CET 00:00:00 - 30/09/2009

مساحة رأي

بقلم: منير بشاي
العمل القبطي الحقوقي يحتاج إلى أبطال متطوعين للعمل كل بحسب ما يمتلك من وقت ومواهب وقدرات (الخائفون والمترددون والمتخاصمون واليائسون والأنانيون والنرجسيون والانهزاميون والنفعيون يمتنعون).
بعض الشروط التي يجب توافرها في البطل القبطي:
• البطل القبطي هو ابن شرعي للأمة القبطية، تتمخض به في آلامها ويخرج من رحمها، لا يفرض نفسه بطلاً ولا يهمه أن يصبح بطلاً.
• البطل القبطي هو من يرفض أن يعتبر نفسه الزعيم الأوحد بل يؤمن أنه واحد ضمن كثيرين. البطل القبطي هو الذي يظهر القضية القبطية على حساب نفسه ولا يظهر نفسه على حساب القضية القبطية. هو خادم للقضية ولا يستخدم القضية لخدمته.

• البطل القبطي لا يعتبر نفسه سيد الجميع بل خادمهم. مكانه المفضل ليس الجلوس في برج عاجي أو بين الصفوة الممتازة، بل بين أقل الناس اعتبارًا وجاهًا ونفوذًا، يضمد المجروح ويعين الضعيف ويمسح دموع الباكي ويتكلم بلسان المظلوم وينتشل الساقط.
• البطل القبطي يعرف قدراته. لا يعد بأكثر مما يستطيع أن ينجز وإذا وعد أوفىَ. الكلمة التي تخرج من فمه هي ميثاق.
• البطل القبطي يمتلك المقدرة على المرونة دون أن يساوم على المبدأ. المرونة تجعله يتحاشى الخلافات، وإن اختلف لا يخاصم، وإن خاصم لا ينتقم. هو يعرف أن الانتقام يضر بذات القضية التي يعمل من أجلها.
• البطل القبطي لا يظن عن نفسه أنه أكثر الناس علمًا حتى ولو كان يحمل أعلى الدرجات العلمية، ولا يأخذ دائمًا دور المعلم بل يسعى ليتعلم حتى من أصغر الناس.

• البطل القبطي لا يدعى لنفسه قدرات خارقة للطبيعة. ولكن يقوم بأعماله العادية بتخطيط كامل ودراسة مستوفاة وتنفيذ متقن ومتابعة دقيقة. فلا عجب إن كانت هذه الأعمال البسيطة تحقق المعجزات.
•البطل القبطي ليس إنسانًا معصومًا من الخطأ. إذا تعثر وسقط يقوم وينفض التراب عنه ويسير في طريقه.  وإذا أخطأ في حق إنسان لديه الشجاعة أن يعترف بخطئه ويصححه. أهم من هذا أنه يتعلم من أخطاء الماضي ولا يكررها في المستقبل.
• البطل القبطي يعمل في الخفاء كما في العلن ولا ينتظر مكافأة أو تكريما من أحد. مكافأته هي نجاح العمل.
• البطل القبطي إنسان منضبط يكبح جماح نفسه وأهم ما يستطيع أن يملك زمامه هو لسانه. هو يعرف متى يتكلم ومتى يصمت، يعرف متى يكون الكلام جرأة ومتى يصبح تهورًا، ومتى يكون الصمت حكمة ومتى يصبح جبنًا.

• البطل القبطي لا ينتفخ بالمديح ولا يتحطم بالذم. ويستمر في طريقه حتى لو تركه الجميع.
• البطل القبطي لا يظن أنه أب القضية بل هو أحد أبنائها، ولا ينكر إسهام من سبقوه، ويعترف أن كثيرين قبله تعبوا وهو قد أتىَ على تعبهم.
• البطل القبطي لا يتسلق فوق أكتاف الناس. بل هو كالصخرة يرتكز عليه العمل ويقوم فوقه البنيان. ومن ينظر لا يرى الصخرة ولكنه يرى البنيان.
• البطل القبطي لا يختصر المشوار ولا يقفز فوق الطريق ليصل إلى نقطة الفوز. لا يحاول أن يصل إلى هيلمان السلطة ليصبح القائد والزعيم دون أن يتكبد مشقات الطريق ويذوق مرارة الكفاح. أمجاد أحد القيامة تسبقها دائمًا آلام جمعة الصليب.
• البطل القبطي لا يضايقه إن جاء النجاح بسبب مجهودات إنسان آخر، ولا يحس بالغيرة إن سلطت الأضواء على غيره.
• يعرف الجميع من هو البطل إلا واحد فقط لا يعرفه وهو البطل نفسه. فالبطل لا يعرف عن نفسه سوى أنه مجرد إنسان يؤدى واجبه. وأيضًا يعرف أنه لا شيء بدون قوة الله.
Mounir.bishay@sbcglobal.net

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق