مصادمات طائفية بصعيد مصر واعتقال 3 مسلمين ومسيحي واحد
أفرجت السلطات القضائية المصرية أمس عن قائد تنظيم التكفير والجهاد وثلاثة من أعضاء التنظيم المعروف إعلاميا بـ«خلية الزيتون»، المتهم بالارتباط بتنظيم القاعدة والمنسوب إلى أعضائه اعتناق فكر التكفير والجهاد، لكن وزارة الداخلية قالت إنها ستطعن في القرار وتعيد اعتقالهم.
وألغت محكمة جنايات جنوب القاهرة أمس قرار وزير الداخلية باعتقال المتهمين محمد فهيم حسين المتهم بتشكيل وقيادة الخلية، وعادل حسين عضو التنظيم، بينما قررت محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الإفراج عن أحمد سعد العوضي وأحمد سيد المنسي، وذلك في التظلم المقدم منهما ضد قرار الاعتقال الصادر بحقهما، الذي شمل أيضا جميع المتهمين في القضية وعددهم 24 متهما، بعد أن تم استبعاد متهمين اثنين ثبت لنيابة أمن الدولة العليا عدم تورطهما أو اشتراكهما في الخلية.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى إن وزارة الداخلية ستطعن في قرار المحكمة بالإفراج عن المتهمين، وستقوم الداخلية بإصدار قرار جديد بإعادة اعتقالهم لاستيفاء الشكل القانوني من أجل إبقائهم قيد الاعتقال، وذلك نظرا لخطورتهم على الأمن ولعدم صدور قرار من نيابة أمن الدولة العليا في القضية حتى الآن.
يشار إلى أن نيابة أمن الدولة العليا انتهت قبل نحو أسبوعين من سماع أقوال المتهمين في القضية ودفاعهم كافة، فيما تنتظر النيابة إفادة الفنيين المختصين الذين انتدبتهم لفحص محتويات أجهزة الكومبيوتر ووحدات التخزين الرقمية التي تم ضبطها مع المتهمين، وبيان ما تحتويه من مواد وبرامج لتصنيع المتفجرات والسلاح والأفكار الجهادية.
الى ذلك تجددت المصادمات الطائفية في صعيد مصر، ولكن هذه المرة في محافظة سوهاج (500 كيلومتر جنوب القاهرة). وشهدت مدينة جرجا في المحافظة مصادمات طائفية الليلة قبل الماضية بين مسلمين ومسيحيين استخدمت فيها العصي والهراوات والأسلحة البيضاء.
وقال مصدر كنسي في المحافظة: «بدأت المصادمات بمشاجرة بين أطفال من الجانبين، استدعى كل منهم أهله، لتندلع أحداث عنف استمرت حتى وقت متأخر من الليل». وأضاف أن الأمن تدخل ليعتقل أفرادا من الجانبين، بالإضافة إلى الانتشار المكثف في المدينة للسيطرة على الأوضاع وإعادة الهدوء.
وقال شاهد عيان في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن المشاجرة بدأت بين أطفال من عائلة الميره المسيحية وعائلتي أولاد حمد والقرورة المسلمتين تدخل على إثرها أفراد من العائلتين ليتسع نطاق المشاجرة، وفي اليوم التالي تجمع عدد كبير من أفراد العائلتين لتندلع مصادمات عنيفة بين الطرفين، استمرت حتى تدخل الأمن. وأضاف أن «العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في القرية جيدة بشكل عام، ولكن أحيانا يحدث ما يعكر صفوها».
قال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إنه تم اعتقال ثلاثة مسلمين ومسيحي واحد لمسؤوليتهم عن التحريض على أحداث العنف. وكان المركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية، والجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي، وهما منظمتان حقوقيتان، قد أصدرا مؤخرا تقريرا مشتركا يحمل عنوان «إلى متى يستمر الاحتقان الطائفي بمصر؟»، قالا فيه إن عدد الحوادث الطائفية التي شهدتها مصر على مدار الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، يبلغ تسعة، أربعة منها في محافظات الوجه البحري، الدقهلية والغربية والإسكندرية، في ما شهدت أربع محافظات في الوجه القبلي خمسة حوادث طائفية، بواقع حادث واحد في بني سويف، وآخر في مدينة الأقصر، وثلاثة حوادث في المنيا. وأرجع التقرير هذه الحوادث إلى القتل والمشاجرات واختطاف البنات. فأربعة حوادث منها حركتها جرائم قتل، وأربعة أخرى نشبت بسبب مشاجرات، فيما كان اختطاف إحدى الفتيات السبب في الواقعة الأخيرة. وكشف التقرير عن أن الطرف القبطي هو الذي بدأ بالصدام في خمس حالات بما فيها القتل، في حين بدأ الطرف المسلم بالصدام في ثلاث حالات، معتبرا أن تلك الحوادث تدل على وجود حالة احتقان طائفي بين الجانبين. |