CET 00:00:00 - 15/10/2009

مساحة رأي

بقلم: إسحاق صبحى
توريث الحكم في مصر هو حديث الساعة، وهو أمنية عزيزة على قلب شلة الحكم في مصر، لا يخجل النظام في مصر من تكريس الجهد والوقت من أجل تحقيق هذة الرغبة اللحوح، حتى لو تطلب ذلك تفرغ الحكومة وتسخير إمكانات جهاز الدولة من أجل الغاية السامية وهي رؤية جمال مبارك رئيسًا لمصر اعتبارًا من 2011 أو قبل ذلك إن تيسر.
وقد دأبت قوى المعارضة في مصر على إعلان رفضها الصريح للتوريث من حيث المبدأ، من أمثلة ذلك حركة كفاية وحزب الغد -الذي دفع مؤسسه ورئيسه عدة سنوات في الليمان من أجل وقاحته وقلة أدبه ودأبه في إعلان رفضه صراحة أن يتم تمرير التوريث، كما لو كانت مصر قطعة أرض فضاء أو عقار ملكية خاصة-.
أما مايثير الريبة حقيقةً فهو موقف الإخوان المسلمين -الأب الشرعي لجميع حركات الإسلام السياسي في مصر والعالم تقريبًا-، حيث أعلنت قيادات الإخوان في أكثر من مناسبة عن معارضتهم القاطعة لتوريث الرئاسة وتحديهم لرغبة الحزب الحاكم ولجنة سياساته.
هذا الموقف من قبل الجماعة المحظورة، إنما يثير تساؤلات عديدة -والحق، أنه لا يوجد نظام على مر التاريخ قدم خدمات جليلة للإخوان مثل نظام مبارك، فأفضاله على الجماعة لا تخطئها عين-.
في عهد مبارك انتقلت الجماعة من خانة المحظورة إلى صفوف المعارضة رغم أنف القانون، بل انفردت تمامًا بساحة المعارضة، فيما باقي أحزاب المعارضة في حالة غيبوبة وموت سريري.

جماعة غير قانونية تتحرك وتعمل وتتضخم فوق جثة القانون، فإذا بها تشارك في الانتخابات وتدخل المجالس النيابية بقوة حاصدة ما يقدر بربع مقاعد البرلمان دفعة واحدة، وكل هذا يرجع الفضل فيه أولاً وأخيرًا لعهد مبارك.
نعمت الجماعة بحرية الحركة والانتشار داخل جهاز الدولة المهترئ بفعل الفساد، نشاط متزايد في مدارس وجامعات مصر مسيطرة بذلك على التعليم، فضلاً عن تحويل الإعلام المصرى لإعلام شبه ديني يمهد لدولة دينية.
في هذا الزمان الأغبر صارت قيادات الإخوان نجوم إعلامية تظهر على الشاشات، فيما المكان الطبيعى لهؤلاء ينبغي أن يكون خلف القضبان في المعتقلات كونها جماعة غير قانونية ومخالفة للدستور وتعمل ضد الدولة.
نجحت الجماعة في إيجاد حالة احتقان طائفي لم تمر مصر بمثلها عبر تاريخها، وأصبحت الأقليات هي الهدف الأضعف دائمًا لتلك الجماعة الجبانة، وكل هذا تحت سمع وبصر نظام مبارك.
ماذا يريد الإخوان من النظام أكثر من ذلك، وقد أتاح لهم مكانًا فسيحًا على يمين السلطة في مصر، إلى درجة تصورت معها الإدارة الأمريكية السابقة أن الإخوان ربما يصلحون كبديل سياسي للنظام الحالي.

إن معارضة الإخوان للتوريث ليست إلا لعبة سياسية من ألاعيب الجماعة المعروفة بالانتهازية، ولا تعدو كونها محاولة لابتزاز النظام الهش، ستنتهى حتمًا بتنازلات سياسية يقدمها النظام راضيًا حتى تتم صفقة التوريث، فالتوريث سيضمن استمرار المناخ الفاسد الذي تتمتع الجماعة بالعمل في ظله، وليذهب الوطن إلى الجحيم..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق