CET 00:00:00 - 29/09/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

فاطمة ناعوت: لن أستطيع أن أباري فضل في شتائمه وافتراءاته؛ لأنه للحقِّ بارعٌ في السباب والتريقة والتلفيق، هي مهارتُه الوحيدة وشغله الشاغل.
بلال فضل: الأستاذة ناعوت تعلم محدودية مهاراتها ككاتبة، ولذلك لجأت إلى مهاراتها كأنثى، وقررت أن تحاول تجريسي بوصفي رجلاً منفلتًا.
كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون

على خلفية مقال كتبته الكاتبة فاطمة ناعوت في "اليوم السابع" بعنوان "مينا ساويرس موحد القطرين" قام الكاتب بلال فضل بالرد عليه عبر اصطباحته في صباح يوم 14 سبتمبر 2009، ثم قامت ناعوت بالرد على المقال أمس بعنوان "بلال فضل.. وزلعةُ المِشّ" ونستعرض هنا جذور الخلاف وسبب التراشق والتلاسن بينهما.

 تراشق لفظي بين "ناعوت" و"بلال" مينا ساويرس، موحِّد القطرين!
في هذا المقال اعتبرت ناعوت بعض أنواع الكوميديا تشويهًا للتاريخ والحقائق العلمية ومقدسات الوطن وخطوطه الحمراء، مما له التأثير السلبي على النشءَ الجديدَ، الطالعَ أصلاً في زمنٍ جاهل مُشوَّه، معلوماتٍ مغلوطةً حول ثوابته التاريخية، العظيم منها والموجع؟
وقالت ناعوت –من ضمن ما قالت- أن هناك كاتبُ أفلام -إشارة إلى بلال فضل- أسهم في إدخال كلماتٍ غريبة على معجم الشعب المصري، مثل "حاحا وتفاحة - وش إجرام - سيد العاطفي - حرامية كي جي تو - صايع بحر - خالتي فرنسا - علي سبايسي"، لكنها نفت أنها قد شاهدت هذه الأفلام.
وانتقدت ناعوت حوارًا تخيّليًّا دار بين هذا الكاتب وبين مذيعة تليفزيونية. سألتْه عن عجائب الدنيا السبع، فقال إنه يعرف السبع بتاع "جونينة الحيوانات". وعن برج بيزا المائل قال: "أموت وآكل البيزا دي، أنا كنت فاكرها كلمة قبيحة اللي هي ولا مؤاخذة بتتقال على ال... وللا بلاش أفسر."
سألته عن شجرة الدر، فجاوبها بأنه لا يعرف سوى شجرة البانجو! ولما سألته لماذا سُمّي "مينا" موحّد القطرين؟ قال: "الجماعة المسيحيين دول شاطرين ولو حطوا في دماغهم حاجة بيعملوها، مينا ساويرس ده واد كفاءة بس ربنا تاب عليه وسافر حته اسمها استرانيا وبقى من أقباط المهجر ووعدني حيبعت لي عشان أبقى من مسلمين المهجر." (وهنا إشارة غير مريحة لرجل أعمال مصريّ جاد). فأوضحتْ له المذيعةُ أن "مينا" من فراعين مصر، فقال: "الظاهر الجدع مينا ده راجل كويس مش بتقولي موحد يعني أسلم والحمد لله."
واعتبرت ناعوت هذا الحوار منوعًا من الظُرف أو "الاستظراف" وإسفاف وتشويه المعلومة والثوابت التاريخية، واختتمت مقالها بالقول "على مصرَ وعلى نشئها الجديد، الذين يشاهدون هذا السَّفه، السلام."

مقال ناعوت اصطباحه فضل
اعتبر بلال فضل مقال ناعوت ينتقده ويهاجمه شخصيًا فقام بالرد عبر اصطباحته في صباح يوم 14 سبتمبر 2009، فقال –ساخرًا- أنه قرأ مقال الكاتبة فاطمة ناعوت فأصابه الهلع من هول ما وصلنا إليه من سفه، مضيفًا: "أنه لم يكن يتصور أن يظهر في بلادنا الحبيبة كل هذا "الانحطاط" الذي نشرته صحيفة اليوم السابع لكاتب لم تذكر الناعوت اسمه، وكان حريًا بها أن تنشره بالبنط الحياني لعله يكون عبرة لمن يعتبر".
وأضاف أنه هرع إلى موقع اليوم السابع -مثلما فعل "الملايين" من قراء ناعوت- لكي يُساهم في لعن ذلك الكاتب الذي قام بتحطيم مجموعة من الثوابت الوطنية وارتكب أشياء تقشعر لها الأبدان، لكنه فوجئ أن ناعوت كذبت علينا -على حد قوله- فما اقتطعته من عبارات غير مريحة كانت أجزاء من حوار صحفي نُشر ضمن ملف (حوارات مع الساخرين) وأجراه الروائي الجميل محمد صلاح العزب مع الكاتب الغير مريح، وفي حين تقمص العزب شخصية مذيعة تليفزيونية تقمص الكاتب إياه شخصية مواطن عشوائي جعلته سياسات الحزب الوطني المبارك غارقًا في بحور الجهل والفقر والبذاءة.
وانتقد فضل الكاتبة ناعوت قائلاً "الأستاذة ناعوت تعلم محدودية مهاراتها ككاتبة، ولذلك لجأت إلى مهاراتها كأنثى، وقررت أن تحاول تجريسي بوصفي رجلاً منفلتًا يقوم بإشارات غير مريحة لرجال الأعمال الجادين، دون أن تقول لنا منذ متى دخل رجال الأعمال جادين كانوا أو عابثين في حزام الثوابت الوطنية..."
واختتم فضل مقاله لناعوت "من حقك أن تهلعي على الثوابت كما تشائين، وأن تحددي المقدسات غير القابلة للسخرية حسب مزاجك، لكن ليس من حقك أن تكذبي على قرائك، إلا إذا كنت تظنين أن القارئ لن يبذل مجهودًا في التحقق مما كتبتيه، وأنه سيكتفي بتصديقك لمجرد أنك تظهرين في الصورة المرفقة بعمودك متجهمة الملامح منكوشة الشعر".

بلال فضل.. وزلعةُ المِشّ
جاء رد ناعوت على فضل قاسيًا في مقالها أمس بالمصري اليوم، والمدهش أن يكون هذا التراشق اللفظي على نفس الجريدة، فقد اعتدنا أن نقرأ تراشقات لفظية بين صحف مختلفة –مثل المصري اليوم وروزاليوسف- لكن من النادر أن نجد هذا على نفس الصحيفة!!
بدأت ناعوت مقالها بتشبيه من عالم الأخشاب -لا يخلو من إشارات واضحة للقارئ اللبيب- عن الفرق بين نجار يصنعُ سقالات البناء، وآخرُ يصنعُ الطبالي والكراسي وألواح السرير، ومن يصنع الأركيت الذي يُفرِّغُ الخشبَ باتزان إيقاعي دقيق بين الكتلة والفراغ.
وفي عالم الطمي؛ ثمة رجلٌ يجلس أمام طبلية تدورُ على محورها، يصنعُ زيرًا أو زلعةَ مِشٍّ، وثمة نحّاتٌ فنانٌ يصنعُ، بأصابعه التي مثلما لجرّاح مخٍّ وأعصاب، قطعةً من الفنِّ الراقي.
ورصدت ناعوت عده أخطاء على مستوى النحو والصرف والإملاء تؤكد محدودية مهارات فضل ككاتب -على حد تعبيرها- فكتب فضل في مقال عبارة «الغير مريح»، (وصحيحُها: غير المريح)، و«مما كتبتيه»، (وصحيحها: كَتَبْتِه) وغير هذا الكثير! معتبرة أن ذلك هو في عالم النجارة أوليّاتُ الإمساكِ بالشاكوش والمسمار، وفي عالم الطمي مجردُ ضبط نِسَب خلط الماء بالتراب للحصول على عجينة صالحة للتشكيل.
وأضافت ناعوت أنّ سقوط السيد «بلال فضل» المخجل في أخطاء اللغة لم يدهشها فهي تبتسم بإشفاق حين تجدُ صانعَ الطبلية يرمي النحّاتَ بمحدودية المهارة! فلن تغضب، لكن ستتمتمُ باسمة: Look who is talking!. جاء علينا زمنٌ يسخرُ فيه ضحالة اللغة من المحافظين عليها!
وردًا على اتهام فضل لها بمحدوديتها ككاتبة، ثم وصف تسريحةَ شَعرها ونظرةَ عينيها! فترد ساخرة "لم أتطرق أنا إلى شاربه أو ابتسامته الواسعة(!)، بل انتقدتُ كلماتِه السوقية ثقيلةَ الظل التي لا تليق بالقارئ؛ كأن يقول في حواره البائس: «الصباع اللي بتنضف بيه مناخيرك وودانك»! أفلم يتعلّمِ السيدُ «في كلية الإعلام» أن أولى «مهارات الكتابة» مِهَنيًّا هي عدم التطرق إلى الشخص، بل إلى ما كتب الشخص، وأن ثمة ما لا يليقُ أن يُكتَبَ بالصحف؟! ألا يشعرُ بمسؤولية كتابة عمود بجريدة رصينة مثل «المصرى اليوم»، وبالهيبة إذْ يتذكّر أن تلك المكانةَ كانت يومًا لعمالقة مثل طه حسين والعقاد وهيكل، حينما كان الزمنُ راقيًا؟"
رد ناعوت وردًا على اتهامها بالكذب على القارئ! تقول أنها أعادت قراءةَ «اصطباحته» المرتبكة المنفعلة أكثرَ من مرة لتقف على مكمن «كذبها»؛ فلم تقف على شيء. وتوضح أن الكاذبُ هو مَن يضع كلامًا زورًا على لسان أخيه، وهذا ما فعله السيد حرفيًّا. وتؤكد أنها لم تقل إن رجالَ الأعمال من ثوابتِ الوطن، بل قالت في مقالها «مينا ساويرس موحّد القطرين» إن ثوابتَ الوطن هي السدُّ العالي، والعدوانُ الثلاثي على مصر والنكسة، وهي ما حاول برنامجُ «الكابوس» تشويهها.
وتضيف أن السيد بلال شوّه ثوابتَ تاريخيةً مثل: برج بيزا وسور الصين وموحد القطرين وشجرة الدر وغيرها، مثلما شوّه معجمَ شبابِ مصرَ بأفلامه: حاحا وتفاحة وصايع بحر وخالتي فرنسا! ثم حاولُ أن يوقعَ بينها وبين قرّاء «اليوم السابع»، راميًا إياهم بالبلاهة، على لسانها! بينما كان كلامها عن القراء من النشء الصغير من عُمْر ابنها «مازن»، وابنته «عشق»، اللذان كان حريًّا به أن يخاف عليهما فينأى عن تخريب معلوماتهما، تلك التي لم تزل في طور التكوين.
وتؤكد ناعوت أنها لم تكن تسمع عن فضل من قبل فكانت تتكلم بوجه عام ولم تقصده. ببساطة أيضًا لأنني بخيلة -على حد تعبيرها- في إهدار وقتي، ونخبويةٌ جدًّا فيما يخصُّ السينما، ومن ثم لم تشاهد أيًّا من أفلامه!
وتعترف ناعوت في ختام مقالها اللاذع بأنها لن تستطيع أن تباري السيد في شتائمه وافتراءاته؛ لأنه للحقِّ بارعٌ في السباب والتريقة والتلفيق، هي مهارتُه الوحيدة وشغله الشاغل، فإن لم يجد مَن يسبّه خلقه خلقًا، وهي ملكاتٌ لا أجيدُها! لذلك أطمئنه أن مقالي هذا هو الأخيرُ بيني وبينه، مهما تطاول. ليس وحسب لأنني لن أجاريه في النطح والتناطح، بل لأن ثمة العديدَ من القضايا أكثرُ أهميةً من مساجلته.
وترجو ناعوت من فضل ألا «يفبرك» عبر مقالها هذا، أنها تهاجمُ الخزّافين ونجّارى الكراسي، فليس أكثر منها احترامًا للكادحين. وتؤكد أنها فقط تضعُ الأشياءَ في حجمها. صانعُ «زلعة المش» ضروري جدًّا ومحترَمٌ مثلما «النحّات»، لكن ثمة فارقًا ضخمًا بينهما.

لقراءة مقال فاطمة ناعوت بعنوان "مينا ساويرس موحِّد القطرين" انقر هنا

لقراءة رد بلال فضل بالمصري اليوم انقر هنا

لقراءة رد فاطمة ناعوت بعنوان "بلال فضل.. وزلعةُ المِشّ" انقر هنا

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١٥ تعليق