CET 00:00:00 - 20/03/2009

من الاخر

بقلم / أماني موسى
بينما كان عم سعيد مسعد أبو السعد يستكمل قراءة الجرنان اللي من أسبوع وأكتر أخذ يرفع حاجبيه ويمحلق بعينيه ثم انفجر في نوبة من الضحك الهستيري، فأخذ أصدقائه ينظرون إليه وعلى وجوههم علامات استفهام عن سبب ضحكه هكذا؟، وحين رآهم عم سعيد هكذا محملقين بوجهه قال لهم (إيه عمركم ما شفتم حد سعيد ومسعد وأبو السعد وبيضحك؟؟) وبعدين دة مش كلامي لوحدي دة كلام الإحصائية اللي عاملاها الحكومة أهو (بتقول أن 83% من الشعب أخر انبساط وحاسس بسعادة).
وساعتها راحوا أصدقائه هما كمان أخذتهم نوبة الضحك بصوت عالي وقهقهة وقالوا صح هي الحكومة وهي أدرى بردوة من الشعب.
راح عم سعيد قال فعلاً 83 % من الشعب حاسس بالسعادة لأنه مدمن ومش دريان بالدنيا يأما مدمن نت وجيم وبنات وشات، يأما سجاير بانجو وحشيش وفي عالم تاني، يأما مدمن ستات وتحرشات، يأما مدمن دين وكاره الدنيا ومستني الآخرة بنعيمها، ويبقى كدة فعلاً 83% من الشعب مبسوط والـ 17% الباقيين أخر انبساط لأنهم بيضحكوا على الهبل دول، وبكدة يبقى كل الشعب سعيد فرحان، وراح تمتم بكلمتين (الله يرحمك يا آبا سمتني اسم على مسمى فعلاً، أهو أحس بالسعادة اللي مش لاقيها كل ما حد يناديني ويقوللي يا سعيد، ياللا ملحقتش أبقى سعيد فعلاً أبقى سعيد اسماً وخلاص).

ودخل عم فرحان الساعي وقالهم (يا جماعة معرفتوش اللي حصل؟) فنظر كل واحد منهم للي جنبه وقالوا له خير هيصرفوا لنا مكافأة؟؟ فرد فرحان بفرح هيعملوا لكل االموظفين اللي بيتعاملوا مع الجمهور دورة في الابتسام بدل العبث والوجوم في وجوه المواطنين!!
وفعلاً بدأ عم سعيد وزمايله الكورس، وكان الدرس الأول من الخبير جون سمايل وشرح ليهم طريقة الابتسامة العالمية تكون من الخد للخد وتبين صفين اللولي ويا حبذا لو بان الغمازتين مع تسبيل العيون والنظر لتحت ببلاهة لتبين للمواطن أنه دايماً على حق.
وكان الكورس مدته كل يوم حوالي خمس ساعات لدرجة أن عم سعيد كان كل يوم يرجع البيت والابتسامة من هنا لهنا وكانت مراته الست ابتسام تلاقيه بيبتسم كدة وتسأله خير (خدت زيادة في المرتب؟) وكان كل مرة يبص ليها من فوق لتحت وميردش عليها.
وبعد انتهاء الكورس للموظفين حصل كل واحد فيهم على شهادة جودة الابتسامة وفيها صورته وهو بيضحك شبه البقرة الحلوب اللي على علب الجبنة والسمنة

المهم أن اللي حصل مكنش عالبال ولا عالخاطر، لأن عم سعيد وأصحابه بعد انتهاء الكورس فضلوا طول الوقت مبتسمين وهما بيصبحوا على بعض، وهما بيتعاملوا مع الجمهور، وهما راجعين بيوتهم، وكذا الحال مع عم سعيد كان يروح لمراته وعياله مبتسم، يطلبوا مصاريف زيادة وهو مبتسم، يروح سوق الخضار مبتسم، يغضب وهو مبتسم، ينام والبسمة تعلو وجهه، حتى لما راح يعزي في خالة مراته كان ماشي في الجنازة بيبتسم!!
حتى لما راح يصلي صلاة الجمعة لقى الشيخ بيقول لازم يا مؤمن تبتسم دايماً فالابتسامة في وجه أخوك صدقة.
وبالنهاية يا عيني اكتشف عم سعيد أن عصب وشه تصلب على وضع الابتسام، وبعدها راح للدكتور فقاله أنت جالك مريض اسمه هوس الابتسام ودة مرض نادر بيصيب واحد بين كل مليون شخص، وراح فكر أنه يرفع قضية على المؤسسة اللي شغال فيها لأنها السبب في اللي حصله بعد كورس الابتسامة اللي خده ويطلب تعويض مالي، ودخل على مديره وهو مبتسم وبيقوله أنا هرفع عليكم قضية إصابة عمل وهكسبها، راح المدير صرخ في وشه وهو يبتسم ويقول لعم سعيد أطلع برة، راح عم سعيد خرج من مكتب مديره وهو متضايق ومبتسم!!!   
عادي في بلادي: تلاقي المواطن بيضحك أحياناً من شدة الهم والضغوط.

 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق

الكاتب

أماني موسى

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

قصة موت ضمير

فجل عربي

سيد انتكة

من فضلك، ابتسم

بلا عيد أم... بلا هم

جديد الموقع