الراسل: ألبير ثابت
انتشار الأفكار الوهابية القادمة من السعودية هي أحد الأسباب الرئيسية لتلوث المناخ العام في مصر ورفعت درجة وتيرة العنف وحالة الكراهية والغلو في الشارع المصري، بل أصبحت تهدد كل المحاولات الإبداعية والتطويرية سواء كانت فردية أو جماعية، من خلال سيطرتها على مناحي الحياة في المجتمع، فنجد كثير من المصريين العائدين من السعودية يرجعون إلي مصر حاملين الأفكار الظلامية، فإذا تابعت تلك الأسر قبل سفرها تجد معظم النساء رجعن مختلفات المظهر والجوهر، فالسافرة رجعت محجبة،والمحجبة أصبحت منقبة ، والمنقبة عادت بأفكار إرهابية ، فهن يسافرن سافرات أو محجبات بالإيشارب المصري البسيط، وعند عودتهن تجدهن مرتديات الخمار والنقاب،ممتنعات عن مشاهدة الصور والتليفزيون ، وكل أنشطة الجمال والفن، وأصبح لهن كتب في السفور والحجاب.
أما الرجال فنجد الكثيرون منهم يرتدون الجلباب القصير وأحياناً لبس البنطلون أو السروال تحت الجلباب وتربية الذقون الطويلة، والمسابح في الأيادي، متجاهلين الطيبة والسماحة والبساطة المصرية، ساخطين على أوضاع المجتمع، يعظون الناس بالحلال والحرام.
أحاديثهم محورها فتاوى النسوان، أصبح لديهم كتب في فتاوى الدين وعذاب القبر ، والسحر والعفاريت، وتفسير الأحلام، والعلاج بالأعشاب ..الخ.
ناقمين على الثقافة والنقلة الحضارية والمعرفية والعلمية التي حدثت لمصر منذ قرون، يسعون إلي تكريس ثقافة الغيبيات والخرافة دون إعمال العقل، يطلقون على الأدباء والشعراء والفنانين المشهورين أسماء عجيبة ( هذا زنديق أو فاسق أو فاجر أو ضال".
لقد تنبأ الفنان الراحل / عبد الحليم حافظ عن تدهور الأحوال في مصر عندما كان يقول في مطلع أغنيته: شوف بقيـنا فين يا قلبي وهى راحت فين، شوف خدتـنا لفين يا قلبي، وشوف سابتـنا فين ... في سكة زمان راجعين في سكة زمان في نفس المكان ضايعين .
على موضوع: قوى التطرف الشعبي
|