CET 00:00:00 - 12/10/2009

المصري افندي

بقلم: حكمت حنا
كلما أتذكر ما حدث ليلة أمس ينتابني شعور بالغيظ الممزوج بالرفض، ولا تزال أحداث المشهد المؤسف تترائى كل لحظة أمامي.
فالبرغم من تأخر الوقت الذي تجاوز الحادية عشر مساء إلا أنني قررت -وبتشجيع من إحدى صديقاتي المقربين لي- التجول بالقرب من المنزل كنوع من الترويح لضغوط اليوم وبعض أحداثه المثيرة للإنفعال، وكانت مقدمة الشارع الذي نسكن فيه المجاور لأحد المولات (سنتر للشراء) بالهرم تتواجد بها وحدة أمنية تابعة لوزارة الداخلية، لأنها من المفترض تقوم بالمحافظة على أمن الشارع والقضاء على أي انحرافات شبابية والتي تحدث كثيرًا في تلك المنطقة لتجمع الجنسين.
وفجأة اثناء توجهنا لشراء (آيس كريم) مررنا على تلك الوحدة، وإذ برجل من رجال الأمن بداخل سيارة مديرية أمن الجيزة يغازلنا من خلال كشافات السيارة، وأخذ يصدر أصوات غريبة كنوع من التحرشات الكلامية، وما كان مني إلا التوقف واستنكار هذه المهزلة وهناك عدد من السيارات التابعة لوزارة الأمن والأمان، حتى بعث لي أحد الضباط الذي يبدو من هيئته أنه المسؤول عن رجال الأمن المتواجدين، ولم يكلف نفسه وينزل من برجه العاجي ليفض الأمر أو يعرف ماذا يحدث حتى سألني من خلال شباك سيارته، ولم أنتظر حتى يسألني حتى بادرته بالسؤال (هو دا دور الأمن؟ أليس هذا المسؤول عن منع أي معاكسات ليقوم بنفسه بهذا الدور؟)، وكنت بالفعل أشعر بنوع من الحسرة لما رأيته، وبكل استخفاف رد علي متسائلاً (انت بتشتكي أم بتحاسبيني؟) حتى اندفع مني سيل من ردود الأفعال الاستنكارية وفي وجهه، قلت له أنتم لا تحاسبون طالما النظام الأمني يفعل ذلك وأنتم أفراده التابعين لها، وأخذت صديقتي الحميمة التي تركتها ونسيت وجودها إلا بعد فض ثورة انفعالي تجاه الضابط السمج الذي كاد يفترسني بنظراته المقززة التي أوضحت لي من هم رجال الأمن القائمين على فض التحرشات ليقوم (بالواجب بها).
وللأسف لم أهنأ بمذاق الآيس كريم رغم أنه من أحب المحلات لقلبي الذي يستهويني بنكهته الرائعة بعد ما رأيت بعيني ما كنت أسمعه ولا أدركه أو حتى أصدقه.
ولم ترَ عيني النوم في تلك الليلة الغبراء كلما أتذكر ما رأيته من كوارث من يفترض بهم حماية الأمن  ببلدي، وكانت أخيلتي في تلك الليلة تنسج أحداث غير مستحيلة بالنسبة لهم  من تلفيق تهم وأشياء أخرى لا داعي لذكرها لكنها تحدث بالفعل، وأغلقت عيناي على كوابيس مفزعة وإلى تلك اللحظة ما زال الغيظ يمتلكني حتى بعد كتابة هذه السطور، حتى أدركت أن بعض الرجال الذين يفترض بهم حماية الأمن ليسوا إلا رجال يحثون في أحيان كثيرة على الفحشاء والانحرافات ليس كما يوصفون بأنهم حماة البلد من المتحرشين والمنحرفين.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق