مليارات المستشارين وشعب المظلومين

بقلم: فيولا فهمي
أكثر ما يبهرك في رجال الحكومة الذكية أنهم خبراء في التحايل والمؤامرات وتظبيط الميزانيات، فلقد كشف الجهاز المركزي للمحاسبات أن عدد المستشارين العاملين في الجهاز الحكومي يبلغ حوالي 1800 مستشار يتقاضوا ما يزيد عن مليار و200 مليون جنيه سنويًا من الموازنة العامة للدولة!!
والملفت أن كل وزير يختار عدد هائل من المستشارين في جميع المجالات ودون تحديد معايير واضحة لاختيارهم ليقدموا له النصائح والاستشارات التي غالبًا لا ينفذها لأسباب غامضة، فتجد داخل تفاصيل قصة المستشارين مهازل عجيبة ويتحول عدد كبير من صحفيين الجرائد القومية إلى مستشارين إعلاميين لزوم تلميع وسنفرة الوزراء ونشر أخبار حول إنجازاتهم المهولة وزياراتهم الميدانية المفاجئة، وتجد أيضًا بعض القضاة تحولوا إلى مستشارين قانونيين في الهيئات والوزارات المختلفة، والغريب أنك تجد أشخاص لا يدركوا طبيعة عمل الوزارات التي يعملوا بها كمستشارين ويتقاضوا منها آلاف الجنيهات شهريًا، فهناك بعض المستشارين يتقاضوا 100 ألف جنيه إلى جانب صرف البدلات لزوم السفريات والدعوات والمهمات.
التناقض المريب الذي يقع فيه رجال الحكومة الأجلاء هو تأكيدهم المستمر على نضوب الوظائف الحكومية وتوقف الوزارات عن استقبال الخريجين وبالرغم من ذلك تدفع المليارات والملايين لتعيين المستشارين وأعوان المسئولين، والمضحك أن عدد مستشارين الوزراء في زيادة مستمرة وبالرغم من ذلك فإن عدد الكوارث والمصائب التي تحدث في الوزارات في ارتفاع صاروخي، ولهذا فالأجدر أن يعلن الوزراء في الصحف والفضائيات عن وظائف شاغرة لمهنة "المنتفعين والمستفيدين" والتي تُسمى على سبيل الفكاهة بـ"المستشارين"!!
الأغرب من كل هذا أننا نعيش مع حكومة تخاف ماتختشيش، ومكتوب علينا نشوف البجاحة بالكوم في تصرفات المسئولين، يدفعوا المليارات للمستشارين ويستخسروا تدفع الجنيهات للموظفين ويقفوا يتفرجوا على صراخ وعويل المعتصمين والمضربين، وهما بتسرقوا قوت الشعب علشان تشتري ذمم المستشارين!