الوطن - كتب : صلاح الدين حسن وسعيد حجازى |
قلنا لـ«مرسى»: أعطنا إشارة لإسكات المعارضة فرفض وقال: «دعهم يلعبون وبعدها سينامون» اشتباكات الاتحادية
أثار تقرير لجنة تقصى الحقائق عن قتل وإصابة المتظاهرين فى الفترة من 25 يناير إلى 30 يونيو 2012 الغبار على حقيقة ما حدث فى هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر، يروى علاء شتا، القيادى الجهادى فى تنظيم الجهاد، وأحد المتهمين فى قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، شهادته على هذه الفترة، مؤكداً دور التنظيم فى الأحداث وتعاونه مع جماعة الإخوان المسلمين والفرقة 95 التى كشف أسامة ياسين، وزير الشباب، والقيادى الإخوانى، عن دورها فى «معركة الجمل»، وكشف عن أنهم تعاملوا بأسماء حركية، وأنهم اعتبروا الثورة المصرية حياة أو موتاً بالنسبة لهم، وأنهم كانوا على علم مسبق بموعدها عن طريق عناصر جهادية.
■ ماذا عن شهادتك فى قصة فتح السجون المصرية عقب ثورة يناير؟
- الجميع كان يسعى لإخراج التابعين له، الإخوان والجماعة الإسلامية وحماس وحزب الله حاولوا إخراج أعضائهم، وعند مرورى يوم 29 على طريق الإسكندرية الصحراوى وجدت «بِدل» المساجين ملقاة على طول الطريق، ومنعت الشرطة يومها الدخول من بوابة القاهرة، وكانت معنا سيارات نقل كثيرة، فاتخذنا طريق بلقاس والمناشى والقناطر الخيرية، حتى وصلنا للمنصورية وكرداسة، ومنهما لشارع الهرم، وبعد يوم 28 يناير، ذهبنا لسجن طرة لإخراج الشيخ محمد الظواهرى، والشيخ عبود، وطارق الزمر.
■ مَن فتح السجون؟
- أقيم بجوار قرية تسمى «السجن» يعمل بها ضباط وعساكر درجة أولى وثانية، قالوا إنه فى الأيام الأولى للثورة، كان لدى المساجين علم بحدوثها من خلال العساكر الذين أخبروهم بإمكانية خروجهم، وروى بعض العساكر أنهم اختلفوا فى فتح السجون من عدمه، ولكنهم اتفقوا فى النهاية على فتحها خوفاً من تجمع الأهالى بالخارج، وباعتبارى مسجوناً فإنه من الصعب جداً فتح السجون من قِبل المساجين، فهناك خمس أمانات، ومن فتح الباب كان من الداخل من قلب السجن.
رأيت قيادات الإخوان تقود «موقعة الجمل».. ولا أستطيع كشف أسمائهم خوفاً من «المخابرات»
■ ماذا عن أعضاء «الجهاد» الذين خرجوا من السجون؟
- أخبرنا أعضاء التنظيم أن ضباط الجيش دخلوا إليهم فى السجون، وأخبروهم بإطلاق سراحهم، لكن من سيخرج لن تكون له «دية»، ورفض الشيخ عبود الخروج وسط تلك الأجواء، قائلاً: «يجب الانتظار حتى استقرار الأمور، وهناك شخص قريب لى بُترت ساقه فى أفغانستان، وهرب من السجن وقال لى إنه خرج من الباب».
■ ماذا عن أحداث «الاتحادية»، هل شاركتم فيها؟
- نعلم أن هناك مؤامرة للإطاحة بالرئيس ولكنهم لا يستطيعون تنفيذها، لأننا الوحيدون الذين لدينا قدرة على الموت فى سبيل الله، وفى الثورة تخلى عنا غير الإسلاميين بعدما اشتد الهجوم فى «موقعة الجمل»، وحمل لواء تلك الفترة كان يمثل 70% من الإسلاميين و30% كانوا من الشباب المحترم الذى يرغب فى تطهير مصر.
■ أين كنتم قبل ثورة 25 يناير؟
- الجميع كان فى عمله، أنا كنت فى مزرعتى بوادى النطرون، وقبل الثورة اتصل بنا بعض «الإخوة» أخبرونا بأن الثورة ستكون يوم 25 يناير فى عيد الشرطة، وستقع يوم عيدها مثل ما قتل «السادات» يوم عيد نصره فى 6 أكتوبر.
■ كيف استقبلتم هذه المعلومة عن قيام ثورة، وما مظاهر استعدادكم لذلك اليوم؟
- لم نشعر بأى خوف، وخرج ما يقرب من 200 شاب جهادى فى أول أيام الثورة، كما سجلنا بعض الحلقات مع الصحفيين، ووسائل الإعلام، وقتها، وأذكر أن وسيلة إعلامية قالت لى: ماذا تريدون من إسرائيل وأمريكا الآن؟ قلت لهم: أن تغلق فمها فقط.
■ لماذا تركتكم الأجهزة الأمنية يوم 25 وهى تعرف عناصركم؟
- أحد ضباط الجيش قال لى: إن «العادلى» طمأن الرئيس يوم 25 يناير، قائلاً: «كله تحت السيطرة»، وأعاد مبارك الاتصال بعد ساعتين وحصل على نفس الرد، وفى يوم 26 يناير مساء قال «العادلى» لـ«مبارك»: «الأعداد تتزايد وتصعب السيطرة»، غضب مبارك بعدها، وأثناء حديثى مع الضابط سألته: «الجيش مع الثورة أم ضدها؟»، فقال: «نحن مع الغالب»، وقال لى فى مساء اليوم الثانى للثورة: «لو العدد فى الميدان قلّ ستُؤكلون، الجيش سيقف متفرجاً لانتهاء الأحداث وسيقف مع الأقوى».[Image_2]
■ ما كان هدفكم من المشاركة فى الثورة؟
- كان لا بد من ثورة، كانت فرصتنا الأخيرة للتخلص من أمن الدولة، «والله من يتحدث عن أنه حمى الثورة «كاذب» فلم يكن موجوداً بالثورة إلا من حُرق من تعذيب النظام السابق»، تم تعذيبنا من أمن الدولة طوال 30 سنة، فكانت الثورة حياة أو موتاً، كنا فى الثورة كمن يسحب سيارة ويصعد نكمل حتى النهاية أو نصمد على ما نحن عليه والرجوع مستحيل، ولدينا إصرار على الظهور فى الصحافة حتى لا نعود لبيوتنا وتقبض علينا أجهزة أمن الدولة.
■ هل كان هناك أمن ليقبض عليكم بعد انهياره يوم 28؟
- كانت هناك عناصر أمنية خطيرة ترتدى الزى المدنى وتهاجم مداخل منازلنا، وأحواش العمارات، ويضربون النار فى الهواء وعلى الأرض لتخويف أسرنا، فإما الرجوع لحماية أهلنا وإلقاء القبض علينا، أو نبقى بالميدان، كنا نرى عساكر ومخبرين من أمن الدولة أيام الثورة بالميدان بزى العسكر، وأنا أرى أن ما فعله «طنطاوى» بهذا الصنيع ضمِن بسببه الخروج بقلادة النيل، لو فاز الرئيس يقول «حميتك مما حدث للقذافى»، وإذا فاز الثوار يقول: «لم نفعل بكم مثل ما فعل الجيش فى سوريا».
■ ماذا عن فرقة «95 إخوان» ودورها فى إنهاء البلطجة يوم «موقعة الجمل»؟
- كنا نتعامل بأسماء حركية فى هذا الوقت، وعندما كانت تذكر أمامى أرقام من هذا القبيل لم أكن أنشغل بذلك، فعندما كان ينادى على 95 أو 135 ويأخذون أوامر بالتحرك فى اتجاه معين لا أتحرك لأننى لست 95 أو 135، وكل مجموعة كانت تعرف عدد أفرادها ولا أحد يعلن عن هويته، وكنا نستخدم الأسماء الحركية حتى لا يتم تلفيق القضايا لنا باعترافات علينا من شخصيات بعينها، كذلك «الإخوان» كانت تسهم فى تطهير الأسطح وتأمينها، وكان بعض أفراد التيار الإسلامى ينامون فى قلب جنزير الدبابة، والقنابل المسيلة للدموع كنا نرميها، وكان أعضاء «الجهاد» يقولون إن الشهادة التى لم نحصل عليها فى أفغانستان والشيشان سنحصل عليها هنا.
■ هل تعلم أعداد هذه الفرقة ومن قياداتها؟
- رأيت قيادات من الإخوان تقود المعركة، لكنى لا أستطيع الكشف عن أسمائهم، لو تمت معرفتهم ستلقى المخابرات القبض عليهم من بيوتهم ويواجهوننا ببعض والثورة لم تنتهِ بعد، كان من الممكن أن آخذ إعداماً فى قضية اغتيال السادات لولا أننى لم أدلِ بأسماء أحد ممن أعرف، ويمكن أن يحدث انقلاب على الثورة ويقبض على كل من شارك فيها، ولن أستطيع أن أحكم على أعداد الفرقة «95 إخوان» نحن كنا نخاف من بعض ونتعامل بأسماء حركية، وكل شخص كان له أكثر من اسم، لأن الأمن كان يمكنه إلقاء القبض علينا.
عمر سليمان كان يرسل لنا عناصر مخابرات بزى الجيش وكانوا يخطفون الثوار لتعذيبهم فى المتحف المصرى
■ ماذا فعلتم مع البلطجية؟
- سلمنا بعضهم للجيش والبعض الآخر وضعناه فى غرفة خصصناها للأسرى، كنا نحن الأكثر وكنا جماعة كبيرة، كان لدينا إخوة بتنظيم الجهاد، وجماعة الإخوان، اعتلوا السطوح، كنا نخشى أن نلقيهم من فوق أو يلقونا، لأننا لم نكن تبعهم ولا هم تبعنا لأن أصحاب العمارات كانوا يغلقونها بالجنازير، «واللى كان بيطلع منا يحمل معه 4 شواكيش، وكنا نمنع من يريد الخروج بعد علمنا أن عمر سيلمان أرسل لنا عناصر أمن دولة ومخابرات لابسين لبس جيش، كنا نعرفهم بالاسم، يأخذون الثوار لتعذيبهم فى المتحف. إحنا وناس أعرفهم جيداً من الإخوان وآخرين ليس لهم أى اتجاهات كانوا موجودين معنا، وكنا نتقابل كل يوم تحت أسود كوبرى قصر النيل ونخش مع بعض ونعمل نفسنا بنبيع لب وسودانى، ولم نستطع أن ندخل المتحف المصرى لأنهم كانوا سيتهموننا بأننا نريد أن نخرب ونسرق، وكان الأمن مرعوباً لأنه كان لديه اعتقاد أن هناك سلاحاً فى الداخل ولو دخل الميدان سيكون هناك مصيدة لهم وسيضربون بالأسلحة الحية أما الأمن فكان يقف على مداخل البوابات لأننا كنا نعمل نظام الأجراس كما كنا نفعل على أبواب السجون ونضرب عليها بالزلط، وذلك معناه أن هناك خطراً، وليس من نظام الحركات أن يقول أحد للآخر أنا فلان من تنظيم فلان، هما سابونا واقفين عشان فاكرينا من الشعب، لكن لو عرفوا إننا جماعات أو إخوان كانوا ضربونا بالطائرات».
■ كيف لاحظتم تنظيم فرقة 95 إخوان أثناء الثورة؟
- كانت لهم تسميات لا نفهمها، كانت شفرات متعارفاً عليها فيما بينهم، فمثلاً «164 يروح عند الكوبرى، 166 يروح عن قصر النيل بسرعة»، لا نعرف من يذهب لكنهم كانوا معروفين، وكانت هناك شفرات لجماعات وأفراد «118 عند عمر مكرم» والتسمية كانت لفرد أو جماعة، ولاحظنا وجود عقل مرتب لتلك التحركات.
■ هل تعرض أحد للقتل أثناء الهجوم؟
- كنا نسلم البلطجية للجيش ولم نكتشف أنه يتركهم إلا بعد فترة، بعدها بدأنا نضعهم فى محطات مترو الأنفاق، بعدها نسلمهم للضباط المحترمين بالجيش.
■ ماذا عن رموز القيادات الإسلامية هل قدمت نماذج للتضحية أم اعتمدت على الشباب؟
- رموز الإخوان كانوا يأتون ساعة أو اثنتين ولا نراهم مرة أخرى.
■ هل تخشى عودة الأجهزة الأمنية القديمة للعمل مرة أخرى؟
- لن تستطيع أن تعود فأى قوى أمنية لن تستطيع الوقوف أمام التيار الإسلامى أبداً، سيكون على جثثنا، وأقول «إذا كان عدوك نملة فلا تنم له، فهم لا يستطيعون فعل شىء وليس من مصلحة الثورة الآن كشف خباياها إلا بعد عشر سنين».
■ هل هناك رابط يجمع الجهاديين فى مصر؟
- هناك اتصالات بيننا ونتدارس حول الأمور السياسية كإنشاء الأحزاب ودخول الانتخابات ولا نتدخل إلا فى الأمور المهمة
■ فى رؤيتك لماذا يتم اعتقال الجهاديين الآن، والقبض على «خلية مدينة نصر» خير شاهد على ذلك؟
- طالما انتخبنا رئيس الجمهورية ولم نرَ منه نقصاناً، وفى تلك المرحلة هو أفضل من السلفيين و«الجهاد» و«حازمون»، والناس لا تطيق فى تلك المرحلة إلا ذلك الرجل، نحن نعلم أنه ليس فى طريق الإخوان، هم أكثر من سيعطى النصارى حقهم أكثر من الجهات الأخرى على الساحة، وكذلك العلمانيون والإسلاميون، وله أن يفعل ما يريد إلا أن نرى عليه عوجاً صريحاً.
التنظيم الإخوانى أدار معارك ميدان التحرير بأسماء حركية وشفرات.. والجهاديون أخبرونى أن الثورة يوم عيد الشرطة.. و200 جهادى متنكر شاركوا الفرقة «95 إخوان»
■ هل أنتم راضون عن الدستور؟ - نعم وموافق عليه طالما أن الناس وافقت عليه، وبخصوص المادة الثانية نحن نثق أن الدستور الذى يجرم التعذيب بالتقاضى، ولا يهمنا ماهية الدستور بقدر تطبيق هذه المواد.
■ كيف ترى مستقبل الجهاديين فى مصر؟
- روايات أناس أثق فيهم أكدوا لى أنه لا توجد ما يسمى سلفية جهادية وكلها قصص خرافية، ومن قام بأحداث رفح ليسوا سلفيين، وحكم الشريعة لا يقول ذلك، ولا يجوز شرعاً أن يُقتل أحد «نصرانى أو جندى» ولا يجوز استحلال مال أحد، على الجميع التوقف حتى نرى ما يقوله الحاكم فإن كان ظالما نخرج عليه، وغير ذلك علينا السمع له، وإن لم يشفِ الحاكم صدور الناس بما يتطابق مع الشرع يفعل الناس ما يريدون.
■ هل أحداث «الاتحادية» خروج على الحاكم؟
- هم مأجورون بأموال وهو ليس خروجاً على الحاكم لأنه ليس له كفر، ولكن الخروج على الحاكم لمن يحرك هؤلاء وهم عمرو موسى وحمدين صباحى وممدوح حمزة ومحمد أبوحامد وهم جميعاً ضد الثورة ولو ثبت عليهم ذلك فهم خارجون على الحاكم، وتجب محاكمتهم، وقلنا للرئيس مرسى: أعطنا إشارة ونحن نستطيع أن نسكت المعارضين بأسلوبنا فرفض، وقال من يفعل ذلك منكم سأعتقله، وشبَّه جبهة الإنقاذ بالتلميذ الذاهب للرحلة عندما يكون فى الصباح يكون نشيطاً وعندما يأتى من الرحلة سينام من التعب، وهكذا حال المعارضة، دعهم يلعبون، وفى النهاية سينامون من التعب. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |