CET 23:03:18 - 07/10/2009

كلاشينكوف

بقلم: فيولا فهمي
ذبحناك بقسوة وعنف الجزارين ولم يكن في أحشاءك الفيروس اللعين... ذبحناك للشكوك والهواجس وبعض الأغراض الخفية ولم نستمع لتوصيات منظمة الصحة العالمية... أجهزنا على الفصيلة النادرة من سلالتك وأحدثنا إختلالاً في المنظومة البيئية بقرارات ارتجالية وعشوائية... إخترنا كالعادة الحلول السريعة ولم نفكر في الإحتمالات البعيدة لنقل الفيروسات العنيدة... دمرنا التجارة التي تُقدر بالمليارات دون أن نبحث عن بدائل للعاملين أو أصحاب الحظائر والحيوانات... إتخذنا قرارات فورية بذبح جميع الخنازير ولم نجرؤ على إتخاذ قرارات جزئية بإلغاء رحلات الحج والعمرة وتجاهلنا جميع المحاذير... جيّشنا جميع الأجهزة الأمنية لملاحقة المتهربين من التجار والمربيين ولم نستعد لمواجهة فيروس انفلونزا الخنازير...
والغريب أنهم ينعتوا الخنازير بالنجاسة مع أنها صفة مشتركة في معظم الحيوانات، بالرغم من أن مكونات أجسامهم يستخرج منها الأطباء عقار الإنسولين وبعض المضادات... ما هو لكل حيوان أو حشرة من وجوده فائدة وحكمة، والمنظومة البيئية لا تعترف بالقرارات الحكومية الجاهلة التي تحمل صك العصمة... والزبالة اللي كانت غذاء الخنازير بعد المذابح الدموية ملت الشوارع والميادين ونشرت الأوبئة المعدية وكأن الشوارع أصابتها لعنة الخنازير... لأنهم استمروا في تأجيل قرار نقل حظائر الخنازير إلى المناطق النائية لأسباب قد تبدو طائفية، ورفضوا الاستماع لكافة النصائح الدولية، كان انتشار المرض والقذارة من نصيب الحكومة الذكية..
لم أكن يومًا من آكلى لحوم الخنازير، ولكن يومًا بعد يوم يتضح أن حكومتنا ماهرة في محاربة طواحين الهوا وإغراق المواطنين في مستنقعات الأمراض والأوبئة والقمامة، والنتيجة التي أدركناها جميعًا بعد فوات الأوان أن الخنازير نجحت في تحسين صورتها -حتى بين أشد المعادين لها- ولكن الحكومة فشلت وتشوهت صورتها –حتى بين أشد المؤيدين لها-..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق