قام أسقف أوسلو، أوله كريستان كارمه، بزيارة مسجدين في العاصمة النرويجية يوم الخميس تضامنا مع المسلمين في وجه خطاب الكراهية والتحريض السياسي الذي يتخلل أداء بعض الأحزاب في سياق الحملة الانتخابية الجارية حالياً في البلاد.
وذكرت مصادر إعلامية نرويجية أن أسقف أوسلو قام يوم الجمعة الماضي، بزيارة مسجد المركز الثقافي الإسلامي، ومسجد التعاون البوسني بأوسلو ، وطالب أسقف أوسلو بتجنب خلط الدين بموضوع الهجرة خلال النقاش العام بالنرويج، منادياً باحترام "حرية الاعتقاد، والمساواة في التعامل مع الجمعيات الدينية.
كما حذّر كارمه من "تفشي خطاب الكراهية ، معيداً إلى اللأذهان إلى أنّ المسيحية تقول بمحبة الآخر ومعاملته على هذا الأساس".
وتأتي معظم التصريحات المناهضة للمسلمين في الساحة السياسية النرويجية من حزب "التقدم"، الذي يحاول تحسين فرصه الانتخابية في الوقت الراهن؛ إلاّ أنّ حزب العمال انضمّ إلى هذه الموجة عندما أبدت قيادة الحزب استعدادها لمحاربة ما سمته "الإسلام الراديكالي في النرويج".
وقد تباينت بشأن ذلك مواقف وجوه حزب العمال، بمن وفيهم رئيس البرلمان توربيورن ياجلاند، الذي قال رداً على ذلك: "لا وجود للتهديد من الإسلام في النرويج، لكن هناك في ما يبدو عملية صنع تهديد من زعامة الحزب لشيء غير موجود"، وفق تأكيده.
وأوضح مسؤول كنسي بارز في تصريحات للصحفيين أنّ زيارة أسقف أوسلو جاءت "لتمتين العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، وللوقوف ضد الخطاب الذي يؤسِّس للكراهية بدل التفاهم"، على حد تعبيره.
على الجانب الآخر عرض مسلمو أسكتلندا على اليهود الذين يعيشون معهم في البلاد، توفير الأمن لمعبد تعرض لهجوم الأسبوع الماضي في العاصمة أدنبرة، وهي الدعوة التي رحبت بها منظمة يهودية تطالب بأن يصبح أتباع الديانتين حلفاء في مواجهة العنصرية والتطرف.
وفي رسالة وجهها إلى الحاخام رابي ديفيد روز رئيس الطائفة اليهودية بأدنبرة، قال إمري كين رئيس المؤسسة الإسلامية في أسكتلندا: "نأمل في أن يكون لدينا ما يكفي من الترتيبات الأمنية، بما يتماشى مع تأمين أماكن العبادة"، بحسب صحيفة "سكوتس مان" الأسكتلندية الخميس 19-3-2009.
وأضاف قائلا: "ولم لا، وهذا هو شعورنا تجاه هذه القضية، لذا نود أن نحرس المعبد اليهودي بأجسادنا".
من جهتهم، قال إمري إن خطباء المساجد بأسكتلندا سوف يؤكدون خلال صلاة الجمعة على رفضهم التام لأي هجمات تقع على أماكن العبادة. وقال في رسالته التي وجهها لروز: "نود أن نحيطكم علما بأن المجتمع الإسلامي بالكامل يقف معكم ضد هذا التخريب".
وأضاف قائلا: "ممارسة العنف ضد أماكن العبادة خطأ كبير، هذ أماكن للعبادة والإيمانيات والروحانيات ولابد أن يتم احترامها، كما أنه يجعل الجريمة أكثر بشاعة".
من جهته، رحب مارك جاردنر المتحدث باسم منظمة "أمن المجتمع" -وهي منظمة بريطانية توفر الحماية لليهود بأسكتلندا- بعرض المسلمين لـ"توفير الأمن للمعبد اليهودي".
وقال جاردنر: "من المأمول أن تشجع الرسالة التي أصدرها المسلمون، المجتمع الإسلامي واليهودي على احترام بعضهما وأن يصبحا حلفاء في مواجهة العنصرية والتطرف".
يذكر أن المعبد، الذي يتردد عليه نحو 700 يهودي تعرض إلى هجوم من قبل مجهولين اثنين قاما بتحطيم نوافذه، الأسبوع الماضي، وقد تم القبض عليهما، لكن لم تتضح بعد هويتهما.
ويأتي هذا الهجوم في ظل الهجمات المتزايدة على المصالح اليهودية في أنحاء العالم، وذلك في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة المحاصر، والذى أودى بحياة نحو 1400 شخص، معظمهم من النساء والأطفال. |