كتبت: ناهد صبري – خاص الأقباط متحدون
مازلنا نسمع عن التفجيرات الانتحارية وحوادث القتل والاختطاف التي تحدث في العراق لأحد أهم وأقدم الأقليات الموجودة في المجتمع العراقي ألا وهم المسيحيون، إضافة إلى مصادرة أموالهم على يد بعض المتطرفين ومصادرة العديد من الأراضي الزراعية الخاصة بهم، كما أن عشرات الآلاف من المسيحيين حرموا من التصويت في الانتخابات الأخيرة.
ويشكل المسيحيون في العراق قرابة المليون نسمة، أقاموا على أراضي العراق الحالية منذ حوالي ألفي سنة، ويرجع أصلهم إلى منطقة بلاد الشام والمناطق المحيطة بها ويتركز معظم المسيحيين في العراق في بغداد وكذلك في المدن الشمالية مثل كركوك، واربيل، والموصل التي كانت يومًا ما مركزًا تجاريًا مهمًا، وورد ذكرها في الكتاب المقدس باسم نينوى.
معظم المسيحيين العراقيين هم من الكلدانيين الذين يتبعون الكنيسة الكاثوليكية الشرقية وهم مستقلون عن روما مع كونهم يعترفون بسلطة البابا الروحية، الكلدانيون هم شعب قديم يتحدث العديدين منهم اللغة الآرامية وهي لغة السيد المسيح، أما الفئة المهمة الأخرى فهي فئة الأشوريين وهم ينحدرون من الإمبراطورية الأشورية والبابلية وقد تبعثروا في أنحاء الشرق الأوسط بعد انهيار إمبراطوريتهم في القرنين السادس والسابع قبل الميلاد. وقد اعتنقوا المسيحية في القرن الأول الميلادي حيث تعتبر كنيستهم الشرقية الأقدم في العراق.
وقد بدأت موجة عداء حادة تجاههم مع بداية شهر أغسطس السنة الماضية بدأ ذلك بحمله تفجيرات طالت ستة كنائس في الموصل وبغداد أيضًا مطرانية الكلدان التي يزيد عمرها على 400 عام والتي ظهرت فيها السيدة العذراء، وتعتبر المطرانية إرثًا للمسيحيين عامًا وللعراقيين بوجه خاص، أيضًا تم خطف العديد من رجال الأعمال المسيحيين وطلب فدية كبيرة لإرجاعهم، أما الفتيات المسيحيات فكن يُرمين بالأسيد على أجسادهن.
هرب نتيجة موجة العداء هذه 40 ألفًا من المسيحيين العراقيين نحو الدول المجاورة، ويجد الإرهابيون قبل كل شيء الملاذ والملجأ لدى شرائح واسعة من قبل العراقيين وعائلاتهم عن خوف وتهديد أو عن تعاطف مذهبي أو سياسي ولا سيما في بؤر إرهابيه كسامراء واللطيفية والفلوجه وبعقوبة والحويجه وتلعفر وغيرها.
ويجد المتطرفين من أتباع صدام والزرقاوي والصدر ظروفًا مناسبة بعد الخراب الفكري والاجتماعي الذي خلفه عهد صدام حسين.
وقد طالبت الأمم المتحدة الحكومة العراقية مضاعفة جهودها في حماية المسيحيين وباقي أقليات العراق، ومن جهتها قالت الحكومة على لسان الناطق باسمها "علي الدباغ" بأنهم سوف يتخذون إجراءات -وصفها بالصارمة- لحماية الكنائس وكانت الحكومة العراقية قد تعهدت أمام الفاتيكان على أن تعمل على توفير الحماية للمسيحيين ومنع تهجيرهم بعد اشتداد حمله الترهيب والعنف ضدهم في الموصل وبغداد وكركوك.
من جانبه أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق في تصريح نقله مركز أنباء الأمم المتحدة: إن هذه الحملة تهدف إلى ترويع المجموعات المسيحيين وتمنع التعايش السلمي للمجموعات الدينية المختلفة.
ووصف ذلك بأنه جرائم غير مبررة، تهز الضمائر وتستوجب من الأسرة العربية والدولية إدانتها والعمل على وضع حد لها والتعويض المادي والمعنوي لضحاياها وإلا فقدت المؤسسات الإقليمية والدولية مبرر وجودها.
وقال البيان: إن الاعتداء السافر على المسيحيين بالشكل المتمادي والذي ندينه بأقصى شدة هو جريمة ضد حقوق الإنسان، فالمسيحيون مواطنون مخلصون لبلادهم. |