بقلم: جرجس بشرى
كثرت في الآونة الأخيرة الكثير من الأخبار التي تتناول الأوضاع داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكثير من هذه الأخبار مغلوطة وعارية تمامًا من الصحة ولا تَمِت للحقيقة بأي صِلة، يعني ببساطة كدة أخبار مفبركة.
ومن المؤكد أن هذه الأخبار المفبركة التي دأبت بعض الصحف الرسمية والمُستقلة على فبركتها، مُستغلة في ذلك بعض المُحررين الصحفيين المسيحيين لديها، كان لها أثرها البالغ على الكنيسة ووحدتها.
ولعل أبرز الأدلة على ذلك شائعتي وفاة قداسة البابا شنوده الثالث (أطال الله حياته) واستقالة ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي العام، ويُثار الآن أخبار بعزل نيافة الأنبا يؤانس سكرتير قداسة البابا شنوده ولا أحد يعرف الحقيقة والرأي العام القبطي مُشتت.
ولكي يريد أحدًا من الصحفيين معرفة الحقيقة بشأن هذه الأخبار للتأكد من صحتها ويقوم بالاتصال بأحد الأساقفة الأجلاء فإما أن تكون تليفوناتهم المحمولة مُغلقة أو أن نيافة الأسقف يتجاهل الرد على الصحفيين بسبب مشغولياته الكثيرة أو في اجتماع ما أو... أو...
وتظل الشائعة تسري مثل النار في الهشيم وتتكون انطباعات لدى الرأي العام على خلاف الحقيقة تؤثر بالسلب وليس بالإيجاب على وحدة الكنيسة، وقد استغلت الصحف الحكومية والمباحثية هذه النقطة بالذات للحرب على الكنيسة المصرية الأرثوذوكسية لأنها أدركت تمامًا أن رد فعل الكنيسة في بشأن هذه الأخبار والشائعات بطيئة جدًا، وأن رد كنيسة على هذه سيأتي متأخرًا كالعادة بعد أن تكون الشائعة الكاذبة قد حققت الغرض المطلوب.
وإنني أتعجب أشد العجب لعدم وجود مُتحدث رسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العريقة إلى يومنا هذا، في الوقت الذي يوجد فيه مسئول إعلامي أو لجنة إعلامية أو مُتحدث رسمي بالكنائس المصرية الأخرى خاصة الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الكاثوليكية، فلا مجال لنمو الشائعات بهاتين الكنيستين حيث أن هذه الكنائس أعطت انطباعًا راسخًا لدى تلك الصحف الصفراء بأن أي أخبار ستنشر بشأنها سيتم مواجهتها بحسم والرد عليها بسرعة.
أنني من هنا أطالب قداسة البابا شنوده الثالث (أطال الله حياته ومتعه بموفور الصحة) أن يُفكر في تعيين متحدث رسمي باسم الكنيسة المصرية الأرثوذكسية أو تكوين لجنة إعلامية مُتخصصة ترصد ما تنشره هذه الصحف من مواد صحفية وتقوم بالرد عليه في التو واللحظة، وهذه الفكرة ستجعل هذه الصحف تفكر كثيرًا قبل الإقدام على نشر الشائعات المُغرضة التي تستهدف وحدة الكنيسة المصرية ومكانتها في العالم.
ومن الممكن أن يكون المُتحدث باسم الكنيسة المصرية الأرثوذكسية من العلمانيين طالما توافرت فيه الحكمة واللباقة والقدرة على توظيف الكلمات كي لا توحي للقراء أو الرأي العام بأشياء على خلاف الحقيقة، ونأمل أن يُعلن قداسة البابا شنوده الثالث وبنفس عن هذه الخطوة المُهمة بعد أن تبين أن هناك صحف وصحفيين قد كرسوا أقلامهم لضرب وحدة الكنيسة وإثارة الشوشرة والانقسام بين الأقباط. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|