الراسل: المصري المقهور
باختصار شديد.. الأعمال الفنية بجميع فئاتها هي واجهة أي مجتمع وهي نبض الشارع وصورة فوتو كوبي لما تعاني منه هذه المجتمعات.
والجميع يعلم ويشعر ويرى بعينه ما آل إليه مجتمعنا المصري في الثلاثين عامًا الماضية من (انحطاط خلقي/ تطرف ديني/ إرهاب جسدي وفكري/ فساد في الذمم/ فساد في التعليم/ فساد في الصحة/ فساد في الضمائر/ تغيير شامل في لغة التخاطب بين البشر/ فساد في العدالة/ فساد في الأمن/ الانقلاب الهرمي والذي بمقتضاة أصبح الهرم مقلوبًا فقاعدتة لأعلى وأعلاه لأسفل مما أتاح الفرصة لأشباه المتعلمين وأشباة المثقفين والأرزقية والمتسلقين والمنافقين وتجار المخدرات والراقصات وأصحاب ديار الدعارة ولاعبي الكرة وتجار الرقيق وتجار قطع الغيار البشرية واللصوص وناهبي المال العام.. إلخ إلخ)
هؤلاء يا أخت ناهد وفي غيبة دولة القانون والعدالة استطاعوا بنفاقهم وتسلقهم أن يرتقوا إلى أعلى القمة، وأمسكوا بيدهم كل زمام الأمور، وأصبحت الدولة في يدهم كمثل العروسة التي يتلاعب بها الفنان في مسرح العرائس، أما أصحاب العقول والعلوم والمثقفين فأصبح مكانهم المتاحف والأرصفة وهبطت بهم الدولة الى اسفل سافلين.
يا أختي الكاتبة.. لا تحزني ولا تستغربي مما نحن فيه الآن من هبوط تام على كافة الأصعدة، ومن الطبيعي والعادل لدولة هبطت بكل قيمها ومبادئها إلى الدرك الأسفل أن يمثلها فنًا هابطًا وفاسدًا ومفسدًا.
على موضوع: أنا قلبي دليلي ورسالة من زمن الفن الجميل |