بقلم: ماجد سمير
هزّت المذيعة رأسها في محاولة لإبعاد خصلات شعرها الذهبي من أمام عينيها وقالت: انهاردة أعزائي المشاهدين بيسعد تليفزيون "كوم البخ" أنه يواصل النجاح والإنفرادات وهايكون معانا على التليفون المتحدث الرسمي باسم فيروس "أنفلونزا الخنازير"، واستمرت في الحديث وهي تهز رأسها بشكل تلقائي لإبعاد الخصلات التي تنزل على جبهتها من الهواء القادم من مروحة السقف في الأستوديو رغم أنها مكوية بحرفية شديدة عند "زيزو صبغة" الكوافير الرسمي لتليفزيون الدولة.
وأضافت إن كل القنوات في كل الدنيا أجرت لقاءات وتحقيقات مع وزراء الصحة والتربية والتعليم إلا هنا دايمًا بننجح فيما فشل في تحقيقه الآخرون، فالنهاردة هايكون اللقاء مع المنسق الإعلامي للوباء اللي دوخ العالم كله وهو الوحيد اللي عنده كلام بننفرد بيه في التليفزيون الرسمي لدولة "كوم البخ".
و"كوم البخ" لمن لا يعرف دولة من دول العالم القديم جذورها ضاربة في عمق التاريخ وشعبها شديد العراقة يفخر دائمًا بأنه ينتمي لحضارة تاريخية، وإن تسبب الأحفاد بفضل جهلهم وسلبيتهم في المزيد من الخلط بين الحضارة و "المش" فالأولى قديمة من حيث السنوات والثاني قديم من حيث "الجبنة"، وظل الشعب على مر السنوات يتعرض لأفلام رعب بشكل مستمر فأصيب بخضة وخوف وقلق من كل شيء وأصبح مواطني "كوم البخ" أول شعب في العالم يتعامل مع اختراع خاص يسمى "طاسة الخضة" ويشعر المواطن هناك دائمًا أن الحكومة مختبئة له في الظلام، "لابدة له ليل ونهار في الذرة" ما أن يقترب من أي نوع من التقدم أو الرقي إلا ويخرج عليهم أحد أولى الأمر فجأة سواء من الظلام أو من وسط الذرة صارخًا في وجه المواطن بصوت جهوري "بخ".
وربما تكون كثرة "الخضايض" التي تعرض لها الشعب المسكين سببًا وجيهًا لإطلاق أسم "كوم البخ" على دولتهم الموقرة، ورغم أن الشعب بعد مرور العقود بشكل متتالي التي سمع فيها كلمة "بخ" الحكومية بات لا يشعر بالخوف مثل الفترات الأولى إلا أن عدم إصابته بالخوف لا تعود لشجاعته المفرطة ولكن إلى أن "جتته" بالبلدي "نحست".
وعادت المذيعة إلى اللقاء المرتقب بعد فاصل إعلاني ممل وبدأت تحاور المتحدث الرسمي لفيروس أنفلونزا الخنازير على التليفون وسألته أسئلة صعبة جدًا كلها تدور حول مطربه المفضل وعن الفريق الذي يقوم بتشجيعه، وسألته في أخر البرنامج التحفة قائلة: تحب تسمع إيه في نهاية برنامج "لكي يا سيدتي"، وأنهت الحلقة على وعد بلقاء في الأستوديو على الهواء صوت وصورة مع سيادته، لتستمر إنفرادات تليفزيون "كوم البخ". |