خاص الأقباط متحدون- تقرير - فيولا فهمي
الاوضاع التى يعيشها جماعة المدونين فى مصر داخل دائرة القيود الامنية و الملاحقات القضائية ، باتت مؤخراً مثار للجدل الدولى حيث ارسلت لجنة حماية الصحفيين الدولية خطاب لرئيس الجمهورية و القيادات السياسية تطالبهم بوقف حملة القمع الشديدة التى تشنها الاجهزة الامنية على المدونين و التى تؤدى بدورها الى تراجع هامش حرية الصحافة على إعتبار ان جماعة المدونين اصبحت جزء من المنظومة الإعلامية فى المجتمع ، بينما أجرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تحقيقاً مفصلاً حول اهم المعوقات التى تواجه المدونين فى مصر و إلتقت فى سبيل ذلك بعدد من أبرز المدونين الذين قادوا حملات تدوينية ضد التيار سواء لمواجهة سياسات النظام الفاسدة او بعض الاوضاع السلبية داخل جماعة الاخوان المسلمين .
و عن أسباب الاهتمام الدولى بالمدونين فى مصر فى المرحلة الراهنة اوضح جمال عيد ، المدير التنفيذى للشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان ، ان المضايقات و الاعتداءات التى تعرض لها المدونين مؤخراً بدأت تزداد بصورة إضطرادية خلال الفترة الماضية ، حيث اتسعت دائرة إعتقال و احتجاز المدونين ، مؤكداً أن شهر نوفمبر الماضى شهد 3 حالات لإعتقال مدونين و هم محمد عادل و عبد العزيز مجاهد و فيليب رزق و ذلك بسبب كتاباتهم على المدونات الخاصة بهم ، و مازال هناك اثنين من مدونين -على الاقل- قيد الاحتجاز الادارى دون توجيه اتهامات بموجب قانون الطوارىء و هما ضياء الدين جاد و مسعد ابو الفجر ، فيما صدر حكم على المدون كريم عامر بالسجن لمدة 4 سنوات لإتهامه باهانة شخصيات دينية بارزة و رئيس الجمهورية ، بالاضافة الى الملاحقات القضائية التى يتعرض لها المدون تامر مبروك صاحب مدونة "الحقيقة المصرية" بسبب نشره لبعض الاوضاع الفاسدة التى تمارسها احدى شركات الكيماويات.
و اكد عيد أن حركة المدونين التى بدات خلال الاعوام القليلة الماضية انعشت الحياة السياسية فى المجتمع ،لاسيما ان هناك العديد من المبادرات السياسية و الحركات الشبابية ولدت من رحم المدونات ، و لذلك فان ترهيب المدونين من خلال الاعتقال و الاحتجاز و بعض الممارسات القمعية سوف يساهم فى تقليص نشاط المدونين و خفوت اصواتهم الاصلاحية فى المجتمع .
بينما اوضح فتحى فريد – احد ابرز المدونين الشباب – ان المدونات حالياً اصبحت تتقاسم مع الصحف الورقية "كعكة" استقطاب القراء ، و خاصة ان شباب المدونين يتواصلوا بشكل افضل مع المعارضين فى المظاهرات و الشباب فى المقاهى و المتهمين فى ساحات المحاكم و بالتالى استطاعوا ان يحجزوا لانفسم مقعداً دائماً فى جميع المواقع الساخنة و الزاخمة بالاحداث فى المجتمع ، و هى التصرفات التى لا ترضى السلطة السياسية فى مصر .
و انتقد فريد التعامل الحكومى غير الرشيد مع المدونين و خاصة الذين ينتمون الى تنظيمات سياسية كالاحزاب و جماعة الاخوان المسلمين ، حيث يتم اعتقال و احتجاز العديد من المدونين بالشهور دون ابداء اسباب او توجيه اتهام ، مرجعاً اسباب استخدام العنف ضد المدونين الى انتشار الصحافة الشعبية و اتساع قاعدة "المدونات" فى العالم ، و خاصة بعد ان ساهمت حملة شباب المدونين فى الولايات المتحدة فى نجاح باراك اوباما ، و لذلك اتجهت انظار العالم الى نشاط المدونين و خاصة فى الدول الاستبدادية ، محذرا من استمرار سياسة العسف بالمدونين لمنع وضع مصر فى حرج دولى امام العالم . |