CET 00:00:00 - 17/10/2009

مساحة رأي

بقلم: جاك عطا الله
ستجرى انتخابات نيابية في مصر، أواخر عام 2010 وستكون في الغالب الأعم، الانتخابات التي تسبق انتخابات رئاسة الجمهورية، إذا تشبث الرئيس بالكرسي حتى ذلك الوقت.
الرئيس ونظامه ـ بعد ضغوط دولية ـ صحح وضع المرأة بإعطائها أربعة وستين مقعدًا، تضاف إلى أل 444 مقعدًا السابقة، و أهمل الأقباط عمدًا، بجريمة اغتيال سياسي مكتملة الأركان، تحمل كل سمات الإصرار والترصد.
للأسف سكتنا على ما حدث، ولم نفعل أكثر من الكتابة والاستنكار والشجب، رغم وضوح إنه علينا جميعًا كأقباط، وخصوصًا، منظماتنا السياسية العاملة بالخارج والداخل، أن نتوحد بمشروع قومي، ونقدم البديل الديمقراطي للعالم، لإجبار هذه الحكومة الظالمة، التي تحاول اغتيال حقوق الأقباط في بلادهم، و علينا أن نستخدم كل الوسائل السياسية المتاحة في أيدينا في الدول التي نعيش فيها، وهى دول تتفهم الأوضاع حاليًا بدقة، بفضل مجهود الرواد وغباء الحكومة المصرية.

قرأت بالمناسبة عدة تقارير سياسية مرسلة من القاهرة إلى وكالات الأنباء العالمية، توضح بجلاء إن تحول أحياء القاهرة الراقية إلى مقلب قمامة، تنبش فيه الكلاب والقطط الضالة، و تمرح به الصراصير والذباب وكل أنواع الحشرات، سببه الخطوة الحكومية المتعصبة، والتي قتلت الخنازير التي يمتلكها الأقباط الفقراء، بمذبحة نازية مستخدمة الجير الحي، وقد تسبب هذا العمل الحكومي الغير مسئول، في حصول القاهرة والجيزة على لقب أقذر و أسوأ رائحة عاصمة بالعالم، مما أدى إلى عزوف السياح عن الحضور، لجمع مصر بين القذارة والرائحة الكريهة وأنفلونزا "اتش وان إن وان"، التي توطنت رغم إعدام الخنازير.
علينا أن نستغل معرفة العالم المتحضر بأساليب الدولة المصرية، التي تبنت الوهابية عملاً ومنهاجًا، و تنفذ خطة ممولة من السعودية، بأيدي الأمن المصري و الإخوان، للإنهاء على كل مصادر قوة الأقباط، من ثقافة وممتلكات و شخصيات قبطية مؤثرة، و كنيسة بكل مقوماتها، من بابا وأساقفة وأديرة وتاريخ، وأيضا هدم كل  مقومات الأسرة القبطية، و هجوم مركز على منظمات وأشخاص الأقباط  بالخارج، مستخدمين الطرق الوهابية الخسيسة التي اعتادوا عليها.

نعود إلى الانتخابات النيابية المصرية القادمة، و تصحيح وضع الأقباط. 
لدي اقتراحاً محدداً، أضعه على مائدة المنظمات القبطية و الأقباط الناشطين.
أولاً، ومن بعد الاتفاق فيما بيننا على الخطوات، نضعه بعد التعديل على مائدة الحكومة المصرية, بعدما نحدد أدوات الضغط اللازمة ونوزع الأدوار ليتم العمل بنجاح.
للأسف الشديد، أمامنا وقت قصير، وعلينا سرعة التنسيق والعمل معا بروح الفريق الواحد، وهذا هو الأساس الذي يجب أن نبني عليه الخطوات اللاحقة، و يجب أن نعتبره مشروعًا قوميًا قبطيًا، مثل مشاريع الجامعة المصرية عام 1923 ومشروع السد العالي ومشروع إعادة بناء البنية التحتية بعد 1973 ومشروع تحديث مصر.    
اقتراحي ينصب على الضغط المنظم لإلغاء نسبة ال50% عمال وفلاحين نهائيا قبل الانتخابات القادمة، بتعديل بسيط، مثل التعديلات الأخيرة حول منصب الرئاسة، وحول هوية مصر، وحول نسبة المرأة،  التي قررها الرئيس ومررها بالتليفون، لأنها سبب نكبات المصريين، والتي أفرزت إمعات تضغط عليهم الحكومة بمجرد التلويح بقبضة السيئ الذكر "كمال الشاذلي"، أو بمن خلفه مثل الشيخ "فتحي سرور"  سيد قراره، فيهرولون برفع الأيدي الموافقة، مهما كان المقترح المقدم أو المشروع هزليًا أو هادمًا لمقومات مصر.   

الآن علينا أن نستبدل، ولمدة عشر إلى خمسة عشر سنة مقبلة نصًا أخر، يقرر أن نسبة تمثيل الأقباط والمرأة بالمقاعد المنتخبة (من مجلس شعب و عمادة جامعات و انتخابات محافظين و مجالس مدن و الوظائف الرئيسية بالدولة)
يجب ألا تقل عن خمسين بالمائة من عدد المقاعد، و تستمر القواعد التي كانت تحكم كيفية انتخاب العمال والفلاحين كما هي، بعد استبدالهم بالأقباط والمرأة مع إلغاء التعديل الهزيل الأخير، الذي أنصف المرأة وتجاهل الأقباط كأنهم قادمين من المريخ أو عطارد، وليسوا مواطنين مصريين أصليين يقيموا بمصر من سبعة آلاف سنة بصفة مستمرة. 
أُلح كمصري قبطي صميم، على سياسيي الأقباط المنتشرين في القارات الست، التفكير في خطة متوازنة قابلة للتطبيق، و تستخدم كل أدوات الحرفية السياسية و الضغوط الناعمة والمنظمات الدولية وهيئات حقوق الإنسان، لتقوم الحكومة المصرية بتنفيذها قبل الانتخابات النيابية، التي ستقرر وضع مصر عمومًا، ووضع الأقباط خصوصًا، لمدة قد تصل لقرن قادم أو أكثر  لإعادة الحقوق المسلوبة من الأقباط إلى أهلها.

بنفس الوقت، على الأقباط أن يبدأوا عملاً جادًا بمصر، لفرز و تحضير سياسيين من الجنسين، رجالاً وسيدات، يستطيعوا العمل من الداخل بنجاح، و يكونون مسلحين بوعي كامل، ومقدرة على العمل وسط وحوش الوهابية، و ملمين بأساليب الإخوان والوهابيين، من  الاستقواء بالإسلام، واستخدامه كسلاح تكفيري، و استخدام السنج والمطاوي والرشاوى الانتخابية، و المجرمين ذوى السوابق، لمنع الأقباط من الترشيح أو التصويت  في ظل حماية كاملة من أمن مصر الوهابي. 
مطلوب مقاتلين سياسيين، أقباط شجعان، يتم إعدادهم وتدريبهم من الآن على كل أساليب الصراع السياسي، و العمل تحت كل الضغوط  كي نكون مستعدين للانتخابات القادمة، و يسير هذا العمل جنبًا إلى جنب مع الضغوط المكثفة على الحكومة المصرية، لتعديل نظام الانتخابات القادمة، بعد إلغاء نسبة العمال والفلاحين، واستبدالها بخمسين بالمائة أقباط،  وأرجوكم كفانا هزلاً وخلافات عبيطة، أدت إلى تحويلنا إلى "شخاشيخ" بيد الحكومة، نلطم بعضنا بعضًا "ونتشطر" فقط على بعض، بدلا من الالتفات لتحقيق مصالحنا الحيوية، حتى تجرأ علينا أحط طبقات المجتمع المصري، لمعرفتهم بأننا لا قوة ولا حيلة لنا.  
الفترة القادمة شاقة، و ستكون فاصلة في مستقبل الأقباط بمصر، وتحتاج جهداً جماعياً جباراً، وعقولاً متفتحة وواعية، و تمويلاً سخياً، فإذا اعتبرناها قضية قومية قبطية ومصرية بالوقت ذاته، فعلينا القيام بعمل الرجال و بدء مداولات جادة بين قادة الأقباط حولها، و بها سوف نصل إلى خطة واضحة قابلة للتنفيذ. فما رأيكم يا سادة يا كرام ؟؟   

هل ستقتنعون أخيرا بترك الخلافات الشخصية و الأنا المتورمة، وتكونوا رجالا فتتركوا الأسباب الواهية للخلافات، و تقنعوا بأهمية وجود بيت قبطي يوفر علينا الوقت الثمين المتبقي قبل الانتخابات المصرية؟؟  
سيمكننا البيت القبطي من التجمع بمنطقة "انترنتية" آمنة نتبادل فيها الآراء والمقترحات، وبعدها نلتزم بتنفيذ الخطط التي نتفق عليها بعد إقرارها بالأغلبية العددية المناسبة، ولدى المجموعة الأولية التي تكونت عقب الدعوة الأولى،  تصوراً كاملاً عنه يحتاج التمحيص و المناقشات السرية بين قادة ونشطاء الأقباط.
مازلت أدعو كل الإخوة المخلصين، للتجمع و التنسيق وتكوين البيت القبطي بسرعة، ومازلنا لم نحصل على آراء وموافقات الكثيرين، و سأضع إيميلا آخر للتنسيق فيما بيننا وخصوصا المجموعة التي لم ترسل بآرائها لليوم .
مازلنا نعرض  بكل إخلاص، وتجرد من أية مصلحة ذاتية حالية أو مستقبلية على الجميع، وأكرر، نعرض على جميع الأقباط ـ وكلنا أقباطا مصريين مخلصين لوطننا مصر، ونهدف كلنا إلى إقامة دولة علمانية مصرية متحضرة وعصرية ـ أن نتجمع ونتكاتف في مجلس أو بيت قبطي لنخطط وننفذ و نمول كل ما هو بصالح بلدنا الحبيبة مصر، لانتشالها من الهوة السحيقة التي وصلت إليها،  و تحية قلبية لكل الأقباط وكل المخلصين وتحيا مصر.   
jacques_12345678@yahoo.ca

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق