مادة التربية الدينية والتمييز ضد الأقباط ..

بقلم: مجدى جورج
قرأت بجريدة الأهرام 22 سبتمبر2009 خبر يقول إن وزير التربية والتعليم قد اصدر قرارا وزاريا باعتبار إن مادة التربية الدينية مادة أساسية لابد للطالب من النجاح فيها وان درجاتها ستضاف للمجموع الكلى وذلك بالنسبة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية .وقد تشككت في الخبر لان بعض المواقع كتبت نفس الخبر ولكنها قالت ان نتيجة هذه المادة لن تضاف للمجموع الاساسى ولكن بما ان جريدة الأهرام هى التى نقلت هذا الخبر http://www.ahram.org.eg/archive/Index.asp?CurFN=fron5.htm&DID=10078
وبما أننا لم نقرأ توضيحا وزاريا او تكذيبا لهذا الخبر فى نفس الجريدة او فى غيرها فأننا نعتبر ان هذا الخبر صحيح حتى يثبت عكس ذلك .ولأننا فى دولة لا يعرف فيها المواطن الية اتخاذ القرارات الهامة ولا لماذا يتخذ القرار وأسباب هذا القرار ؟
 فأننا فوجئنا بهذا القرار الوزاري الذى يزيد الطين بله فبعد ان كنا نعانى من تزايد جرعة النصوص الدينية الإسلامية فى مادة اللغة العربية وكيف ان الطالب المسيحي مرغم على استذكارها وحفظها عن ظهر قلب حتى ينجح فيها حتى ان كانت تسفه معتقداته وتسخر من إيمانه. وجدنا حكومتنا الرشيدة ووزيرنا الهمام يتخذ هذا القرار الغريب وكأن الجرعة الدينية هي كل ما ينقصنا كي نتقدم ونرتقي مثل كل الأمم المتقدمة .
هذا القرار الوزاري ان صح فانه سيزيد من حالة التطرف ويزيد من حالة التمييز الواقعة على الاقباط وذلك للاتي :
1 انه إذا كنا نشكو من اسلمة مناهج اللغة العربية والتاريخ وغيرها ومن طبيعة هذه النصوص التي تكفر الأخر وتسخر من معتقداته وهى مناهج يطلع عليها الجميع فكيف سيكون الحال مع مناهج الدين الاسلامى التى لن يراها الا المسلمون فقط ؟ وماذا سيدرس الطلاب المسلمون فى هذه المناهج ؟ هل ستكون مناهج تحس على المحبة والتعاون ام مناهج تحس على تجنب الأخر ومقاطعته وتعتبره كافر ونجس ؟
2 اذا كانت الوزارة فى احيان كثيرة لا تستطيع توفير مدرسين مسيحيين ربما لعدم توافر مدرسين مسيحيين بأعداد كافية فى بعض المدارس او ان هؤلاء المدرسين غير مؤهلين  لتدريس مادة الدين المسيحي فهل ستمهل تدريسها للطلبة المسيحيين ؟ مع حدوث عكس ذلك بالنسبة للطلبة المسلمين وان حدث هذا أفلا يعتبر هذا وسيلة للتمييز ضد الاقباط ؟
3 اذا كنا نحن ونحن طلبة نتلقى مادة التربية الدينية فى فناء المدرسة او فى المكتبة وذلك منذ عشرات السنين حيث لم يكن التطرف زاد بهذا القدر فأين سيتلقى الطلاب الاقباط مادة الدين اليوم ؟ هل ستوفر لهم الوزارة أماكن مغلقة مهما ان كان عددهم لتلقى هذه المادة التى ستضاف للمجموع مثلهم مثل اقرأنهم المسلمين حتى لا تؤثر على استيعابهم وتحصيلهم والا سيكون هذا أخلال بالمساواة المختلة أصلا ؟
4 إذا كان الطلبة المسيحيين يعانون فى امتحانات الشفهي من تعنت بعض أساتذتهم المسلمين معهم عندما يقرؤوا أسمائهم ويعرفوا أنهم مسيحيين ويعطونهم اقل الدرجات .ماذا سيكون شعور هذا الأستاذ المصحح عندما يمسك بورقة إجابة الطالب وهو يعرف من البداية ديانته وكيف سيقيمه وهل سيعطيه ما يستحقه من درجات ؟ ام سيتبارى الاساتذه فى أعطاء الطلاب أفضل الدرجات كى يتفوق هذا الطرف على الطرف الاخر؟ّ!!!