجل غايه ومصلحه شخصيه سواء كانت ماديه او معنويه.علاقتنا مع بعضنا البعض وحتى علاقتنا بالله هى علاقه استغلال ومصلحه.نصلى لله من اجل غفران الذنوب أو رغبه فى تحقيق بعض الامنيات،ندفع النذور والتبرعات من اجل البركه المضاعفه.نصوم ونذهب الى الصلاة كى يمدحنا الناس وننال النعيم فى الاخرة،نترك الفقراء والمرضى يحيون فى ذل ومهانه ونبنى افخم واعظم دور العبادة،نطلب منهم ليل نهارفى خطابنا الاعلامى والاجتماعى والدينى ان يحتملوا مرضهم وفقرهم، ثم نغادر مستقلين احدث السيارات(لنأخذ ابنائنا من مدارسهم الأجنبيه ونعود معهم الى الفيلا أو شقه جاردن سيتى)!!
(بالطبع اثمن سيارة هى فى العادة سيارة أكثر من يدعوا الى العطف على الغلابه والمساكين)
ان الفقراء فى مجتمعاتنا ليسوا سوى مادة للنصب ونهب الاموال بأسم التبرعات التى يذهب اغلبها الى جيوب جامعيها، واقامه الحفلات الخيريه من اجل الوجاهه الاجتماعيه وعقد الصفقات(مع بدايه شهر رمضان كأحد اهم مواسم البيع باعتبارة الشهر الاكثر استهلاكا من قبل الاسر المصريه،بدأت الشركات حملاتها الترويجيه والتى تتخلل البرامج والمسلسلات على جميع المحطات الفضائيه مستخدمه الرساله الدينيه فى الترويج لمنتجها من خلال الطرق على باب العاطفه الدينيه،وتخصيص جزء من ايرادات الشركه الناتجه عن زيادة الاستهلاك واقبال المستهلكين عليها لأعمال الخير،خاصه ما يتعلق منه بحساب مستشفى سرطان الاطفال وبنك الطعام،وفيما اعتبرة البعض....ضرب عصفورين بحجرمن خلال المساهمه فى المشروعات الخيريه ومنح التبرعات الماليه من صدى لدى العامه،وايضا تحقيق اقصى استفادة من اعفاءات قانون الضرائب،وفى الوقت ذاته تؤكد انها جزء من المجتمع....لم يخل الامر من بعض المخالفات التى اكتشفتها مصلحه الضرائب فى التلاعب بأيصالات التبرع.فضلا عن انه من المتوقع ان يسفر البحث الخاص بالاقرارات الضريبيه والذى يتم حاليا عن عدد من الاخطاء التى وقع فيها الممولون)(مجله روزاليوسف5/9/2009)

وأقامه المستشفيات الخيريه المجانيه(صاحبه شعار:الداخل مفقود والخارج مولود) ذات المستوى الردئ جدا جدا (التابعه فى كثير  من الاحيان لمؤسسات دينيه) سواء من حيث المعامله اللاأنسانيه للمرضى،وتدخل الوساطه،والاصابه بالأمراض المتنوعه نتيجه التلوث والأهمال،بل ربما لا يخرج المريض حيا(أو ربما يخرج ناقص كبد او كلى،أو يكون الطبيب عندة زهايمر وينسى فى بطن المريض فوطه او مشرط او جايز شاحن الموبايل!!!)ويتحمل الكثير من المرضى تلك النتائج الكارثيه فى صمت،فليس لديهم القوة أوالمال حتى يستطيعوا ان يحصلوا على حقوقهم،بل ربما قمنا بتبكيتهم وأمرناهم ان يرضوا بالمقسوم وقضاء الله وقدرة!!!
والله هو من سيعاقب الجناة فى الاخرة،اما ما حدث لهم هو تجربه واختبار لقوة ايمانهم وابتلاء من الله علشان يفوزوا بنعيم الجنه!! (ولكن هذا لا يجعلنا ننكر الدور الكبير الذى تلعبه تلك المستشفيات فى التوريد المنتظم والمكثف للمرضى الى الحياة الاخرة بواسطه بعض سفراء عزرائيل(أقصد بعض الاطباء) ويساعدهم فى ذلك شياطين العذاب(ملائكه الرحمه سابقا)،مما يساهم فى حل مشكله الكثافه السكانيه،وانتعاش الحاله الماديه للحانوتيه ونابشى القبور،وأتاحه الفرصه امام تلامذة كليه الطب الغلابه للتدريب!!)

ان أزدياد عدد المرضى والفقراء والمعاقين وبقائهم فى اسوء حال،هو احد اهم اهداف المجتمعات المتدينه المنافقه. فعلى امراضهم وجثثهم يقفون ليظهروا مدى تدينهم وعطفهم ورحمتهم وتقواهم ومحبتهم للأخرين!!
هل يوجد فى مجتمعنا الملائكى المتدين من يعرف عدد الافراد الذين يعيشون فى المقابر أو على الارصفه وتمر عليهم ايام لا يجدون فيها ما يشبع جوعهم؟هل يعرف احد عدد من  أرغمتهم الظروف ان يبيعوا عضو من اعضائهم ليحيوا من ثمنه،وكم اسرة اجبرت ان تبيع احد اطفالها أو ترغمه على العمل وتحرمه من الاستمتاع بطفولته حتى يجدوا قوت يومهم ويتمكنوا من تربيه الاخرين؟!!!
(ان الفقراء يستثمرون اطفالهم كما يستثمر الاغنياء أموالهم،فبعض شرائح العائلات الريفيه تعتمد فى بقائها على ما يكتسبه الاطفال من دخل يضاف للعائله،ونظرا لعدم توافر الاغذيه والخدمات الصحيه يدرك الاباء ان اطفالهم سيموتون غالبا فيلجئون الى انجاب المزيد من الاطفال ليضمنوا تعويض الفاقد.ان الفقراء يتعايشون بطريقه او بأخرى مع غير الفقراء فى المجتمع بأستكانه واستسلام للقدر.فالفقر يقتل الطموح و يخلق الحرمان والمهان،ثم عدم الرضا والقلق والغضب،والذى يصل الى حد التهيج ثم الثورة.فأذا ما وئدت هذة الثورة بشكل او بأخر كان الخوف والاستسلام والاستكانه والياس والاحباط)(ثقافه الفقراء:مركز دراسات قناة النيل الثقافيه)

(لكن والحق يقال ان رجال الدين والكثير من الأتقياء الرحماء الورعين،قاموا بالواجب وزيادة ،ولم يسكتوا على هذة الافعال الشيطانيه التى قام بها هؤلاء المحتاجين(أخوان الشياطين)،بل قاموا قومه رجل واحد مطالبين بالقصاص العادل منهم،وصرخوا بأعلى صوتهم قائلين هذة الافعال حرام حرام حراااااااااااام!)(لا والله كتر خيرهم حقيقى عندهم ضمير،ربنا يديهم الصحه والعافيه)!!
 ان المجتمعات الأستغلاليه القبليه المتخلفه لا تريد مجتمع تسودة العداله الاجتماعيه والمساواة فى القيمه الانسانيه دون أعتبار لأختلاف اللون أو الدين أو الجنس أو المكانه الاجتماعيه،بل تريد ان يسود الغنى الرحيم صاحب الفضل والأحسان،وأن تزاد اكثر فأكثر أستعراضات الخير والشفقه والعطف.ان المجتمعات المنافقه التى يسودها التدين الاستعراضى هى اكثر المجتمعات دعوة للتمسك بالأخلاق القويمه والأمانه والأخلاص والصبر والقناعه وأكثرها ترويج فى كل مؤسساتها سواء الاعلاميه أو الدينيه لنموذج الثرى التعيس البائس المريض الذى يحيا فى ظل اسرة مففكه يسودها الطمع والكراهيه،ويتمنى فى كل لحظه ان يكون فى مثل سعادة جارة الفقير المعدم الذى لا يجد قوت يومه ولا يستطيع ان يعول اسرته ولكنه يتمتع بالصحه والحب والسعادة الأسريه!!.

(وهذا ما نراة سائدا فى افلام الثلاثينات والاربعينات عصر الفروق الطبقيه الهائله)
ان المجتمعات الدينيه الأستغلاليه المنافقه هى اكثر المجتمعات تكريس وتقديس لقيم الطاعه والزهد والأستكانه والسلبيه والقدريه، (كله مقدر ومكتوب،أجرى جرى الوحوش غير رزقك لن تحوش،من شاف بلوة غيرة هانت عليه بلوته،من رضا بقليله عاش)
لأن كلما ازداد عدد الجهلاء والفقراء والسذج معدومى الطموح والأرادة والكبرياء،كلما ازداد المستغلون ثراء،وتمكنوا من مص دمائهم حتى اخر قطرة وتسخيرهم دون ادنى اعتراض او مقاومه أو تذمر،من اجل تحقيق اهدافهم الخاصه ومصالحهم الشخصيه.
(أتمنى وجود خطاب دينى ينتقد انتشار الرشوة والاختلاس والمحسوبيه فى كثير من المؤسسات،بدلا من تفرغ العديد من رجال الدين للتحدث عن ادق الامور الجنسيه،ونقد ملابس النساء والتحذير من خطرهم الرهيب،وغرس أشتهاء الموت وكراهيه الحياة فى النفوس)
(وكم ذا بمصر من مضحكات       ولكنه ضحك كالبكاء) " المتنبى "

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق