بقلم: ماجد سمير
ماذا لو كان المرشح المصري لليونسكو شخص آخر غير فاروق حسني؟ أو كان الفوز حليفًا للوزير الفنان؟ هل كانت ستخرج علينا وسائل الإعلام المختلفة تهاجمه رغم فوزه أو ستهاجم المرشح الثاني لو كان مثلاً اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية؟
الغريب أن معظم العاملين في الحقل الإعلامي بكل أنواعه يمارسون حرية الإعلام وهات يا تقطيع في أشخاص بأعينهم، ويلزموا الصمت وأحيانًا الرعب أمام أشخاص آخرين، تجد الكل يلزم الصمت ويقرر المشي جنب الحيط وربما داخلها ويعلن داخل نفسه وفي سره وربما على الملأ ما يفيد ذهاب حرية الإعلام إلى الجحيم أو إلى القناطر "يتفسح شوية" فمن وجهة نظره الإعلام المرعوب الفسحة للإعلام أكثر أمانًا من ذهاب الإعلامي نفسه "لفسحة" لا يعرف أحد نهايتها.
وإذا توقف الأمر عند الخوف الذي يصيب أقلام الصحافة والصحفيين بشلل وميكروفونات الإذاعة بالبكم وشاشات التليفزيون بالعمى ومواقع النت بالفيروس، من الممكن قبول الوضع لأن من خاف سِلم، ومن المؤكد أن الإعلامي مهما وصلت شجاعته على الأقل "عنده عيال عايز يربيهم" ولكن الأمر غير المقبول بالمرة هو التطنيش الذي يصيب كل أجهزة الإعلام عند حدوث أي اعتداء على أقباط، فبرنامج مثل "الحياة اليوم" على تليفزيون "الحياة" يصنف طبقًا لفنون العمل التليفزيوني على أنه مجلة تليفزيونية تطرق في حلقته الأولى عقب شهر رمضان إلى كل الحوادث التي شهدتها مصر تقريبًا، ولم يُشر من بعيد أو قريب إلى ما حدث في الباجور أو المنيا أو غيرها من طقوس الاعتداء على الأقباط التي باتت وكأنها جزء من حياة المتطرفين في مصر.
وإذا قلنا أن الإعلام التابع للدولة يؤثر السلامة وعدم الخوض في مثل هذه القضايا وأقنعنا أنفسنا بأن هناك محاولات جادة لحلها بعيدًا عن الأضواء الإعلامية، فما هي حجة الإعلام الخاص ما هو سبب التعتيم الإعلامي الذي يواكب أي حادث اعتداء على الأقباط وممتلكاتهم وكنائسهم، في الوقت الذي انتفضت كل وسائل الإعلام في مصرنا يوم حادث مقتل الضحية المصرية د. مروة الشربيني رحمها الله على يد متطرف ألماني؟؟ رغم إن ما تعرضت له المصرية الراحلة يتعرض له أقباط مصر بشكل يتكرر بطريقة لافتة للنظر وداخل وطنهم من متطرفين من أبناء جلدتهم!!
ويحضرني سؤال بسيط ولا أنتظر له إجابة، ماذا لو كانت د. مروة قبطية؟ سبق وأن قتل بعض المتطرفين الأمريكان المصري "مجدي كراس" عقب أحداث 11 سبتمبر ولم يفعل الإعلام وقتها أي شيء يذكر رغم تطابق الحادثين تقريبًا، وليرحم الله الراحلين د. مروة وكراس، وليرحم أيضًا مصر من إعلام لا يتحرك لإلقاء الضوء على حوادث تصيب الأقباط من أبناء الوطن فبكل بساطة الإعلام الحكومي وكذا الخاص لا يجيدا سوى الكيل بمكيالين. |