CET 00:00:00 - 26/09/2009

مساحة رأي

قصة للأطفال بقلم : زهير دعيم
كثيرًا ما سأل أمجد الصّغير أمّه معاتبًا: متى سيأتي أخي جميل يا أمي ، إنّني أشتاق إليه ؟
وتضحك الأمّ قائلة : قريبًا يا بُني ، عندما يريد الله فهو الذي يعطي.... وتضيف ضاحكة : أتمنّى أن لا تندم ، وأن تُحبّه فعلا.
ويصيح امجد : بالأمس قلتِ لي قريبًا ، متى يأتي  "قريبًا" هذا.
ويرفع امجد عينيه نحو السماء وهو يقول : أرجوكَ يا الله ، أرسله سريعًا ، فأنا مشتاق جدًا  إليه.
وتضمّ الأم ابنها امجد ابن الخامسة إلى صدرها وهي تقول: ..سنرى هل ستحبه فعلا أم لا ...سنرى .

وجاء " قريبًا" ...جاء اليوم الموعود ، وجاء معه جميل ، الطفل الصغير ، الأسود العينيْن ، الحنطيّ  البشرة ، والذي تعيش البراءة في كلّ ذرة من ذراته.
حقًّا جاء جميل من المستشفى ، وعاد أمجد من المدرسة في ذلك اليوم متلهفًا ، ليجد العائلة كلّها تلتفّ حوله تلاعبه وتراقبه وتباركه. .

كم هو جميل هذا الجميل!!! قالت الجدّة أميرة وهي تطبع قبلة على جبينه .

وحملته الخالة وداد وراحت تناغيه وهي تقول : أنت الأحلى والأجمل في العالم .وزغردت العمّة وفاء ابتهاجا.
ويبتسم امجد من بعيد ، وهو يراقب هذه المشاهد ، فتنتبه الأم وتقوم إليه تعانقه:
بل أنت الأحلى يا أمجد ، أنت الأجمل  .
ويهزّ امجد رأسه مبتسمًا ويقول في نفسه :
إنّه صغير ، مغمض العنين ، ولا شعر على رأسه ، ولا
أسنان في فمه ، فماذا يُحبّون فيه يا ترى ؟!

وتمرّ الأيام وجميل يكبر وينمو ويناغي ، وأمجد ينطوي على نفسه، وقد قلّت شهيته للأكل ، وأضحى يبكي في كلّ صباح ، إنه لا يريد أن يذهب إلى المدرسة ، وفي كلّ يوم هناك  حجّة وسبب ، فاليوم يحسّ بوجع في بطنه ، وبالأمس في رأسه.
حاولت الأم إقناع صغيرها أنّها تحبّ الاثنين ، بل تحبّه أكثر لأنه الكبير والشاطر في صف البستان و....ولكن دون جدوى.

أدخلت الأم ابنها امجد في احد الأيام إلى غرفته لكي ينام وطلبت منه أن يصلّي كعادته قبل النوم ..فرفض ، فأصرّت  الأم أن يفعل
فشبك امجد يديه الصغيرتين ونظر إلى أعلى وقال : يا الهي ، أرجوك أن تأخذ جميلاً ، إنّنا لا نريده...إنه يُغلّبنا...خذه أرجوك.
وسحّت الدموع من عينيه..
وغرقت الأم في الضحك وهي تهزّ رأسها متفكّرة .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق