CET 00:00:00 - 24/09/2009

مساحة رأي

بقلم: صفوت سمعان يسى
سقط فاروق حسنى بعد جولات عنيفة وتربيطات فوق وتحت التربيزة لكسب اكبر عدد من الأصوات – فهو كان المكتسح الأول عندما كانت المنافسة بين جميع دول العالم - ولكن عندما انحصرت المنافسة بين المرشحة الأوربية والمرشح المصرى العربى – ظهر وجه أروبا الخائف من فوبيا الثقافة العربية وضحالة فكر العالم الثالث من أن تقود منظمة اليونسكو وهى منظمة تحافظ على التراث البشرى وثقافة الحضارات .
سقوط فاروق حسنى للأسباب الآتيـــــــــــــــة :-
 السبب الأول -  يبدأ سقوط فاروق حسنى من الأقصر حيث تمت المواجهة بين اليونسكو وفاروق حسنى بقرار اليونسكو  1 / 4 / 2009  برفع الأقصر من خريطة التراث العالمى وأنها مدينة فى خطر  بسبب أعمال الآزالات الضخمة التى يقوم بها سمير فرج والتى دمر بها المدينة بحجة التطوير وتوسعة الشوارع ( ولو استخدمنا هذه الحجة لتمت إزالة القاهرة كلها )  واكتفى فاروق حسنى بنفى صدور القرار وتجاهل توصيات المنظمة بشأن مراجعة الحكومة المصرية خطتها الرئيسية لعام  2030   ( والتى اختصرها حاكم الأقصر الى 2013 ) التزاما بالقيمة العالمية للأقصر لما تضمه المواقع التى سبقت الإشارة إليها وتشكيل لجنة استشارية دولية للكرنك والأقصر والبر الغربى إضافة لوضع آلية التنسيق. 
كذلك أوصت اليونسكو تكرار طلبها الخاص بفحص الطرق المؤدية الى منطقة طريق الكباش والأماكن المحيطة بها والتخلى عن مشروع بناء المراسى للمراكب النيلية على البر الغربى وكذلك الحد من التوسعات الزاحفة تجاه البر الغربى. 
وكررت اللجنة طلبها من الحكومة المصرية بالأعداد والانتهاء من وضع خطط الخاصة بمعبد الكرنك والأقصر والبر الغربى وان يتم دمج كل الخطط والمشاريع فى خطة تطويرية موحدة  - وكذلك ضبط الإستراتيجية السياحة حتى لا تطغى على الأثرية  .
كما أنهت تقريرها مشددة على الحكومة المصرية بوضع آلية رسمية للتنسيق بين الفرق العلمية الدولية والجهات المختصة الأخرى على أن يقوم المجلس الأعلى للآثار بالأشراف على تنفيذ التوصيات قبل الموافقة والبدء فى تنفيذ المشروعات التى تهدد الثروة الأثرية .
لكن كل التوصيات السابقة تم الضرب بها عرض الحائط  بيد سمير فرج ونافيا صدورها ومعلقا أن اليونسكو بتاعت أثار فقط  وما يخصها الحفاظ عليها وليست لها علاقة بالازالات التى تتم !!! تصريح فى منتهى العجب اليونسكو تدفع الملايين من الدولارات للحفاظ على الآثار وتطوير المدينة ويقال لها أنت مالك  - وللأسف لم يقم المسئول الأول بالثقافة والآثار فاروق حسنى بعمل أى خطوة آو شىء ايجابي تجاه تلك التقارير تاركا اكبر مدينة أثرية فى العالم لحاكم الأقصر يفعل بها ما يشاء وكأنها مدينة استثمارية لا أثرية  عنده فوبيا أن يرى منزلا  واقفا إلا وهدمه

ابعد كل ذلك يرأس نفس الهيئة التى ضرب بقراراتها وتوصياتها بها عرض الحائط فى بلده  أن سقوطك بدأ من الأقصر.
توجد تعويذة مكتوبة على كل باب مقبرة  بالأقصر(( أن الموت سوف يحلق على كل من ينتهك حرمة الموتى ))

السبب الثانى -  هو انه نموذج للديكتاتور الذى عكف على مدار سنواته العشرين التى حكم فيها وزارة الثقافة على إقصاء المثقفين الذين يعارضون نظام الحكم  ويحجب عنهم الجوائز ويحول دون نشر أعمالهم – بيمنا حول دوريات وإصدارات الوزارة لمقر لخدمة كتاب تابعين للنظام واشتهروا بالهجوم على المعارضة  ( تصريح للمفكر الفرنسى بيرنارد هنرى الحاصل على نوبل للآداب )
السبب الثالث - هو تصريحه بحرق الكتب اليهودية فى تصريح لدغدغة مشاعر رجل الشارع والإسلاميين وما كان يجب على رجل ترأس الثقافة  لمدة عشرين عاما أن يستدرج ليطرح هذا التصريح الذى لا ينتمى الى الدبلوماسية والثقافة والذكاء والحس السياسى  واضطر للتراجع عن تصريحه وسعى جاهدا لمحو كافة مواقفه السابقة التى تحمل عداء لإسرائيل بطريقة تكاد تكون مهينة.
 السبب الرابع -  هو تراجع الفكر الثقافى فى مصر طوال توليه الوزارة من عشرين عاما  وبدأ  أفول فكر الطبقة المتوسطة المتعلمة الغنية بفكرها الراقى الليبرالى واختفائها  ونشوء باطراد الفكر الطائفى والوهابى وازداد بدرجة يتم بها تغيير أسماء الشوارع التاريخية  أحيانا بأسماء أشخاص غير مصريين نكلوا و أذلوا جميع المصريين فى فترة حكمهم .
 السبب الخامس - هو أهدار حقوق الإنسان فى مصر ومنذ أن اشتركت مصر كعضو اساسى فى اللجنة الدولية لحقوق الإنسان إلا وزاد انتهاكها لحقوق الإنسان وحقوق اللاجئين بشكل منهجى وازدادت عمليات التعذيب والقتل  فى السجون والأقسام الشرطية وازدادت أعداد المعتقلين بشكل خطير غير مسبوق- وكذلك مصادرة وحرق الكتب واعتقال المدونين ومطاردة مستخدمى النت و أزياد أعمال الفتن الطائفية  ونفى وعدم قبول الآخر المختلف فى الفكر والطائفة والدين  وإرهابه واستحلال قتله وحرق منزلة .
بالرغم من أن سقوط فاروق حسنى يعتبر صفعة للحكومة المصرية إلا انه بمثابة صفعة للشعب المصرى مثل صفعة صفر المونديال  يتوجب علينا كلنا أن نبحث عن عوامل وبواطن الخلل فى الثقافة المصرية حتى نخرج من هذا الخلل الخطير بمشاركة كافة طوائف وانتماءات الشعب المصرى وبدون ذلك سوف يبقى الحال كما هو أن  لم نتراجع ونتقهقر للأسوأ.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٣ صوت عدد التعليقات: ٢٢ تعليق