CET 00:00:00 - 15/10/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتب: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون
حكاية من طراز فريد ننشرها اليوم لنضع رقمًا جديدًا في معادلة الظلم والقهر الذي يعاني منه المواطن المصري وإقصاء الكفاءات العلمية وتحكيم أهل الثقة لا أهل الخبرة وتمليكهم لناصية الأمور، حلقة جيدة في مسلسل القهر واللاعدل المحكوم على المصريين أن يؤدوا فيه دور البطولة بين الحين والآخر رغم أن المخرج ربما لا يكون راضيًا عن الظلم هنا، قصة جديدة من قصص الامتهان وإهدار حقوق الإنسان في بلد الحق والخير والجمال كما قال القدماء.. إنها حكاية الدكتور "نبيل نظمي حنا" المدرس المساعد الإحصاء الطبي ووبائيات السرطان بمعهد أورام جنوب مصر التابع لجامعة أسيوط والمشرف على وحدة تكنولوجيا المعلومات والذي كان قد أدى الامتحانات في مرحلة الدكتوراة في شهر مايو الماضي بقسم الصحة العامة بكلية طب القصر العيني وأكدت النتيجة نجاحه بالنتيجة المعتمدة من مجلس الكلية في 20 يوليه الماضي.
 الدكتور نبيل نظمي حنا وقد قام الدكتور جهاد أحمد المسئول عن كنترول الدراسات العليا بتعديل النتيجة في التاسع من سبتمبر ليتحول من نجاح إلى رسوب وكأننا في الأحلام تصحو من النوم ناجحًا فتمارس طقوس الناجحين من أكل وشرب وسهرات وتبادل التهاني مع الآخرين ثم ما تلبث فرحتك أن تتحول إلى حزن فتمارس طقوس الحزين والناقم على الظلم في نفس الوقت. فتبدأ حالة من الاندهاش والدهشة، فبين عشية وضحاها يتحول العالم من النقيض إلى النقيض وتتحول سعادة المواطن إلى أحزان في نفس البلد.. فلم يغادر الفضاء إلى بلد آخر ولم يبرح الأرض التى ولد عليها، ولم يفد علينا من الفضاء الخارجي... إنه مواطن مصري كالذي لى من اللحم والدم واللون والعرق والإحساس، لم يتغير لون الدنيا المحيطة وعذابات الركوض خلف لقمة العيش.. فجميعنا من نفس الطينة، ومن لحمة واحدة وسداة.
كإجراء فطري فإن الاستفسار عن السبب هو سيد الموقف في هذه الحالة، فقد ذهب الطالب الناجح الراسب لمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة خلف هذا التعديل في النتيجة الذي لا يحدث في بلاد السند أو الهند أو حتى بلاد الوقواق اللهم إلا في بلادنا المبتلية بأمراض الروتين والتخبط الإداري والإهمال الحكومي المستفز حتى الثمالة حيث يعشش الظلم والتحدي لمحاولات إنصاف البشر وإقرار العدالة، ذهب نبيل ليفهم ما الذى حدث، وهل هو غضب الآلهة وانتقام السماء، أم البشر يظلمون ويفشون في الأرض فعلم أنه ناجح في لجنتين فقط من لجان الشفوي وأنه لم يحالفه الحظ في اللجنة الثالثة ولأن النجاح في لجنتين يمكن معه إعلان نتيجة الطالب أنه ناجح فقد أعلنت، ولأن الحقيقة تقول أن النجاح في لجنتين والرسوب في الثالثة رسوب عند أهل العلم وجمهور الفقهاء في الكنترول فقد ذهب كل مجهوده هباء وأجمعت كل المذاهب على اعتباره راسبًا..!
وتم تعديلها ليصبح نبيل راسبًا، ففقه الكنترول يميز بين الخبيث والطيب في العلن بصورة وفي الخفاء بصورة منافية للواقع، ولما كان إجماع أهل العلم على أن من رسب في لجنة ونجح في اثنتين راسب فقد علقت النتيجة واعتبرته ناجحًا وفي نفس المذهب فهو عند الله راسب وهكذا استقر الإجماع على اعتباره من بني الراسبين لأن مجموع اللجان الثلاثة يقول بنجاحه..!

علماء القصر العيني منتهى الغرابة والمخالفة الصريحة لفقه الواقع عند علماء القصر العيني وازدواجية واضحة، فهناك أحكام قضائية صدرت في قضايا مماثلة بنفس القسم ونفس الدرجة منها الحكم الصادر لصالح الدكتور "حسن صالح أحمد" وفي أكثر من حالة مماثلة قالت بعدم جواز اعتبار الرسوب في جزئيات المادة الواحدة رسوبًا طالما أن الطالب نجح في مجموع كل الجزئيات.
رغم أن النتيجة تم تعديلها في حالة الدكتور نبيل نظمي ميخائيل طبقًا لما جاء في المذهب المتقدم والذي يتبعه أساتذة القصر العيني، إلا أن هناك حالات أخرى بالقياس على نفس المذهب لم يتم تعديل النتيجة لها وهي حالة الطبيبة "ريهان محمد صالح" والتي تقدمت لنفس الامتحان ورسبت في لجنة من لجان الشفوي ولكنها نجحت.
ويبقى السؤال الذي يطرحه الدكتور نبيل نظمي معلقًا: هل بعد اعتماد النتيجة واعتبارها نهائية يتم عليها تعديل يجعل الناجحين راسبين؟؟

تعود وقائع القضية المطروحة في هذه السطور إلى تاريخ 10 مايو الماضي والذي أدى فيه الدكتور نبيل نظمي امتحان نهائي الدكتوراة في مادة التحريري وفي 14 من نفس الشهر امتحان اللجان الشفوي الثلاث بقسم الصحة والجمال بكلية طب القصر العيني وكان معه كلاً من الدكتورة مايسة كامل والدكتورة ريهان صالح ولما انفضوا عن الامتحان جلس ثلاثتهم ينتظرون ظهور النتيجة.
ولما سأل نبيل الدكتور محمد حسن حسين الأستاذ بالقسم والأستاذة الدكتورة نرجس لبيب رئيسة القسم في ذلك الوقت أخبروه في 9 يوليو أنه نجح وقد نقل لهم الخبر الدكتور جهاد أحمد رئيس الكنترول، وتأكد نجاح الثلاثة من خلال إدارة الدراسات العليا عندما توجهوا إليها لمعرفة النتيجة واعتمادها من مجلس الكلية في 20 يوليو المنصرم والذي بموجبه أصبحت النتيجة نهائية.
المشكلة كانت في الاعتراض على نتيجة القسم والإصرار على مراجعتها والذي تقدمت به الدكتورة ليلى كامل الدكتورة فاطمة أبو هشيمة والأستاذة الدكتورة منى سليمان "رئيسة القسم الحالية" التي منحته جيد جدًا في مادة الشفوي والدكتورة سلوى عبد العظيم التي لم تشارك في الامتحانات بأي صورة من الصور وكان أن سُمح لهم بالرصد وإعادة توزيع الدرجات مما يفتح الباب أمام الكثير من علامات الاستفهام..!

مر الموضوع بعدد من المحطات والمحاولات التي تضمنت محاولات إقناع القسم بأن هناك أحكامًا قد صدرت من القضاء لصالح عدد من الأطباء تقضي بنجاحهم إلا أن الجميع أصموا أذنيهم عن السماع ولم يحركوا ساكنًا واعتبروا أن بقاء الوضع على ما هو عليه هو الحل الأمثل في الموضوع، رغم أن الدكتور نبيل أكد لهم أن الموضوع سيأخذ منحنى طائفي في عرضه على القضاء وعلى الرأي العام من خلال البعد الديني، وما يزال الدكتور نبيل حائرًا حتى الآن بين جمهور أهل العلم في قصر العينى ولم ينصفه أي مذهب حتى الآن..!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٣ صوت عدد التعليقات: ١٩ تعليق