CET 00:00:00 - 12/10/2009

حوارات وتحقيقات

مكرم محمد أحمد: الجماعات الإسلامية تحول أفراحها ومآتمها إلى مؤتمرات سياسية.
القمني: إنتهازية واضحة.. ليست جديدة.. وما يفعلونه دليل فشل.. كيف يحولون الفرح إلى مؤتمر سياسي؟؟
عبد الرحيم علي: عزل الجماعة الإسلامية يجعلها تستغل أي مناسبة.
د. محمد عبد العال: استغلال فاضح لمناسبة الفرح لتحقيق أهداف سياسية.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون

على دقات الطبول وصوت الدفوف يكون الحديث في السياسة في حفلات الزواج التي تقيمها الجماعات الإسلامية، والتي كان آخرها حفل زواج نجل عمر عبد الرحمن في منطقة فيصل.. نيولوك جديد للأفراح، حفلات من نوع خاص العريس فيها هو المتحدث في المؤتمر وهو الخطيب والمهدي المنتظر والمنقذ.. إنها حفلات الزواج السياسي، نوع جديد من المؤتمرات السياسية التي تنظمها الجماعات الإسلامية للحديث عن مستقبلها ومشكلاتها ومطالبها من الحكومة في الفترات المقبلة حيث يقولون فيها ما يريدون نشره على أعضائهم من أتباع الجماعة.
الأفراح السياسية... نيولوك جديد للجماعة الإسلاميةحيث شهد مسجد الخلفاء الراشدين بمنطقة فيصل مؤخرًا مؤتمرًا سياسيًا بكل المقاييس أثناء عقد زواج عمار نجل أميرهم والزعيم الروحي لـ "الجماعة الإسلامية" في مصر الدكتور عمر عبد الرحمن.
حضر الحفل قادة ومشايخ الجماعة الإسلامية الذين جاءوا من جميع المحافظات ومنهم الدكتور ناجح إبراهيم والدكتور صفوت عبد الغني، وعدد كبير من قيادات وأعضاء الجماعة بالمحافظات.
استغل الدكتور صفوت عبد الغني الحفل وراح يمارس العمل السياسي في عرس ابن الأمير وتحدث عن الإدارة الأمريكية الجديدة واعتقال عمر عبد الرحمن، وأشار إلى أن سياسة هذه الإدارة تختلف كثيرًا عن سابقتها بزعامة جورج بوش والتي ارتكبت جرائم كثيرة ضد العالم الإسلامي، لكنه قال إن هذا لا يعني أن أوباما سيتبنى سياسة جديدة تجاه القضايا الكبيرة التي تهم العالم الإسلامي وعلى رأسها فلسطين والعراق وأفغانستان، خاصة وأن أمريكا لها سياسة ثابتة واستراتيجية لا تتغير بتغير الإدارات بالبيت الأبيض، وتحدث عن اختلاف فى لهجة الخطاب الذي تتبناه الإدارة الإمريكية فقط والتحول من دعاوى الصراع الحضاري إلى السلام والحوار.
تكلم في العرس اللذي تحول إلى مؤتمر سياسي عن السياسة فى مصر والأحزاب ومدى إمكانية حصول الإسلاميين على حزب من الدولة له مرجعية إسلامية، والطريقة التي تعمل بها الجماعة في الفترة المقبلة
وكان العديد من عناصر "الجماعة الإسلامية" واجه عجزًا عن التكيف مع مشاكل الحياة عقب خروجهم من السجون بعد سنوات طويلة أمضوها طويلة خلف أسوار السجون، حيث فشل كثير منهم في توفير متطلبات الحياة، الأمر الذي جعل عددًا منهم يطالب الحكومة بإعادتهم إلى السجون مرة أخرى ليقضوا فيها ما تبقى من عمرهم.
تحول العُرس إلى مؤتمر سياسي بكل المقاييس يطرح علامات استفهام عديدة حول ما تقوم به الجماعة الإسلامية في الفترة المقبلة والاستراتيجية التي تتبناها في تحويل الأفراح إلى مؤتمرات للخطابة.

مكرم محمد أحمدمنهج
يعلق مكرم محمد أحمد "نقيب الصحفيين"
على هذا النوع من المؤتمرات التي تلجأ إليها الجماعات الإسلامية للحديث والإعلان عن برامجها وأفكارها في حفلات الزواج، مشيرًا إلى أن الجماعت الإسلامية عمومًا لها منهج واضح في استغلال المناسبات التي تمر بها سواء كانت أفراح او مآتم وتحولها إلى مناسبات سياسية، وذلك في إطار الفكر الذي تؤمن به هذه الجماعات ولنشر أفكارها في أكبر قدر من الجماهير، وبالتالي فإن الأفراح بالنسبة للجماعة الإسلامية مثلاً منبر جيد للحديث بعد منعها من الكلام في المساجد، والجماعة الإسلامية بهذا لم تأت بجديد بل هو منهج موجود عنها منذ القديم والإخوان أيضًا يلجأون إلى هذا النوع من الدعاية السياسية في الأوساط الجماهيرية المؤمنة بهم، حيث يحولون الأفراح وحفلات الزواج إلى مؤتمر سياسي ويدعون زعماؤهم للحديث لاستقطاب الناس.
الإخوان حوّلوا حفل التأبين الذي أقاموه للشيخ أحمد ياسين إلى مؤتمر سياسي دعوا فيه القوى السياسية للترويج لأنفسهم، وبالتالي فإن استراتيجية الجماعات الإسلامية تؤمن بتحويل المناسبات الإجتماعية إلى حفلات خطابة وحديث عن المستقبل السياسي، وما حدث في فرح نجل عمر عبد الرحمن -الأب الروحي للجماعة الإسلامية- هو جزء من فكر هذه الجماعات ليس بجديد عليها.

إنتهازية
القمنى المفكر الكبير الدكتور سيد القمنى
يشير إلى ما أسماه انتهازية الجماعات الإسلامية التي تحول مناسبة سعيدة مثل الزواج إلى مؤتمر سياسي تتحدث فيه عن الحكم والأحزاب والانتخابات، في الوقت الذي لم ينجح فيه هؤلاء الذين يتحدثون في ممارسة السياسة في الأفراح والمآتم، وهو الأمر الذي يُفقد هذه الجماعات المصداقية من حيث تعكير الجو على المدعوين ناهيك عن أن الواقع يقول أنه ليس مجالاً للحديث والمزايدة من خلال انتهاز الفرصة.
ويتساءل القمني: "لماذا لم تفلح هذه الجماعات في ممارسة السياسة في الشارع المصري وتلجأ الآن إلى الإعلان عن نفسها في الأفراح والمآتم؟
ويؤكد القمني أن الجماعات الإسلامية تتبنى أجندة تمزج بين العاطفة والعمل العام وتفضل دمج الدين والسياسة معًا، وهي استراتيجية قديمة عند جماعات الإسلام السياسي التي تمارس العمل السياسي من خلال تنظيمات محظورة، مستنكرًا هذا النوع من الأفراح السياسي.

عبد الرحيم عليعزل
عبد الرحيم علي "الخبير في شئون الحركات الإسلامية"
يؤكد أن قيام قادة الجماعة الإسلامية بتحويل عرس نجل الشيخ عمر عبد الرحمن إلى مؤتمر سياسي ناتج من عزل الجماعة الإسلامية ومنعها من الممارسة السياسية على أرض الواقع، وبالتالي فإنها تلجأ إلى الحديث عن أجندتها في أوساط اتباعها في تجمعاتهم سواء كانت أفراح أم مآتم، وبالتالي فإن الموضوع ينحصر في الكلام عن حصار الجماعة الإسلامية المفروض على أفكارها ومنعها من الكلام السياسي إلا من خلال الموقع الخاص بها، وهو ما يفرض استغلال الفرص المتاحة أيًا كانت التي تتواجد فيها قياداتها وأعضائها للحديث وتبادل الآراء.

خلط
الدكتور محمد عبد العال "رئيس حزب العدالة الإجتماعية"
يصف ما حدث بأنه خلط متعمد من الجماعة الإسلامية ومن قبلها العديد من الحركات التي ترفع شعارات إسلامية في العمل السياسي إلى أنه منهج قديم يعتمد على إبراز عناصر القوة ونشر الأفكار على أنصار هذه الجماعات في كل مناسباتها، حيث تتعمد هذه الجماعات استغلال فرصة وجود تجمع من أنصارها للحديث السياسي واستعراض ما تسميه هموم الوطن مع أعضائها، لإقناعهم سياسيًا بأنها البديل القادر على إدارة هذا الوطن وأنها تمتلك الحقيقة المطلقة في الوقت الذي تعري هذه الجماعات نفسها أمام أعضائها الذين تغيبت عقولهم.
ويذهب عبد العال إلى أن هذا العمل هو استغلال فاضح للأفراح وتشويه للعمل السياسي من أناس لا يفهمون الممارسة السياسية وغلب على عقولهم الغرور والتغييب.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق