بقلم: أماني موسى
بدأ أمس العام الدراسي الجديد وذهب الطلاب لمدارسهم وكان الكثير من الآباء خائفين من إصابة أبنائهم بأنفلونزا الخنازير خاصة في ظل تكدس الفصول ووسائل المواصلات مما يسهل انتشار الفيروس بمنتهى السهولة دون عناء منه في الوصول لأجساد الطلاب، ودة كان رأي عم سعيد مسعد أبو السعد اللي كان خايف على ولاده.
ولكن لما راح عم سعيد الشغل لقى إنه مزودها حبتين وأصحابه من الآباء اللي هما سكان المناطق الشعبية والفقيرة المجاورة ليه غير مبالين أو حتى عارفين إيه اللي بيجرى حواليهم وفضلوا يتريأوا عليه ويقولوا أن دي إشاعة من الحكومة لبث الرعب في قلوب الناس وعشان تلهيهم عن ارتفاع أسعار السكر واللحمة وكل السلع الضرورية، وجه أبو العريف عم فرحان الساعي اللي عارف دايمًا كل حاجة وقال بثقة: يا جماعة صلوا عالنبي: دة كل المولد دة لا مؤاخذة عشان يخوفوا الناس و يخلوهم ميدوش العيال للمدارس فتخف الكثافة بالمدارس وتنتشر الدروس الخصوصية!! وأهو كله من جيب المواطن.
سكت سعيد لحظة وهو متضايق وقال: كل دة عادي لأن أخويا المصري بيجري في دمه نظرية المؤامرة اللي هتنهي على أمره بإذن واحدًا أحد.
يا أخ فرحان يا أبو العريف أنا النهاردة ركبت المترو والأتوبيس كالعادة بس اللي مش عادي بقى هو كمية البشر اللي كانت راكبة أو بمعنى أصح مركوبة لأن كل مواطن كان شايل أخ مواطن فوق رجله أو على صدره أو قدامه ومكنش فيه مكان لنملة تعدي وسطنا، وكنا بننزل بقوة إلهية أولاً وقوة الدفع ثانيًا.
فقاطعه سيد أفندي انتكة بقوله: أيوة معاك حق يا سعيد يا أخويا. دة حتى انهاردة الأتوبيس كان مايل ناحية اليمين بشكل مخيف وحسيت أنه هيتقلب، وبيني بينك مكنتش هزعل لأني كنت قاعد وسط بنتين من ثانوي فكروني بكلمة الأنوثة اللي كنت نسيتها من زمان ولمعت عيناه ببريق الفرحة متناسيًا موضوع النقاش عن خطورة أنفلونزا الخنازير والمدارس.
فقالت هنية بصوت أجش يشبه صوت عم فرحان الساعي: يا سلام يا سي سيد دة اللي همك، البنات، ما أنت متجوز ست كانت زي الفل، فأجابها سيد: أديكي قولتيها كانت أمما دلوقتي بقيت أحس أني عايش مع صاحبي، فقالت له بصوت منخفض ومهموم: يا أخويا أشكر ربنا دة أنا جوزي بيقول لي أنتي زي أخويا بالظبط وأنت فاهم بقى!!!
استاء عم سعيد من استخفافهم بالأمر وسأل هنية: عيالك في مدرسة إيه يا هنية؟ قالت له ابني الوسطاني في مدرسة (خايبين الرجا الإعدادية) والكبير في مدرسة (فاقدين الأمل الثانوية)، واستكمل عم سعيد: وعدد العيال كام في الفصل ولا متعرفيش وإيه أخبار دورات المياه وإيه هي الوقاية اللي عملوها لحماية الطلبة؟ فقالت له: تصدق كلامك صح يا سعيد، دة العيال في الفصل مش بيقلوا عن خمسين عيل، ياللا ربنا يسترها بقى.
قاطعهم سيد أفندي: أمال أنا شفت انهاردة في برنامج على قناة المحور والدائري أن الفصول واسعة والشبابيك كبيرة وعاملة تهوية وفيه فصول مخصصة للحالات اللي هيشتبه في إصابتهم بالفيروس ودورات المياه زي الفل!!!
ضحك كل اللي في المكتب بصوت واحد وقالوا: مدام شفت كدة على التلفزيون وطلع المسئول يطمن الناس ويقول كله تحت السيطرة يبقى كله خارج السيطرة، دة إحنا مفيش حاجة جابتنا ورا غير السيطرة وربنا يستر.
اختتم سعيد الحوار وقال: يا جماعة إذا كان العالم كله خايف ومحدش قال أن كله تحت السيطرة يبقى إزاي إحنا بنقول كدة، أنا متهيألي أن السيطرة هي اللي تحت كله!! |