بقلم / نبيل المقدس في السنة قبل الأخيرة, تغيّر ربيع تغيراًَ عجيباًَ... فبدأ يتقرب منا, ويحاول إرضائنا بأساليب كثيرة... فمثلاًَ نجده يجهز لنا الكراسي بإحضارهم إلى المكان المفضل لنا في فناء الكلية... وكان يحضر لنا المطاليب, وكأنه يعمل صبي بوفيه... شعرنا منه أنه خدوم لدرجة كبيرة وصاحب قلب كبير... العيب الوحيد الذي كان واضحاًَ عليه هو قليل الكلام جداًَ لكنه يضحك بإفراط عندما يسمع نكتة قالها أحد الزملاء للدرجة أننا نجده يتكّوم على إحدى الكراسي من كـُثر الضحك... وأحلى حاجة في ضحكته أنها كانت تشبه صياح الديك الرومي... وعندما نحاول معرفة أصله إيه...أو .. ساكن فين... كان رده مع عمي إللي بأركب معاه العربية النقل. والملاحظة التي أبهرتنا وأزعجتنا أنه لم يعد بعد يستقل العربة النقل بل في هذه السنة بالذات كان يستقل سيارة فيات 1100. قبل عيد الربيع كنت في جلسة مع الشلة نتكلم عن مكان نقضي فيه عيد الربيع... وكنا محتارين جداًَ في إيجاد مكان يشملنا حيث أننا أنهينا على جميع الأماكن المحدودة والتي كانت موجودة في أسيوط. فعلاًَ تجمعنا في المكان المحدد والوقت المحدد... وركبنا الميكرباص, وكان هو معنا خطوة بخطوة... وعندما نسأله هتودينا على فين يا أبو سريع؟؟ يضحك ويقول لنا "على دُنيا ربيع"... وبعد ساعة إلا ربع تقريباًَ دخلنا في حديقة كبيرة تتوسطها مزارع وحظائر بقر... وهناك علي الشمال مبني كبير لإنتاج البيض... ووقفت بنا الحافلة الصغيرة أمام بيت كبير (سرايا) مثل هذه البيوت التي كنا نشاهدها في الأفلام العربية الأبيض والأسود.. بالضبط منظر البيت مثل البيت الذي ظهر فيه عمر الشريف مع فاتن حمامة في فيلم سيدة القصر ... وجدنا الفلاحات والفلاحين وأطفالهم يأتون بفرحة نحونا قائلين "نورت العزبة يا خليل بيه انت وأصحابك" ... أخذنا نتلفت حوالينا لكي نعرف من هو خليل بيه.... أخيراًَ إستيقظنا وإفتكرنا أن إسم ربيع الحقيقي هو خليل ذكري... إنبهرنا وإندهشنا... ثم أتت والدته ووالده وإخوته... كلهم ما شاء الله زي الفُل... رحبوا بنا أحسن ترحاب... وسمعنا والدته تقول لنا أحنا حاولنا ننقل خليل (إللي هو ربيع بالنسبة لنا) من الهندسة إلى الزراعة زي إخواته أو حتى دكتور بيطري لكنه رفض علشان أحبكم من أول يوم ما دخل فيه الكلية. والغريب بعد ما تركتنا العائلة لوحدينا ومعنا ربيع (خليل بيه) سألناه: ليه يا خليل بيه (قاطعنا قائلاًَ قولوا ربيع بلاش خليل... خليكم على طبيعتكم), أعدنا السؤال مرة تانية: ليه يا "ربيع بيه" كنت بتخبي عننا أصلك, وكل ما كنت تعمله معنا هو إفراطك في الضحك فقط... أخذ يضحك ضحكته المعروفة والتي تشبه صياح الديك الرومي حتى أننا سمعنا جميع البلالين أي "الفراخ" والتي تحوم حول العزبة ترد عليه بالضحك وكأنها لغتهن مع "ربيع بيه" للتفاهم... قال لنا يصراحة كنت بأضحك على خيبتكم.... التي كانت تدل على طيبتكم وصفاء قلوبكم!! والمفاجأة الأخيرة والتي جعلت أحد الزملاء والذي يتوهم أنه جاذب الصبايا, وأن أي فتاة تقول له: صباح الخير, يتخيّل أنها وقعت في شباك حبة.. قد حلّ عليه الضحك الهستيري بعدما وصلت عربة خاصة تنزل منها إحدى أجمل الزميلات لنا في الكلية.. الكل كان يتمنى رضاها... ويتقدم إليها "ربيع بيه" لكي يستقبلها بحرارة, ثم يأتي بها إلينا ويقدمها لنا كخطيبته.... فقد جاءت لكي تقول لأمي "كل سنة وإنت طيبة يا أمي". |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ١٩ تعليق |