CET 00:00:00 - 17/10/2009

مساحة رأي

بقلم: د. وجيه رؤوف  
نعلم جميعنا مدى القلق الشديد الذي يعتري العامة في أيامنا هذه عند سماع كلمة أنفلونزا، فالجميع بالطبع  يعلم أن أعراض أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير تشبه إلى حد كبير أعراض الأنفلونزا العادية، فما أن تأتي سيرة أن فلان مصاب بأنفلونزا حتى يرتعد الناس خيفة أن تكون هذه الأنفلونزا هي أنفلونزا الخنازير أو أنفلونزا الطيور أو أنفلونزا البطيخ!!
وشكرًا جزيلاً للسادة المسئولين الكبار اللذين يرعبوننا يوميًا من أنفلونزا الخنازير مما يقض مضجعنا أثناء الليل وأثناء النهار والشكر الجزيل للسادة المسئولين الكبار الذين قاموا بتجهيز مقابر جماعية لنا في حالة موتنا لا قدر الله وشكرًا للفتوى بجواز دفن الموتى بدون كفن حيث أن هذا سوف يوفر على الأسر دواعي  تكفين الجثث وأهو يتاخد المريض سلبوته كما ولدته أمه ليقابل وجه كريم!!
ولقد أرعبني يومًا مقولة سمعتها عن أحد السادة المسئولين (لا أتذكر أسمه) عن أنه من المتوقع أن يصاب في شهري يناير وفبراير حوالي ستة عشر مليون بأنفلونزا الخنازير سوف يموت منهم ثمانية مليون.

الله يطمنك ويطمن قلبك ويملاه بالسلام والمحبة, أهو كده أحنا أتطمنا خالص، هيموت حوالي ثمانية مليون، وأهو أكيد اللي قال كده راجل نيته سليمة ونيته خالصة، فبيبلغنا بأنه هيموت ثمانية مليون علشان نجهز نفسنا لمقابلة وجه كريم بأحسن الأعمال، فنبتعد عن الرجس والموبقات وقذف المحصنات علشان ربنا يرضى عننا  وكمان نبعد عن السياسة وما نتكلمش فيها, سياسة إيه بقى ما هو أحنا هنموت والناس مجهزين لينا مقابر جماعية سوف تظهر فيها الوحدة الوطنية بأعلى مستوى حيث سوف يدفن المسلم والمسيحي والبهائي وكل مصري أيًًا كان نوعه.
في هذه المدافن وهتكون الصلاة جماعية, أمال إيه ما هي الوحدة الوطنية ما بتبانش غير في المصايب والكوارث والموت والعياذ بالله.
طبعًا لأن دماء الأقباط والمسلمين اختلطت في ثورة 19 واختلطت أيضًا في حرب 73 وبعد كدة سوف تختلط الأجساد في جائحة أنفلونزا الخنازير.
عظيم جدًا فهمنا هنا الدور الوطني الذي سوف تقوم به هذه الكارثة وأثرها على شعبنا العظيم, طبعًا قامت أجهزة الدولة المعنية خوفًا من انتشار المرض بمنع التجمهرات في الموالد الدينية الإسلامية والمسيحية وهذا جزء محمود، كما قامت سابقًا بإعدام وذبح كل الخنازير في مصر لمنع انتشار المرض مع العلم بأنه لم يصاب فرد من مربيى الخنازير في مصر بهذا النوع من الأنفلونزا  بل على العكس ظهرت أعداد هائلة من الإصابة بهذا النوع في بلاد لم يدخلها خنزير واحد يومًا.

ما علينا المهم كلها خطوات جادة لمنع المرض خصوصًا منع الموالد، ولكن هل فات وزارة الصحة شيء؟!
القوافل الطبية ودورها في نشر المرض!!
سابقًا تحدثت في مقال سابق عن عدم جدوى القوافل الطبية وذكرت في هذا المقال إن القوافل الطبية نوعًا من إهدار المال العام ولا تقدم جدوى فعلية للمرضى وأنه يمكن توجيه هذه الأموال للارتقاء بالمستوى الطبي والعلاجي للمستشفيات وذكرت تفصيليًا أسباب عدم جدواها ولن أكرر ذلك, ولكني اليوم سوف أكتب عن مساعدة القوافل الطبية في انتشار كارثة أنفلونزا الخنازير.
فمن المعلوم إن القوافل الطبية تتم داخل مخيم كبير يسع الآلاف من الناس وتتجمع داخله عيادات لمختلف التخصصات وتكون كل عيادة عبارة عن عربة إسعاف صغيرة يدخلها المريض تلو الآخر ليعرض على الطبيب ويبلغ عدد المرضى في كل عيادة يوميًا ما يربوا على ثلاث مائة في أربع ساعات داخل هذه العربة الضيقة.
لكم أن تتخيلوا الكارثة في هذا التجمع الكبير داخل المخيم  والكارثة الأكبر أن أول من سيصاب بهذا المرض نتيجة هذا التجمع هم طاقم الأطباء الذي يوضع عليه الأمل في القيام بعلاج المرضى, إذا أصيب طاقم الأطباء أولاً بهذا المرض نتيجة هذا التجمهر الرهيب, السؤال هنا:

مَن سيقوم بعلاج المرضى إذا كان طاقم الأطباء مصاب؟ بالتأكيد ستكون هناك كارثة ولن يتم حصار هذا  الوباء. لذا هناك ضرورة مُلحة بأن يصدر قرار بمنع القوافل الطبية من العمل حتى لا تساعد على انتشار المرض,
ومن الممكن أن يرد قائل من كان: بأنه لا يمكن إلغاء القوافل الطبية حيث أنها جزء من البرنامج الانتخابي لسيادة رئيس الجمهورية؟؟
وهذا الكلام مردود عليه بأن رئيس الجمهورية رجل طبيعته عسكرية وحينما أوصى بالقوافل الطبية أوصى بها لأنه يريد بها الفائدة لأبناء وطنه ولكن معالي رئيس الجمهورية إذا أحس بأن هذه القوافل سوف تأتى بالكوارث على أبناء مصر فسوف يكون المبادر بمنعها لدرء الضرر عن مصر وأبناء مصر.
ومن هنا ارفع طلبي هذا إلى معالي الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الذي نكن له كل احترام وتقدير لما نعرفه عنه من إخلاص في العمل الطبي بهذا الطلب لمنع هذه القوافل التي من الممكن أن تكون وبالاً على مصر.
نسأل الله الدعاء أن يقي مصر من الويلات والأوبئة وأن يحفظ شعبها من الخطر فهو القائل: مبارك شعبي مصر.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق