CET 00:00:00 - 26/09/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
"واد يا دقدق أجري هات مقشة وجاروف الهلال والنجمة" إعلان خفيف الظل أذاعه التليفزيون المصري عن أحد منتجات شركة خاصة، وجرىَ دقدق جري الوحوش ولم يدر بخلده أبدًا أن "المقشة والجاروف سيصبحان قريبًا من أدوات التعليم في مصر، وربما لو علم بهذه النقلة غير المسبوقة وأن القلم والمسطرة والكراس والأستيكة راحت عليهم، لما ترك التعليم وأتجه للعمل في بيع المقشات بالرغم أنه من المؤكد إن ما يحققه من مكسب مادي من الهلال والنجمة أكثر بكثير من ما سيحققه بعد تخرجه من الجامعة حتى ولو كانت شهادته بتفوق كبير من أحد كليات القمة.

بالرغم من أن الهدف الأساسي كان متابعة حالات أنفلونزا الخنازير وحصارها إلا أن قرار تكليف المحافظين بإدارة شئون التعليم في محافظاتهم الذي أصدره وزير التربية والتعليم يسري الجمل مؤخرًا فرصة غير مسبوقة للانتهاء بشكل نهائي من أكوام الزبالة المنتشرة في كل مدن ومحافظات لمصر، فالسادة المحافظين سيكون لهم السبق في تنفيذ المشروع القومي للقضاء على الزبالة عن طريق الخطة الخمسية المسماة "مقشة لكل تلميذ" والتي تتلخص في تسليم كل تلميذ مقشة وجاروف من البلاستك ملون لجذب أنظار الأطفال ومليء قلوبهم بالبهجة والسرور والسعادة، وسيشرف على تنفيذ الخطة بمنتهى الدقة السادة موظفي هيئات النظافة والتجميل والإشغالات والمتابعة الميدانية بالمحليات.

ومن جهتها وحرصًا على مصلحة التلاميذ ورحمة بأولياء الأمور لن يضاف إلى مصاريف الفصل الدراسي الأول  في المدرسة –سواء كانت حكومية أو خاصة أو لغات- سعر المقشة والجاروف بل ستعطي لكل تلميذ مجموعة من أكياس الزبالة السوداء هدية وبدلاً من كتب المناهج الدراسية لزوم التعبئة والتخزين، وسيتم احتساب درجات أعمال السنة بناء على وزن الزبالة التي جمعها كل تلميذ على حدا.
وفكرة إضافة درجات إعمال السنة طبقًا للوزن "القمامي" الذي سيحصله الطالب شديدة العبقرية أولاً لأن كل تلميذ سيسعى إلى جمع أكبر كمية ممكنة من الزبالة، ثانيًا طريقة احتساب الدرجات ستحسب عن كل فصل دراسي بما يعني قيام كل تلميذ بتخزين القمامة بمعرفته وفي الحالتين ستختفي القمامة فورًا من الشوارع وستعود شديدة النظافة بما يتسق مع فكرة التعليم المصري النظيف.

وكان الخبثاء من الناس أشاعوا كذبًا أن اسم التعليم المصري النظيف يعود إلى خلو مناهج التعليم من أي نوع من المعومات ويجعل مخ الطالب بعد سنوات طويلة من التعليم شديد النظافة ويقال أن كل أب يوم تخرج ابنه يقول له القول المأثور "يعجبني فيك نظافة دماغك"، ولكن الخطة أثبت مدى بعد نظر السادة وزراء التربية والتعليم وخطتهم التعليمية بعيدة المدى التي ما إن امتزجت بفكر السادة علماء المحليات الأفاضل وأن اسم أو شعار "نظافة التعليم المصري" وضح الهدف الأساسي منه بعد مشروع "مقشة كل تلميذ".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق