CET 00:00:00 - 02/10/2009

مساحة رأي

بقلم: صبحي فؤاد


يوجد بين مصر وإسرائيل معاهدة سلام وقعت منذ 30 عامًا، ويوجد علاقات دبلوماسية وتجارية ومصالح مشتركة، ونعرف كلنا أنه يوجد لدى مصر سفير رسمي لإسرائيل وكذلك يوجد لدى إسرائيل سفير رسمي لمصر يمثل الحكومة والشعب المصري.


ونجد بين الحين والآخر رئيس الجمهورية والوزراء وكبار المسئولين في الدولة يستقبلون رسميًا الوفود الإسرائيلية التي تحضر إلى مصر لتبادل المشورة وتوطيد العلاقات والمصالح بين الطرفين.


ورغم كل هذا يهيج البعض من أتباع إخوان الخراب والظلاميين والناصريين وغيرهم في مصر ويصابون بحالة خبل وجنون إذا رأوا مصرية أو مصريًا ذهب إلى إسرائيل، أو صحفيًا أو إعلاميًا التقى بمسئول إسرائيلي، رغم أن هذا العمل يتم في إطار القانون المصري والدويى ولا يعتبر مخالفًا لتوجهات الدولة والاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر.. ونجد هؤلاء المهيجين -والذين نعرف جيدًا لمن ينتمون ولحساب من يعملون- يفردون صفحات جرائدهم ومواقعهم على شبكات الإنترنت لتوجية اتهاماتهم الصبيانية بالعمالة والخيانة إلى آخر قائمة الاتهامات المعدة سابقًا التي "قرفنا" من قراءتها وسماعها بدل المرة ألوف المرات.



وآخر ضحايا هؤلاء الذين لا يريدون سلامًا مع إسرائيل هي الكاتبة والصحفية هالة مصطفى، التى كانت جريمتها أنها قامت باستقبال السفير الإسرائيلي في مكتبها بجريدة الأهرام منذ أيام قليلة رغم أن رئيس الدولة وكبار المسئولين يفعلون نفس الشيء في العلن وتنشر لقاءاتهم ومقابلاتهم على صفحات الجرائد الرسمية بدون أن يجرأ واحد من هؤلاء "الأبطال" المعارضين على الاعتراض او فتح فمة بكلمة واحدة، ناهيك عن المطالبة بمحاكمة رئيس الجمهورية أو الوزير فلان أو علان لأنهم فعلوا نفس الشيء الذى فعلته هالة مصطفى!!


إن الدعوة لطرد هالة من جريدة الأهرام والمطالبة بفصلها من نقابة الصحفيين ومحاكمتها لأنها استقبلت السفير الإسرائيلى في مكتبها هي دعوة غير مباشرة من دعاة الحرب في مصر وكارهين السلام والتطبيع مع إسرائيل لمحاكمة جميع القائمين على النظام في مصر، لأنهم فعلوا ويفعلون نفس الشيء الذي فعلته هالة ودعوتهم إلى إلغاء اتفاق كامب ديفيد وإعلان الحرب على إسرائيل..


لقد كان أولى بهؤلاء الظلاميين دعاة الحرب والخراب بدلاً من اختيار هالة لكى تكون "كبش الفداء" أن يظهروا شيئًا من الشجاعة -إذا كان لديهم الحد الأدنى منها- ويقومون بالإعتراض بطريقة مباشرة -بدون لف ودوران- على مقابلات الرئيس حسنى مبارك للمسئولين الإسرائيليين في مقر مكتبة الرسمي، أو الاعتراض على زيارات مدير المخابرات عمر سليمان المكوكية لإسرائيل، ولكنهم بكل الأسف لا تتوافر لديهم الشجاعة الكافية على المواجهة المباشرة.



على أي حال إنني أتمنى أن يدرك السادة الكرام من الصحفيين الإخوانجية والظلاميين والناصريين وغيرهم المطالبين بمحاكمة هالة مصطفى ومقاطعة إسرائيل وإعلان الحرب عليها أن السلام والتطبيع بين مصر وإسرائيل أمر واقع حقيقى يستفيد منه الشعبين الإسرائيلي والمصري رغم أنه سلام بارد في الوقت الحالي..



أما عن موقف الدولة في مصر ونقيب الصحفيين فيدعو حقا للتعجب والاستغراب والدهشة لعدم قيامهم بالتصدي لهذا العبث والدعوات المتكررة المحرضة المخربة غير المسئولة التي تهدف أساسًا لإرهاب الكتاب والصحفيين والمفكرين الأحرار، ومد نفوذ الظلاميين والإخوان على ما تبقى في مصر من إعلام شريف حر، حتى لو كان تحقيق هذا الهدف على حساب ومصلحة شعب مصر الطيب الغلبان!!!



صبحى فؤاد
استراليا
sobhy@iprimus.com.au

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق