بقلم: سحر غريب
عندما رأيت ابتسامته وقعت في دباديبه وعشقت طلته، فكنت أنتظر ظهوره على شاشة التليفزيون وكأنه نجم سينمائي محبوب وكنت أبحث عنه بين المحطات الفضائية والأرضية لأشاهد ابتسامته النقية التي تدعوك للأمل والاستبشار، ثم أنسابت دموع الفرح والأمل غصبًا عني عندما نجح في انتخابات أمريكا، فقد رأيت فيه البطل الأسطوري الأسود المتعدد الأجناس الذي جاء ليحل مشاكل العالم بطلعته البهية.
طبعًا لم أترك الفرصة وبعثت له برسالة على موقعه المُرحب بالجميع قلت له فيها أن أمريكا في حاجة إليك لكي تجمل صورتها القبيحة التي أدخلها بوش المجنون في أذهان العالم وخاصة العالم العربي، ثم توالت المراسلات بيني وبينه فقد اعتبرني مواطنة أمريكية وأخذ يراسلني على أني واحدة منهم، فمرة يطلب مني التبرع لصالح النظام الصحي الأمريكي -على عيني ما هو أصلك معذور ما هو لو عرف إني مصرية أبًا عن جد لتبرع هو لي، وحتى لو كان معايا يا ضنايا ماكنتش هاديك، أصل اللى يعوزه البيت يحرم على أمريكا-, وفي آخر مرة أرسل لي رسالة تؤكد فيما معناها بأنه لا يستحق جائزة نوبل للسلام فهو لم يقدم لعملية السلام غير وعود لم يستطع تنفيذها حتى الآن ولكنه أعتبر الجائزة خطوة سيبدأ من خلالها الخطوات الفعلية لنشر السلام بين أجناس العالم المختلفة.
لقد سبق أوباما الصحف برسالته تلك فقد سنت الصحف أنيابها لتنهش سيرته فهو لم يقدم لعملية السلام غير النيات الحسنة والوجه الحسن والريحة الحلوة هو كمعطر الهواء له رائحة جميلة فقط ونيّة طيبة ولكنه ليس كصابونة مطهرة تقضي على الميكروبات وتبيد أعداء السلام.
أما أنا فمازلت أراه رجل سلام ولكنه يحتاج جيشًا مثله، فالسلام يا سادة مريض مرض موت ويحتاج أكثر من شخص واحد لإعطائه قبلة الحياة.
أوباما يحتاج إلى مساندة قوية من حكام العالم، ولا ننسى أنه تسلم مفتاح أمريكا ليجدها خرابة بمعنى كلمة خرابة، فبوش-جبنا سيرته يا ريت يشرق الشرقة الأخيرة ويريحنا من ماضيه المُخزي– قد كان كالطفل الغبي الذي يلعب لعبة الحرب على جهاز البلاى أستيشن الخاص به والذي نسى نفسه وأخذ يرسل جنوده في جميع أنحاء العالم ولم يرى نفسه وهو يستنفذ خيرات بلاده التي جاءته بدون تعب ثم زهق من لعبته وتركها لآخر بعده ليصلح من أخطاءه الفادحة.
إذًا فأوباما معذور لانشغاله في حل مشاكل أمريكا، فبالنسبة له اللي تعوزه أمريكا يحرم على الجميع، ولكنه مع ذلك يستحق جائزة نوبل للسلام لبعثه الأمل داخل شعوب العالم، وتحسين صورة أمريكا المُشوهة، يا خلق هوه أمريكا بعد بوش كانت معزّتها في قلوبنا كانت تشبه معزة مرات الأب بالظبط، كراهية دائمة ولكن أوباما أعاد صلة القرابة والحب المفقود بيننا وبين أمريكا فهنيئًا له نوبل. |