بقلم: لطيف شاكر
حينما يموت قبطي كانت وثيقة أو شهادة الوفاة تكتب كالآتي "مات الذمي ابن الذمي فلان الفلاني" (هذه العبارة قرأتها في سجلات أحد المدافن القبطية بالقاهرة)، ماذا يا ترى المقصود هنا بكلمة الذمي؟ ولا داعي للفصاحة العربية, نريد المراد الذي في قلب الشاعر, والشاعر هنا هو الدكتور يوسف زيدان فهل لك أن تدلني على مغزى هذه العبارة وسأكون من الشاكرين لعلمك الغزيز، أم ما زلت مصرًا على ما ذكرته في مقالتك "أسرار الخلاف وأهوال التخويف" أن الذمة في اللغة العربية أمان، معتبرًا أن قراءك من الجهلة أو أنصاف المثقفين، وأظن أن هذا سبّة في حق قراءك لأن الكاتب لا بد أن يتسم بالصدق والأمانة والشفافية أيضًا.
ويقول جيمس بريستد المؤرخ العظيم والعالم الفذ في كتابه "فجر الضمير": بدأت أشعر في نفسي بشيء من القلق وأخذت أحس بأن قانون الأخلاق الذي لا يحرم الكذب هو قانون ناقص... بل قد ظهرت أمامي تجربة أشد إقلاقًا لنفسي وذلك عندما كشفت وأنا مستشرق مبتدئ أن المصريين كان لهم مقياس خلقي أسمى بكثير من الوصايا العشر (يقصد الكاتب أن الكذب لم يُذكر بوضوح ضمن الوصايا العشرة لكن ذكر عدم الشهادة الزور).. ثم يقول في موضع آخر: ومما لا يتطرق إليه الشك أن التفسير الاجتماعي للمصادر المصرية وتصوير الديانة المصرية تصويرًا اجتماعيًا يجعلها أقدم مصدر عُرف حتى الآن عن تطور الأخلاق والمثل الاجتماعي.
أما بالنسبة للتورية في كلمة الذمي أو الذمية دعني أسيق إليك هذا البيت الشعري لكي تتضح الرؤية في كلامك: أقول وقد شنو إلى الحرب غارة دعوني فإني آكل الخبز بالجبن.
فالتورية في كلمة الجبن ومعناها القريب الطعام المعروف والقرينة آكل الخبز وهو غير مراد ومعناها البعيد الخوف وهو مراد الشاعر. وهل يمكن أن أصف سيادتك بأنك GAY، وطبعًا لا أقصد المعنى السخيف بل أعني أنك شخصية مسرورة ومتهللة لحصولكم على الجوائز ومولع بالمحسنات اللفظية والبديعية, لامتلاكك قدرة فائقة في صياغة الكلمات الرائعة وتراكيب الجمل الأدبية.
حينما قرأت عبارة موت الذمي ابن الذمي كان لي صديق في عمرنا، وكونه من أسرة ريفية فقيرة ومستواه العلمي كان ضحلاً ألحقه أهله بالأزهر ليحصل على العالمية الأزهرية مع الجباية اليومية (التي كان يحصل عليهما أحمد عمر هاشم الذي يعلن أن الإسلام لا يمنع التعامل مع غير المسلمين. ولكن يمنع المودة القلبية والموالاة. لأن المودة القلبية لا تكون إلا بين المسلم والمسلم) (جريدة اللواء الإسلامي153)، ليصبح زميلي عالمًا أزهريًا وكان كثير المزاح ولم يكن أبدًا متزمتًا أو متعصبًا فسألته عن هذه العبارة, وفي أول الأمر ابتسم وخجل من الرد وحينما ألححت عليه كانت إجابته ذكية وباستحياء فقال لي أن المعنى في اللغة (أمان) لكن المقصود بالعبارة (الكافر ابن الكافر)، وضحكنا بعد أن تلى على مسمعي لكي لا أغضب كثير من كلمات التورية وأبيات شعرية تندرج تحت هذا الاسم على سبيل المزاح وافترقنا بحب كعادة كل يوم.
والتورية يا سيدي الفاضل كذب، والكذب خصلة ذميمة وصفة قبيحة وعمل مرذول وظاهرة إجتماعية انتشرت مع الأسف في أوساط الكثير من الكتاب والمفسرين خاصة الشيوخ والمتأسلمين, لكي يبرروا الأخطاء والمشاكل الناجمة عنها في الشريعة السمحاء, لأنه يصعب عليهم قول الحق لأنه سيكلفهم الكثير ففضلوا الكذب وركبوا موجة الدين أو بمعنى آخر ركبوا قارب المتأسلمين ولبسوا طوق الكذب لينجوا بحياتهم "وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ" [النحل:116] وقال الله تعالى: ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب أو كذّب بآياته إنه لا يُفلِح الظالمون [الأنعام:21].
وبعد أن أوضحنا المعنى المراد بالذمية. هل تكون إذًا الذمة ليست أمر مذمومًا وأن الذمة عقد سنوي؟ وأنا أسأل سيادتكم ما معنى العقد وما شروطه التي وردت بالعهدة العمرية المجحفة والغير آدمية؟. هل تقبل هذه الشروط الآن على اخوتك في الوطن والإنسانية؟
وإليك بعض أقوال أجدادك الخلفاء عن عقد الذمية في حين يجب أن يكون العقد بين طرفين يستلزم الشرط والقبول فكيف يقبل القبطي هذا العقد؟ والخليفة معاوية بن أبي سفيان يقسم أهل مصر إلى ثلاثة أصناف، فثلث ناس وثلث يشبه الناس وثلث لا ناس، فأما الثلث الذين هم الناس فالعرب والثلث الذين يشبهون الناس فالموالي (القبطي الذي أسلم) والثلث الذين لا ناس المسالمة يعني القبط، هل يقبل القبطي عقد الذمية برضى.. والرضا شرط من شروط العقد أم تسمي هذا العقد عقد إذعان أو عقد إذلال أو عقد عبودية عمومًا، كله عند العرب صابون، هل يتخيل أي إنسان عاقل أو مجنون أن العربي البدوي الجاهل ساكن الصحراء يصف القبطي المصري صاحب أكبر حضارة في التاريخ بأنه "لا ناس". يقول الألوسي في هذا الصدد عن رؤية العرب لأنفسهم (أتم الناس عقولاً وأحلامًا وأطلقهم ألسنة وأوقرهم أفهاما, واستتبع ذلك لهم قضية وأورثهم كل منقبة جليلة). وتقول السيدة سناء المصري رحمها الله: في ذات الوقت الذي كان يبالغ فيه العرب في مدح ثروات مصر كانوا يبالغون أيضًا في ذم شعبها وتحقير شأن الرجال والنساء حتى وسموهم بكل علامات الشر المطلق فيقول من يصفها بأنها معدن الذهب أن في أهلها مكر ورياء وخبث ودهاء وخديعة (المسعودي في مروج الذهب).
وبالنسبة لعقد دكتور زيدان نورد ما تقوله سناء المصري: أما الشعب المحكوم والخاضع كليًا لمنطق الغزو فإن السادة العرب يرونه من زاوية عدم استحقاق المصريين لخيرات بلده من زرع وماء وثروة وفي بعض الأحيان يرونه من زاوية عدم الاستحقاق للحياة نفسها.
وتكملة لشروط عقد زيدان تقول سيادتها: والنتيجة الطبيعية في نظر العرب المحتل أو الأشراف من العرب الغازي أن القبط أو "اللا ناس" ينتجون الثروة والعرب "أو الناس" يستهلكونها ويغرقون في الاستمتاع بها (أذكّر القارئ ما قاله الشيخ الشعراوي أن الغرب ينتج ونشتري كل شيء بفلوسنا) وما أرحمه وأعدله عقد.
وأيضًا لزوم عقد المذلة والإذعان يقول الطبري في تاريخ الرسل والملوك أن أمراء بني أمية -وهم مسلمون طبعًا- كانوا يقولون أن مصر إنما دُخلت عنوة وإنما هم عبيدنا (المصريين) نزيد عليهم كيف شئنا ونضع ما شئنا، ويذكر المقريزي أن عمر بن الخطاب الفاروق والعادل و...... ما لبث أن كتب لواليه على مصر عمرو بن العاص "أختم في رقاب أهل الذمة بالرصاص وليظهر مناطقهم ويجزوا نواصيهم ويركبون على الأكف عرضًا ولا تضرب الجزية إلا على من جريت عليه الموس دون النساء (رحمة!!) ولا تدعهم يتشبهون بالمسلمين في ملبوسهم"، وقيل في كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة أن عمرو بن العاص اعتلى المنبر وأعلن "لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر عليّ عهد ولا عقد إن شئت قتلت وإن شئت بعت وإن شئت خمست". فأين العقد وأين العهد؟ فإن شاء قتل.. هل هذه الذمية الإنسانية أم ذمية الحيوانات الضارية.
هذا من ناحية الذمية أما من ناحية الجزية أكتفي بسرد الأحداث التالية لعدم التطويل أو الملل، لأننا سنجد في كل الحقبات الإسلامية عنصر مشترك واحد بينهم وهو كيف يحصلون على الجزية بكل الوسائل الغير آدمية وتسببوا في قتل الرجال واغتصاب الحريم والبنات وبيع الأطفال واستعباد الأقباط وتحويلهم إلى عبيد وخدم وجواري بخلاف هدم الكنائس وتدمير البيوت ونصب السلخانات والمجازر الدموية للمصريين الآمنين في وطنهم. وهذا كله تم باسم الشريعة الإسلامية الغراء.
ولم تكن حصيلة الضرائب المتمثلة في الجزية على الرؤس والخراج على الممتلكات لصالح الخزانة المصرية وإعمار البلاد، بل كانت لحساب الخليفة في المدينة أو بغداد أو لجيوب الخلفاء وولاة مصر. والتي اتخمت جيوبهم بالأموال المكدسة والثروات المنهوبة كما ذكر الطبري والبلازدي عن ثرواتهم بعد موتهم.
كانت مصر بالنسبة للغازي القرشي بمثابة البقرة الحلوب التي حلبوها حتى الدم والقيح ليتركوها جثة هامدة لا حياة فيها حتى لا يستفيد بها أحدًا بعدهم ويا ريت تركوها لكن لماذا يتركوها... وكانت مصر أيضًا بمثابة الخزانة لهم لا يكتفوا بأموالها حتى لو امتلأت الكنائس بالذهب فلا شبع لنهمهم كما قال بن العاص: نحن العرب من أهل الشوك والقرظ ونحن أهل بيت الله كنا أضيق الناس أرضًا وشره عيشًا نأكل الميتة والدم... فلو تعلم ما ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم (شمس الدين الذهبي: سير اعلام النبلاء)، فكيف يشبعون من جوع وبعلق ابن ظهيرة في كتابه "الفضائل الباهرة في محاسن مصر" على هذا الوضع... ولم تزل ملوك مصر من عمرو بن العاص والي وقتنا هذا يجمع كل واحد منهم أموالاً عظيمة لا تدخل تحت الحصر. وكذا الأمراء والوزراء والمباشرين على اختلاف طبقاتهم كل منهم يأخذ أموالاً لا تُحصى في حياتهم.
وإلى القارئ مقتطفات عن الجزية على سبيل المثال فقط وليس الحصر:
1- أ. حسن كامل الملطاوي: أن الجزية تؤخذ من المفروضة عليهم مع إشعارهم بالذلة والصغار (المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عام 72 ص 334) وهذا يدل علي أن تفسير آية الجزية موضع خلاف بين الفقهاء.
2- وكتب أ. خليل عبد الكريم (منذ قديم أثار تفسير هذه الآية الكثير من الجدل بين المفسرين والفقهاء واختلفوا فيما بينهم. كما اختلفوا في تفسير معنى الصغار الوارد في الآية فبعضهم قال إنها تؤخذ بالعنف) (المشكلة الطائفية في مصر- مركز البحوث العربية عام 88 ص 81).
3- أما أ. أحمد أمين فقد نقل ما كتبه ابن الأثير من أن الدخول في الإسلام كان بهدف الفرار من الجزية لما (يشعربه من المهانة. فالإسلام هو دين الحكام. أضف إلى ذلك أن بعض الولاة لم يكن يرعى تعاليم الدين وتسامحه في الذميين. فكان يسومهم سوء العذاب فاضطروا أن يفروا من دينهم إلى الإسلام) (فجر الإسلام ص 142).
4- وكتبت د. سيدة إسماعيل كاشف (كان العرب في مصر وغيرها من البلاد التي فتحوها يخيرون أهالي البلاد المفتوحة بين ثلاثة أمور: الإسلام أو الجزية أو الحرب. كذلك لم يكن للإسلام مبشرون يقومون بالدعوة لهذا الدين كما في الديانة المسيحية) وذكرت أن حيان بن سريح كتب إلى عمر بن عبد العزيز (أن الإسلام قد أضر بالجزية) (مصر في عصر الولاة - تاريخ المصريين رقم 14 ص111 ,132) لذلك كان هدف العرب إذًا منع مواطني كل دولة يغزونها من الدفاع عن أنفسهم, أي منعهم من حمل السلاح الذي ربما يكون ضد المحتل. وتزاوج هذا الهدف مع الهدف الأول, أي الحصول على ثروات البلاد المغزوة من خلال آليتين: الجزية والخراج.
وفي مقارنة بين الاحتلالين الروماني والعربي لمصر كتبت د. زبيدة عطا (إن وضع الفلاح تحت الحكم البيزنطي لم يكن بالوضع المميز. ولكنه لم يكن أسوأ فترات تاريخه. إذ ليس بأسوأ من سابقه أو لاحقه) (الفلاح المصري بين العصر القبطي والعصر الإسلامي - تاريخ المصريين رقم 48 ص 10).
وعندما حاور عمرو بن العاص عمر بن الخطاب ليقنعه بغزو مصر, لم يتطرق في حديثه إلى نشر الإسلام إنما قال (يا أمير المؤمنين. ائذن لي أن أسير إلى مصر. هي أكثر الأرض أموالاً. وأعجزها عن القتال والحرب) (ابن عبد الحكم: فتوح مصر- مؤسسة دار التعاون ص47).
وإني أسأل كيف يكون الفتح / الغزو (سلمًا) وقد وصل عدد جيش عمرو في غزوه لمصر أكثر من 16 ألف مقاتل عربي؟ وكيف يكون الهدف نشر الإسلام مع إجبار كل مصري أن يستضيف عددًا من العرب لمدة ثلاثة أيام وسط زوجته وأولاده؟
وما معنى عبارة عمرو التي لا علاقة لها بنشر الإسلام (من كتمني كنزًا عنده فقدرت عليه قتلته) وذكر ابن أبي رقية (أن القبط أخرجوا كنوزهم شفقًا أن يبغي على أحد منهم فيقتل كما قتل بطرس) وما علاقة نشر الإسلام بالجباية التي وصلت إلى درجة أن تكون (جزية موتى القبط على أحيائهم) وأن القبط (بمنزلة العبيد)؟
وما علاقة نشر الإسلام بأسلوب أداء الجزية حيث التعليمات (أن يختم في رقاب أهل الذمة بالرصاص ويظهروا مناطقهم ويجزوا نواصيهم ويركبوا علي الأكف عرضًا ولا يدعوهم يتشبهون بالمسلمين في لبوسهم).
وهل كان للجزية مقدار ثابت؟ روى هشام ابن أبي رقية أن قسيسًا طلب من عمرو بن العاص أن يخبره مقدار ما عليه من الجزية. فقال عمرو وهو يشير إلى ركن الكنيسة (لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا...إلخ) كما أن الجزية جزيتان: جزية على رؤوس الرجال وجزية جملة علي أهل القرية، ومن هلك ممن جزيته على رؤوس الرجال ولم يدع وارثًا فإن أرضه للمسلمين (أي للعرب)، وعن عبد الملك بن مسلمة (أن رجلاً أسلم على عهد عمر بن الخطاب فقال: ضعوا الجزية عن أرضي. فقال عمر: لا. إن أرضك فتحت عنوة).
وكانت الجزية في وقائع عديدة تؤخذ من الذين دخلوا في الإسلام.
1- لذلك كتب عبد الملك بن مروان إلى عبد العزيز بن مروان أن (يضع الجزية على من أسلم من أهل الذمة. فكلمه ابن حجيرة في ذلك فقال: أعيذك بالله أيها الأمير أن تكون أول من سن ذلك بمصر. فوالله إن أهل الذمة ليتحملون جزية من ترهب فكيف تضعها على من أسلم منهم. فتركهم عند ذلك).
2- وعندما تم عزل عمرو بن العاص عن الجباية قال له عثمان (يا أبا عبد الله درت اللقحة بأكثر من درها الأول. فقال عمرو: أضررتم بولدها).
3- وكتب د. عبد الله خورشيد البري (أنه اتبع في توزيع دور الإسكندرية التي كان الجنود العرب يحتلونها بطريقة الابتدار. أي أن من ركز رمحه في دار فهي له ولبني أبيه) (القبائل العربية في مصر- دار الكاتب العربي عام 67 ص 230).
ولو تكلمت عن أحداث الجزية وما تتسبب عنها من القتل والقطع على خلاف في كل عصور الإسلام تحتاج إلى مجلدات وتقشعر له الأبدان ويشيب له الولدان.
تقول المؤرخة لويزة بوتشر في مجلداتها: لا شك أن الأقباط هم وحدهم سلالة المصريين القدماء العظماء وقد أبقتهم العناية الإلهية ليكونوا معجزة الدهور بعد اضطهاد شديد استمر مر تاريخه من ظلم مهول وعذاب شرحه يطول.
أما عن قول د. زيدان: لم يكن الأقباط حين جاء عمرو بن العاص غازيًا يحكمون مصر وأن الذي كان يملك مصر هو الإمبراطور هرقل، وأنا أندهش جدًا أن يقول كاتب عظيم في حجم الدكتور زيدان مثل هذا الكلام، هل المحتل مهما كان جنسه يعتبر في رأيك صاحب البلد أم هو محتل البلد؟ هل هذا تقنين لملكية العربي القرشي لبلدك وهل معنى أن يهجم معتدي على بيتك وحتى لو كنت سيادتك غير موجود بالمنزل ويفرض نفسه بقوة السلاح يعتبر مالكًا للبيت بحكم القانون والمجتمع أو محتلاً للبيت وغازيًا له؟ وهل معنى أن لم يحكم قبطي مصر معناه أن مصر كانت أرضًا منبسطة بلا مقومات دولة في حين أن الدولة كما تعلم هي الشعب, أما الحاكم فقابل للتغير والموت والفناء لكن الشعب لا يموت ولا يتغير إلا إذا أعتبرت مصر كانت مفروشة يسكنها كل من هب ودب.
أستاذي الفاضل د. زيدان.. هل لي أن أسألك هل أنت مصري من سلالة مصرية؟ إذًا فأنت قبطيًا مسلمًا.. فلماذا تهاجم الأقباط؟!! أما إذا كنت غير ذلك أي أنك عربي قرشي مثل أحمد عمر هاشم الذي أعلن بصراحة (أن الإسلام يمنع المودة القلبية والموالاة لنا لأن المودة القلبية لا تكون إلا بين المسلم والمسلم) حيبئذ ساستسمحك عذرًا. ولنا الله.
(بعد نشر المقالة الأولى بموقع الحوار المتمدن أرسل د. يوسف زيدان رسالة على الإيميل الخاص بي والمقرون بجوار مقالتي لمكالمته تليفونيًا لعدم معرفته برقم تليفوني وقد تمت المكالمة التليفونية، وبعد أن أشار بعقلانية المقالة وصحة موثقاتها أشار بأن المقصود من مقالته هو تخفيف حدة بعض الكلمات الإسلامية على آذان الاقباط كالجزية والذمية وخلافه وأنه قصد أن يخفف من وقع الكلمات فيحول خشونة الكلمة إلى معنى أكثر نعومة بغرض تخفيف الاحتقان الحادث على الساحة المصرية في هذه الأيام وأن مراده أن يضع نسمة حب في وسط جو ساخن وصعب، وكان ردي بوجوب وضع النقط فوق الحروف للقارئ، وانتهت المكالمة بالحب وتمنياتنا بوطن يعيش فيه الكل بمحبة بعيدًا عن التطرف والاحتقان وهذا هدفنا جميعًا.). |